مياه وتربة وهواء السليمانية تواجه خطر التلوث بسبب عدم معالجة النفايات من ضمنها النفايات الطبية.
ترمى يومياً 1200 طن من النفايات في منطقة تانجرو جنوبي المدينة، نتيجة لذلك تمتزج مواد مضرة وسامة بنهر تانجرو وبالتالي تترك آثارها على المياه الجوفية قبل أن تصب في مياه بحيرة دربنديخان.
المتابعات والدراسات التي أجرتها منظمة آزادبون للتنمية المستدامة في النصف الأول من العام الحالي، أظهرت أن تلوث بيئة في السليمانية وصل لمستوى "خطير"، حيث تتكدس فيها يومياً 1300 طن من النفايات والي يتم رميها في منطقة تانجرو.
بحسب الدراسات، تشكل مخلفات الطعام النفايات نسبة 60 بالمائة منها، والنفايات البلاستيكية 20 بالمائة، المخلفات الأخرى 10 بالمائة أما النفايات الطبية فتشكل أيضاً 10 بالمائة.
آسو جوهر، مسؤول هيئة مراقبة وتسجيل التلوث البيئي في فريق منظمة آزادبون قال لـ(كركوك ناو) إن "مستشفى هيوا لأمراض السرطان تتخلص من نفاياتها برميها في منطقة تانجرو، دون معالجتها بصورة علمية وتختلط هذه النفايات بنهر تانجرو ومنه الى بحيرة دربنديخان".
توجد في التربة كائنات مجهرية تدعى الكائنات الحية الدقيقة ويطلق عليها بالمصطلح البيئي اسم حراس البيئة
تبعد تانجرو أقل من 10 كيلومترات عن مركز مدينة السليمانية وهي منطقة سكنية تضم العديد من القرى، لكنها اصبحت مكباً لنفايات السليمانية وتوجد فيها حالياً مئات المعامل والمصافي.
"إضافة الى تلويث التربة، تؤدي النفايات الى تلوث المياه الجوفية ما يشكل خطراً يتزايد يوماً بعد آخر على سكان السليمانية"، حسبما قالت الدكتورة بيان رشيد، المختصة بمجال تلوث التربة لـ(كركوك ناو).
وأوضحت بأن النفايات التي ترمى يومياً تختلط في النهاية بتربة السليمانية، بالأخص في المناطق التي خصصت لجمع النفايات من بينها منطقة تانجرو، والنفايات متنوعة بدءاً من النفايات المنزلية وصولاً الى النفايات الطبية ومخلفات المعامل.
"توجد في التربة كائنات مجهرية تدعى الكائنات الحية الدقيقة ويطلق عليها بالمصطلح البيئي اسم حراس البيئة، لأنها تتولى تحليل النفايات، لكن بسبب التطور التكنلوجي واستخدام مواد بلاستيكية ذات قابلية تحلل قليلة، تبقى النفايات في التربة لمدة طويلة قبل أن تتحلل".
وحذرت المختصة بتلوث التربة من أن تأخر أو عدم تحلل النفايات التي ترمى في تانجرو يؤدي الى بقائها لمدة طويلة، ونتيجة للأمطار والحرارة تختلط العديد من المواد بالتربة والمياه الجوفية، بعضها تنجرف بفعل الرياح والعواصف نحو الأنهار والمناطق الأخرى.
السليمانية/ 2024/ فرق البلدية تدفن النفايات بالجرافات في منطقة تانجرو تصوير: بلدية السليمانية
بموجب التعليمات رقم 4 لسنة 2021 بخصوص حماية البيئة من التلوث ورمي النفايات، ترتب على خلط النفايات الطبية مع النفايات الاعتيادية وعدم الالتزام برميها في أماكن خاصة، عقوبات تبدأ من التنبيه وفي حال تكرار المخالفة تكون العقوبة التغريم بمبالغ تبدأ من 150 ألف دينار وتصل الى 10 مليون دينار، وفي حال تكرار المخالفة تكون العقوبة سحب إجازة العمل وغلق المكان.
يقول مسؤول منظمة آزادبون إن متابعاتهم أظهرت أن المستشفيات الحكومية ترمي يومياً 50 طن من النفايات الطبية، والمستشفيات الأهلية 15 طن، "النفايات الطبية كثيرة والأجهزة الخاصة بحرق هذه النفايات غير كافية، نتيجة لذلك يتم يومياً نقل أطنان من النفايات الطبية لمنطقة تانجرو".
حسب احصائيات المنظمة العالمية للصحة، 15 بالمائة من النفايات الطبية تعد خطرة وتؤدي الى نقل الأمراض أو التسمم أو بث الإشعاعات الضارة، كما أن 16 مليار ابرة حقن يتم استخدامها سنوياً في العالم، لا يتم التخلص من قسم منها بطرق علمية، ما يؤدي الى نقل الأمراض بسبب التلامس، من ضمنها الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم كفيروس الكبد.
600 ألف مركبة الى جانب أربعة آلاف مولدة كهرباء أهلية، تنشر ثاني أوكسيد الكربون، النتروجين، الهيدروكربونات
تقول منظمة الصحة العالمية إن المعدل اليومي للنفايات الطبية لكل سرير في المستشفى يصل الى نصف كيلوغرام، وهذا يشكل مشكلة كبيرة للبلدان الفقيرة التي تعجز عن فرز النفايات الخطيرة عن غيرها.
حول النفايات الطبية، قال آسو جوهر، "أحياناً تدفن هذه النفايات تحت ألأرض بعد شهر، وأحياناً تبقى مكشوفة، قسم من النفايات السائلة ترمى في المجاري، والمستشفيات لا تحوي على وحدات معالجة ومصافي لمياه الصرف الصحي".
قانون حماية وتحسين البيئة رقم 8 لسنة 2008 في اقليم كوردستان وضع عقوبات مشددة لتلويث البيئة تتضمن الحبس والتغريم بمبالغ تصل الى 200 مليون دينار.
يوجد ضمن حدود محافظة السليمانية أكثر من 31 بالمائة من التصنيع العراقي، ما يجعلها سبباً رئيسياً في تلويث البيئة والتربة في المنطقة"، ويقول اىسو جوهر إن متابعات منظمة آزادبون أظهرت أن عدد من المركبات في السليمانية يتجاوز 600 ألف مركبة الى جانب أربعة آلاف مولدة كهرباء أهلية، تنشر ثاني أوكسيد الكربون، النتروجين، الهيدروكربونات وغيرها من الغازات المضرة للبيئة والصحة.
وفقاً لـ(آكيو ئير)، شركة سويسرية تعمل في مجال تكنلوجيا جودة الهواء، يعد هواء العراق من "الأكثر تلوثاً" بين دول العالم. وتلوث البيئة والهواء بحسب وزارة صحة الاقليم يعد من أحد أسباب ازدياد حالات الإصابة بأمراض السرطان، حيث سجلت في 2023 تسعة آلاف و911 حالة إصابة جديدة في الإقليم ، كان سرطان الرئة ثاني أكثر شيوعاً.
انتجت هذه المادة في إطار برنامج توسيع دور المرأة في تغطية القضايا البيئية. البرنامج ينفذ من قبل مؤسسة (كركوك ناو) بدعم وتمويل من وزارة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية.
