مقتل ستة صحفيين منذ بداية هذا العام..
العراق يسلك منحىً خاطئاً بخصوص حماية الصحفيين

السليمانية/ صحفيان يقومان بتغطية تظاهرات للموظفين والمعلمين وسط دخان قنابل  الغاز المسيل للدموع   تصوير: وكالة ميتروغرافي

كركوك ناو

في خلال اسبوعين فقط، تعرض ثلاثة صحفيين للاعتداء والاعتقال في اقليم كوردستان، ويتزامن ذلك مع تصاعد العنف والانتهاكات التي تستهدف هذه الفئة في عموم العراق بعد أن شهدت انحساراً لفترة معينة.

صرحت السفارة الهولندية في بغداد، في بيان نشرته قبل أيام، بأن العراق بات مرة أخرى يسلك منحىً خاطئاً بخصوص حماية الصحفيين، حيث تشير الاحصائيات الى مقتل ستة من الصحفيين وكوادر المؤسسات الاعلامية منذ بداية العام 2020.

ويأتي تنامي القلق بعد أن شهدت حوادث العنف ضد الصحفيين بعد عام 2016 تراجعاً ملحوظاً مقارنة بالأعوام التي سبقتها، حيث لَقيَ تسعة صحفيين مصرعهم في العراق بين الأعوام 2017 حتى 2019.

تشير السفارة الهولندية، بالاعتماد على احصائيات منظمة يونسكو، الى مقتل ما لا يقل عن 193 صحفياً في العراق منذ 1993 حتى اليوم، رغم أن الأرقام التي أعلنتها المنظمات الغير حكومية هي أكبر، بحيث أنها تشير الى أن نسبة 50% من الصحفيين الذين قتلوا في العالم بين أعوام 2006 و2016 كانوا في العراق.

بالاعتماد على احصائيات منظمة يونسكو، الى مقتل ما لا يقل عن 193 صحفياً في العراق منذ 1993 حتى اليوم،

أحدث ملفات الانتهاكات ضد الصحفيين في العراق تمثلت في اعتقال الصحفي هريم جاف، مراسل قناة كوردستان 24 الفضائية في قضاء كفري جنوب مدينة السليمانية.

وكان هريم جاف قد نشر في وقت متأخر من ليلة ال26 من آذار على حسابه الخاص في فيسبوك موضوعاَ انتقد فيها الكيفية التي تتعامل بها القوات الأمنية مع المواطنين الذين يشتبه اصابتهم بفيروس كورونا، في اليوم التالي تم اعتقاله بقرار من المحكمة استنادا على شكوى مرفوعة من الجهات الأمنية، قبل أن يُطلق سراحه بكفالة.

قبل ذلك بيومين، في 24 آذار، تعرض الصحفي هيمن مامند للاعتقال في أربيل بسبب نشره لرأي خاص به في صفحته الخاصة على فيسبوك، رغم ضغوط ومساعي زملائه، لم يتم اطلاق سراحه حتى كتابة هذا التقرير (30 آذار).

rozhnamanusss

هاوكار حسين، صحفي من دوز خورماتو، أثناء تغطية المواجهات المسلحة بين تنظيم داعش وقوات البيشمركة في احدي الجبهات الأمامية في كركوك    تصوير: وكالة ميتروغرافي

واعترض مامند في منشوره على تمديد حظر التجوال المفروض بسبب مخاطر تفشي كورونا، مُبَرِّراً ذلك بعدم قدرة المواطنين على كسب لقمة العيش.

بحسب قانون العمل الصحفي في اقليم كردستان، لا يحق للجهات الامنية اعتقال أي صحفي دون الرجوع الى نقابة الصحفيين.

وأشار بيان أصدته نقابة الصحفيين في اقليم كوردستان حول قضية هيمن مامند، الى أن قوة أمنية مسلحة داهمت منزل الصحفي دون ابلاغ النقابة بذلك مسبقاً.

خلال فترة حظر التجوال تعرض الصحفيون في العديد من محافظات العراق، من ضمنها كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها، الى العديد من الحالات المتعلقة بمنع التغطية الصحفية من قبل القوات الأمنية، وذلك على الرغم من أنه بموجب قرار اللجنة الأمنية العليا وخلية الأزمة المُشَكَّلَة في كل محافظة بإمكان الصحفيين ممارسة عملهم الصحفي دون عوائق.

وأشار تقرير صدر في 24 آذار من لجنة حماية الصحفيين (CPJ) والتي تتخذ من نيويورك مقراً لها، الى تعرض صحفي يدعى عدنان رشيدي الى اعتداء من قبل قوة أمنية في قضاء بنجوين في 17 آذار، وبعد تعرُّضِه للضرب، قام المسلحون بمصادرة أجهزته الصحفية اضافةَ الى تهديد زوجته.

ديندار زيباري، منسق التوصيات الدولية في حكومة اقليم كوردستان أصدر بياناً حول قضية رشيدي وقال بأنه تم القبض على متهمين اثنين، وقد أُحيلوا الى المحكمة بعد اعادة الاجهزة الصحفية التي صادروها.

فيما يتعلق بأحداث العنف الخرى التي تعرض لها الصحفيون تحدثت السفارة الهولندية عن مقتل كل من المراسل أحمد عبد الصمد والمصور صفا غالي، العاملان في قناة دجلة في محافظة البصرة، واللَّذَين تعرضا لإطلاق النار من قبل مسلحين أثناء عودتهم من تغطية التظاهرات في مدينة البصرة.

"مرة أخرى العراق في خطر أن يصبح المكان الذي لا يأمن الصحفيين فيه على حياتهم"، وألمحت هولندا الى مشروع مدعوم من اليونسكو ومنظمة الصحافة الحرة بلا حدود (FPU) – كركوك ناوأحد شركائها- لتحسين سبل حماية الصحفيين في العراق.

في اطار هذا المشروع تُشرف كل من منظمة يونسكو ومنظمة (FPU) على تنفيذ خطة للأمم المتحدة خاصة بضمان سلامة الصحفيين، بالتنسيق مع السلطات العراقية، ممثلي المؤسسات الاعلامية والمنظمات المحلية والدولية.

يدعم المشروع اللجنة القومية لسلامة الصحفيين التي تشكلت في عام 2016 بقرار من رئيس الوزراء، وهي وحدة تحقيق خاصة بحماية الصحفيين.

 حسب مؤشر حرية الصحافة لعام 2019، يحتل العراق، ومن ضمنه اقليم كوردستان، مرتبة متأخرة جدا في التصنيف السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود".

وتعتزم هولندا ومنظمة يونسكو عقد "المؤتمر العالمي لحرية الصحافة"  في تشرين الأول القادم والذي سيخلق الفرصة للصحفيين، ممثلي منظمات المجتمع المدني، رؤساء الدول، الأكاديميين وضيوف المؤتمر لمناقشة التحديات التي تواجه الاعلام الحر وسلامة الصحفيين بهدف ايجاد الحلول، ومن المقرر أن يكون شعار المؤتمر لهذا العام "صحافة بدون خوف ومصالح".

 

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT