23 طفلاً لا يحظون برعاية عوائلهم البيولوجية، تم تسليمهم لعوائل بديلة، بحسب مديرة الرعاية الاجتماعية في السليمانية التي أشارت إلى أن هناك عوائل تحتضن لوحدها ثلاثة أطفال.
مديرة الرعاية الاجتماعية، زيار جلال، تحدثت في مقابلة مع (كركوك ناو) عن العوائل البديلة والأطفال الذين وفرت لهم هذه الرعاية بعد عملية طويلة من التقييم.
كركوك ناو: ما هي الرعاية البديلة؟
زيار جلال: الرعاية البديلة هي حالة ينتقل الطفل فيها إلى رعاية وإشراف عائلة، ليست عائلته البيولوجية، وذلك تحت إشراف ودعم كادر رسمي. لكي تصبح عائلة بديلة يجب أن تمر برحلة طويلة تحتاج للكثير من التحمل، بمعنى آخر، الرعاية البديلة عبارة عن رعاية على أساس اللأسرة تتولى فيها العائلة رعاية طفل أو أكثر.
كركوك ناو: منذ متى توجد هذه العملية وكيف بدأت؟
زيار جلال: في عام 2015، تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة العمل ومنظمة ستيب البريطانية، في نفس العام شكلت اللجنة العليا لنظام العائلة البديلة، وخصصت مديرة الرعاية الاجتماعية في السليمانية كادراً لعبة العائلة البديلة، بعدها بدأت عملية تأهيل الباحثين الاجتماعيين، وفي عام 2016 تم نشر الوعي بين المواطنين وبالأخص العوائل الراغبة بأن تصبح عوائل بديلة، في آب 2016 تم فتح شعبة العائلة البديلة رسمياً من قبل وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية، وفي تشرين الثاني 2018 تم إقرار وثيقة نظام العائلة البديلة من قبل مجلس الوزراء، وفي آب 2022، اكتملت المرحلة التجريبية للأطفال (من صفر إلى أربع سنوات)، حيث جرى تجريب كافة العمليات ضمن نظام العائلة البديلة.
العملية بدأت في السليمانية، ويتم العمل به الآن في أربيل أيضاً، كما أن العملية في مراحلها الأولية في محافظة دهوك.
كركوك ناو: حتى الآن كم طفلاً تم وضعهم عند عوائل بديلة؟
زيار جلال: تمت الموافقة على أول عائلة بديلة في تشرين الثاني 2016، وفي نيسان 2017 جرى تسليم طفل للعائلة البديلة. حتى الآن أي 2025، مجموع الأطفال الذين انتقلوا لرعاية عوائل بديلة هو 23 طفل ترعاهم 21 عائلة، لأن إحدى العوائل تحتضن لوحدها ثلاثة أطفال.
كما أعيد ثلاثة أطفال إلى عوائلهم البيولوجية وتم استلام طفل من عائلته البديلة وأعيد طفلان من كنف عوائلهم البديلة إلى دار رعاية الأطفال.
كركوك ناو: هل توجد طلبات لاحتضان الأطفال من قبل عوائل بديلة؟
زيار جلال: توجد باستمرار طلبات لتولي رعاية الأطفال وبعض العوائل البديلة التي تم الموافقة عليها تطلب احتضان أطفال آخرين.

كركوك ناو: ما هيال شروط الواجب توفرها في العائلة البديلة؟
زيار جلال: وفقاً للتعليمات، يجب أن يكونا زوجين وأعمارهما تتجاوز 25 سنة، لا توجد مشكلة إن كان لديهم أطفال أم لا، كما يمكن أن تكون العائلة البديلة مؤلفة من امرأة عازبة أو منفصلة أو أرملة، أن تكون العائلة مقيمة في اقليم كوردستان وتحمل الجنسية العراقية، أن تكون لها سوابق إجرامية وتتمتع بسمعة جيدة، أن تكون لها القدرة على رعاية الطفل مادياً ومعنوياً.
كركوك ناو: كيف تتم متابعة هؤلاء الأطفال الذين يسلمون لعوائل بديلة؟
زيار جلال: بعد إيداع الطفل عند العائلة البديلة، يتم تخصيص باحث اجتماعي يتولى وضع خطة الرعاية، إضافة إلى ذلك يتم تخصيص باحث اجتماعي آخر للعائلة البديلة، الباحثان الاجتماعيان يشرفان معاً على الطفل والعائلة البديلة بهدف توفير الأفضل لمصلحة الطفل، أحد الباحثين يقوم بتقييم دقيق للعائلة بعدة مراحل تستغرق من ستة اشهر إلى سنة لحين الوصول إلى مرحلة الموافقة، بعدها يتم نقل رعاية الطفل إلى العائلة البديلة، بالتزامن مع ذلك يقدم الباحث 10 جلسات حول قواعد السلامة للعائلة البديلة.
الباحث الاجتماعي الذي يشرف على الطفل يقوم عن طريق زيارة منزل العائلة البديلة أو التواصل هاتفياً بالإشراف على العملية، خطة الرعاية تجدد كل ستة اشهر وذلك عن طريق ملء استمارة مفصلة.
أثناء الزيارات، يتم أخذ الألعاب والهدايا التي توفرها منظمة ستيب للأطفال لكي يخصل تقارب أكثر بين الطفل والباحث الاجتماعي، وبعد بلوغ الطفل سناً مناسبة يجب إعداد قصة حياته عن طريق الصور لكي تعطى للطفل على شكل كتيب يسرد له أمام العائلة البديلة.
كركوك ناو: ما هي المشاكل التي تواجه العملية، هل توجد معوقات؟
زيار جلال: هذا النظام، نظام دقيق ومنظم يحتاج لدعم مالي من أجل تنفيذه وحماية مصلحة الطفل. الكادر الذي يعمل فيه يحتاجون لامتيازات خاصة اسوةً بالإصلاحيات والملاجئ، نظراً لأن من واجب الباحثين الاجتماعيين التواجد باستمرار من أجل الطفل حتى يبلغ 18 سنة،بغية تأهيل مواطن جيد.
من الناحية القانونية، هناك دعم قليل لمصالح الأطفال، من حيث عدم وجود هوية للطفل الذي ينتقل لرعاية العائلة البديلة وحرمانهم من حق السفر لحين عودتهم لكنف العائلة البيولوجية. من المشاكل الأخرى، نقص الكادر وقلة الموارد المالية لفتح دورات للعوائل الراغبة بأن تصبح عوائل بديلة وتوفير احتياجات الشعبة. باستثناء منظمة ستيب لا توجد مصادر أخرى للحصول على المعلومات وتأهيل الباحثين الاجتماعيين للمراحل المقبلة.
من المشاكل الأخرى، عدم وجود خطة محكمة لتوزيع الحالات المتعلقة بالأطفال والعوائل وغياب الدعم من أجل ضمان استمرار الكوادر في العمل في الشعبة، نظراً لأن كل باحث، إلى جانب الإشراف على الأطفال، يتوجب عليه إجراء بحث كامل ودقيق لتقييم كل عائلة، وأحياناً يتعرض الباحث لمخاطر أثناء رفض طلب عائلة ما أو سحب رعاية الطفل من عائلة بديلة وإعادته إلى عائلته البيولوجية.