اسمي مياسة ذنون، 83 عاماً، أمرأه تركمانية اسكن في بيتٍ مستأجر مع تسعة أيتام لعشرة ضحايا لقوا مصارعهم في أعمال عنف مختلفة في قضاء تلعفر (غرب مدينة الموصل).
"كنتُ أعيشُ في كنف أسرةٍ كبيرة، ولم يكن في الحُسبان أنْ يحلّ يومٌ أجد نفسي فيه وحيدةً، لا أحد يشاطرني حزني ويتحمل معي مصاعب الحياة".
"ليس في اليد حيلة، والأمر كله لله، ولستُ في معرض الاعتراض على مشيئة الله، ولكن كلّ ما أطلبه أن تكون لنا قطعة أرض نعيش عليها بكرامة، فقد مللنا من الإيجارات.. مع أني قدمتُ للوطن عشرة شهداء، ولديّ سبعة أيتام، أعيلهم، ما زلتُ لا أملك بيتاً، رغم ترويج عشرات المعاملات دون جدوى"..!
"أنا لا استجدي أحداً ولا أطلب تعاطفاً.. بل أود الحصول على جزء من حقوقي كمواطنة قدمت للعراق عشرة من فلذات أكبادها، بل لم يعدّ لي في الحياة شيء بعدهم.. أنهار كل شيء معهم".
"اختلفت وسائل الموت التي خطفت اولادي، فبينهم مَن لقي مصرعه جراء انفجار سيارة مفخخة في حي الوحدة في 2005 وآخرون بانفجار شاحنة ملغمة في 2007، وآخرون في أعمال عنف مختلفة".
"عدد الأيتام الذين تركهم خلفه ولدي الشهيد علي اكبر أربعة أيتام وكبيرهم سقط شهيداً أيضا بفعل الإرهاب، ولابني الشهيد الأخر جواد طفل يتيم واحد، فيما ترك خلفه ولدي الشهيد قاسم ثلاثة أيتام وغيرهم".
"أحاول بكلّ ما أستطيع أن أعوض أحفادي حنان الأبوة التي فقدوها، وأسعى لإسعادهم بكل طاقتي، فليس لي غيرهم وليس لهم غيري في هذه الحياة، ولهذا جعلتُ وقتي كله لهم رغم المرض وكبر السنّ".