من البیئة

هواية "روبار" تحولت لمصدر رزق ووسيلة لحماية البيئة.. الكثير من الزهور والجمال

  • 2024-10-23
هواية "روبار" تحولت لمصدر رزق ووسيلة لحماية البيئة.. الكثير من الزهور والجمال
روبار أحمد في مشتلها الصغير بقرية كوبتبة التابعة لناحية آغجلر   تصوير: روزكار عبدالله
كركوك ناو

قصة نشرتها قبل ثلاث سنوات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" غيرت طريقة تفكير وحياة "روبار أحمد" وقررت تحويل شغفها في العناية بالزهور الى مصدر للدخل ووسيلة لتنقية هواء وبيئة المنازل.

هذه الخطوة كانت ذات أهمية كبيرة لها خاصةً بعد أن تعثرت في دراستها وبدأت بالبحث عن فرصة عمل.

القصة التي نشرتها كانت عبارة عن صور لأنواع مختلفة من الزهور التي زرعتها بنفسها، تقول روبار "بعد نشر الستوري، استفسرت بعض السيدات عما إن كانت للبيع".

من هنا خطر سؤال على بالها، لم لا تبدأ ببيع الزهور، فقررت أن لا تبقى العناية بالزهور مجرد هواية.

 

بداية الحلم

روبار أحمد (26 سنة) تعيش في قرية كوبتبة التابعة لناحية آغجلر بقضاء جمجمال، درست حتى الصف العاشر الاعدادي، بدأت قبل ست سنوات بالعناية بالزهور لكنها قررت بيعها للزبائن من مختف امدن والأقضية قبل ثلاث سنوات.

"الخضرة تضفي جمالاً على المنزل"، كان هذا هدف روبار الأول من عملها، وتقول "الزهور تمنحني السكينة وتنسيني أحزان ومصاعب الحياة".

تلجأ روبار للتعقيل لإكثار الزهور، لديها حالياً نحو 200 زهرة متنوعة، تنتج سنوياً 1000 زهرة عن طريق الزراعة والتعقيل، لكن هدفها الثاني هو توسيع مشروعها.

تردني طلبات من أربيل، كويسنجق، جمجمال والسليمانية، بعضهم يزورون مشتلي بشكل مباشر والبعض الآخر يطلبون الزهور عن طريق التوصيل، معظم زبائني من السيدات.

يتعذر على بعض السيدات زيارتي بسبب بعد المسافة، بعضهن يطلبن مني ارشادات حول كيفية الاعتناء بالزهور والحفاظ عليها من الجفاف"، بحسب روبار.

shatlga

السليمانية/ أيلول 2024/  جانب من المشتل الصغير الذي تديره روبار أحمد في قرية كوبتبة بناحية آغجلر    تصوير: روزكار عبدالله 

تبعد قرية كوبتبة 70 كم شمال غرب مدينة السليمانية، وتقع على أحد الطرق الرابطة بين محافظتي السليمانية وأربيل، لذا تهيأت لها فرصة جيدة لجذب الزبائن المارين من هذا الطريق.

بعض السيدات يشتكين من جفاف الزهور التي يشترينها من المشاتل وتعزو روبار السبب الى أنها تستورد من خارج العراق و بعض هذه الزهور لا تلائم بيئة ومناخ العراق. "حين أبيع الزهور أعطي إرشادات للزبائن حول كيفية الاعتناء بها، هذا الأمر يسعدهم كثيراً".

 

تحديات تواجه روبار

تعترض روبار بعض التحديات، من بينها صغر مساحة مشتلها وعدم امتلاكها لبيت بلاستيكي خاص بالعناية بالزهور.

تغير الفصول يجبرها على تغيير مكان الزهور، "لو كان لدي بيت بلاستيكي أو غرفة خاصة لما تكبدت ذلك العناء، الآن وقد اقتربنا من الشتاء، أعتني بالزهور داخل منزلنا... لو كان لدي محل عمل واسع كنت سأطوّر عملي".

تفكر روبار، الى جانب العناية بالزهور، بيع بعض المستلزمات الأخرى المتعلقة بعملها كالأسمدة والقلل وغيرها.

لا تستخدم روبار الأسمدة الكيمياوية، "غالباً ما تسبب الأسمدة الكيمياوية اضراراً للبيئة والزهور، حيث تصفر أوراقها وفي بعض الأحيان تجف"، لذا تستخدم روبار  فضلات المواشي، ماء الرز وقشور البطاطا كسماد.

 

تتطلع لتوسيع مشروعها

تعتزم روبار نصب بيت بلاستيكي للاعتناء بالزهور قبل نهاية العام الحالي.

بعد أن كانت تعمل لوحدها في المشتل، اصبحت الآن تلقى المساعدة من سيدتين أخريين، وهذا مؤشر جيد لخطط توسيع المشروع وتوفير فرص عمل لفتيات القرية.

يمتهن معظم سكان قرية كوبتبة الزراعة والبستنة وتربية الأسماك، وتتمتع القرية ببيئة نظيفة.

"السيدتان اللتان تعملان معي يزرعن الورود أيضاً في بيوتهن ويجلبنها فيما بعد لمشتلي بغرض بيعها".

تبدأ روبار بزراعة وتعقيل الزهور في شهري كانون الثاني وشباط، وتكون جاهزة للتسويق في شهري نيسان وأيار حيث يزداد الاقبال على شرائها.

تجارة بيع الزهور ليست مربحة في الوقت الحاضر، لكن روبار تسعى لزيادة أرباح المشروع من خلال توسيعه.

Rubar.goptapa1-1

السليمانية/ أيلول 2024/  روبار أحمد تعمل داخل مشتلها الصغير في قرية كوبتبة بناحية آغجلر    تصوير: روزكار عبدالله 

"المشروع لا يؤمّن دخلاً كافياً، لكنه إذا قمنا بتوسيعه كما نخطط له يمكننا زيادة أرباحنا الى مليون دينار شهرياً"، وتضيف روبار، "أريد أن اشكر والدي ووالدتي كونهما ساعداني كثيراً".

تبيع روبار انتاجها من الزور للمشاتل بالجملة، سعر الشتلة الواحدة 500 دينار، لكن الأسعار بالمفرد تتراوح بين 1000 و 2000 دينار. "مصاريف عملي ليست كثيرة، فقط أحتاج الى أكياس نايلون، كما أنني لا أشتري الأسمدة".

الوردة الجهنمية، الجوري، الزامبيا، المطاط وجلد النمر من بين أنواع الزهور والنبتات التي تزرعها وتعتني بها روبار وزميلاتها.

" الأكثر مبيعاً هي الوردة الجهنمية، فضلاً عن جمالها، فهي تزهر على مدار ثلاثة فصول وهذا مفيد للبيئة وتنقية الهواء"، أما نبتة الزامبيا فتوضع على الأغلب في المطبخ لأنها تجذب اليها الدهون.

وتضيف روبار، "زهرة جلد النمر مفيدة جداً من الناحية الصحية فهي تزيد نسبة الأوكسجين في غرفة النوم وتنقي الهواء، كما أنها تحتاج الى كمية قليلة من الماء".

"أتعامل مع الزهور، لذا أنا شخص هادئ، الزهور كالأطفال وتحتاج للعناية مثلهم، الاعتناء بها يمنحني السعادة".

 

إعداد: روزكار عبدالله

أكثر

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT