أسامة ذو الثلاث سنوات تُرك وحيدا في فندق

كركوك/ آذار 2020/ بعد أن تركه جده وحيدا في فندق، يَبيتُ أسامة الآن في بيت مختار حي القورية   تصوير: سوران محمد

سوران محمد- كركوك

في وقت متأخر من الليل، دخل رجل عجوز بصحبة حفيده البالغ من العمر ثلاثة سنوات و نصف الى فندق في كركوك و باتوا الليلة هناك، في صباح اليوم التالي تَرَك الطِّفلَ الصغير لوحده في غرفة الفندق و غادر دون أن يعود. منذ تك اللحظة بات مصير الطفل أسامة ذو الثلاث سنوات في يد قدر مجهول.

كان عُمر أسامة ثلاثة شهور فقط حين قَتِلَت أمه في قصف جوي في مدينة الموصل، أما والده فكان يعمل كمعاون طبيب حين سيطر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) عل قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك، و منذ ذلك الحين لم يُعرَف مصيره، فأصبح أسامة في عُهدة جده (والد أمه).

توجَّهَ أحمد مع حفيده أسامة الى فندق الأجراس الواقع في شارع أحمد آغا وسط مدينة كركوك، و في صباح يوم الجمعة، 6 آذار 2020، عُثِرَ عليه وحيدا في غرفة الفندق.

يقول غازي حسين، و هو يعمل في قسم الاستقبال بالفندق "في الصباح الباكر خرج أحمد بِحُجّة انه ذاهب لجلب الطعام و ترك الطفل لوحده، اتصلنا به على الرقم الذي تركه عندنا و أخبَرَنا بأنه سيعود في الساعة الخامسة مساءاً."

في الصباح الباكر خرج أحمد بِحُجّة انه ذاهب لجلب الطعام و ترك الطفل لوحده، اتصلنا به على الرقم الذي تركه عندنا و أخبَرَنا بأنه سيعود في الساعة الخامسة مساءاً

بعد ذلك أُغلِقَ خط جوّال جَدِّ اسامة، و اتصل عمال الفندق بالشرطة.

الغرفة التي أقام فيها أسامة و جده في فندق الأجراس كانت تحوي على ثلاثة أسِرَّة و جهاز تلفزيون. الفندق يقصده بصورة عامة العمال الذين يأتون الي كركوك بغرض العمل.

في نفس اليوم وصلت شرطة منطقة القورية الى الفندق و أخذوا الطفل بصُحبتهم  و سلََموا القضية الى المحكمة. قرر القاضي تسليم الطفل أسامة الى مختار حي القورية لحين حسم القضية.

hotel

كركوك/ آذار 2020/ فندق الأجراس الذي تُرِكَ فيه أسامة لوحده تصوير: سوران محمد

بعد مضي يومين على تركه لحفيده، عاد أحمد الى نفس الفندق ليستفسر عن مصير حفيده، و لكنه سُلِِّمَ للشرطة و هو الآن قيد التوقيف.

ياور ألاويردي، مختار  حي القورية و الذي يَأوي الآن أُِسامة في منزله، قال " القاضي وافق على أن يظل الطفل في منزلنا.... أسامة طفل عاقل و مؤدب، أي رجل يلقاه يناديه بِأَبي، و ينادي كل امرأة يراها بِأُمّي."

يقضي أسامة جُلََّ وقته في بيت ياور و هو يلعب بالألعاب و الهدايا التي اشتروها له.

" ما عَلِمناه بخصوص أسامة هو أن والدته قَضَت في قصف بالطائرات في الموصل، و أن والده في عداد المفقودين" يقول ياور.

و كان مختار حي القورية قد قابَل جد أسامة و سأله عن سبب تركه لأسامة وحيدا، فأجابه قائلاً " لا أستطيع اِعالته و أتمنى أن يقوم شخص ما باِعالَتِه."

وفقاً لاحصائية تَوَصَّلت اليها (كركوك ناو)،  تم تسجيل 12 حالة رمي لِأطفال في كركوك خلال هذه العام فقط. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT