من البیئة

ما بين أطفالها وأزهارها
سازكار تتقاسم الحب والاهتمام

  • 2025-01-16
ما بين أطفالها وأزهارها<br> سازكار تتقاسم الحب والاهتمام
سازكار حسن أثناء سقي نباتاتها في مطبخ منزلها.  تصوير: بيريفان كمال
بيريفان كمال

مشاعر الحب والاهتمام التي تمنحها سازكار لأزهارها ونباتاتها تنعكس بشكل يبهر كل من حولها، فهي تقضي جل وقتها في الاعتناء بها.

سازكار حسن، ثلاثينية وأم لطفلين، حاصلة على شهادتي الدبلوم والبكالوريوس في قسم البستنة بالسليمانية. علاقتها الوطيدة مع الزهور والنباتات بدأت منذ التحاقها بمعهد بكرجو التقني في عام 2011.

تعتني سازكار بالعديد من زهور ونباتات الظل في منزلها. في الساعة الثامنة من كل صباح، وقبل الاستعداد للذهاب إلى المعهد، تلقي نظرة عليها وتبدأ بسقيها.

"أعتبر أزهاري أفراداً من عائلتي، لأنك كلما اعتنيت بها بشكل أفضل كلما نمت وازدهرت بصورة أجمل"، هذا ما قالته سازكار عن الاعتناء بالنباتات والأزهار الموجودة في منزلها.

وأضافت سازكار، "أسقيها وأرشها صباحاً ومساءَ ، أتفحص أوراقها دائمًا وأغير تربتها. أشعر براحة بال كبيرة وأسافر إلى عالم آخر. لا شيء يسعدني أكثر من منظر نمو ورقة جديدة".

عندما تدخل المنزل تقع عيناك على أنواع شتى من الزهور والنباتات، مثل نبات اللبلاب، ونبات الألوكاسيا، ونبات المطاط، الدلب وغيرها. ترى النباتات في كل مكان حتى في حوض السمك.

"أختار الزهور والنباتات بعناية، على سبيل المثال من المهم وجود نبتة الدلب في المنزل، وخاصة في غرفة النوم، لأنها تنتج كمية كبيرة من الأوكسجين وتنقي الهواء".

سازكار خريجة كلية الزراعة، وهذا أحد الأسباب التي تجعلها تحب نباتاتها وتعتني بها، فضلاً عن الذخيرة العلمية التي تساعدها في التعامل معها بشكل أكاديمي.

تقول سازكار والابتسامة تعلو وجهها، "المارانتا (النبات المصلي) هي من النباتات التي يقول الناس بأنها تموت بعد فترة قصيرة، لكنني أعتني بها في المنزل منذ أكثر من ثلاث سنوات، هذه النبتة تصاب بالمرض بين فترة وأخرى لكنني ابتكرت تركيبة خاصة لعلاجها".

Sazgar.kamall
سازكار حسن   تصوير: بيريفان كمال

تزين مطبخ سازكار أنواع مختلفة من نباتات وزهور الظل، وقد وضعت زير ماء من الفخار لتوفير الرطوبة اللازمة للنباتات.

تقول سازكار بأن الزهور والنباتات تخلق جوًا هادئًا داخل المنزل، غالباً ما يسألها الزوار عن الطريقة التي تحافظ بها على جمال ونضارة نباتاتها.

"لدي طفلان، أتقاسم الحب والاهتمام الذي أقدمه بينهما وبين نباتاتي، حتى أن أحد نباتاتي في نفس عمر أحد أطفالي".

وأشارت سازكار الى أن "النباتات كائنات حية يمكنها أن تشعر بنا، حبي للزهور يجعلها حية حتى وإن كانت الظروف داخل المنزل غير ملائمة لبعضها".

وأوضحت سازكار أن زوجها وأطفالها أيضًا يحبون النباتات والخضرة، وأن كل منزل يجب أن يخصص مساحة للخضرة لتنقية الهواء والجانب الروحي.

فرميسك جاف، الحاصلة على شهادة الماجستير في العلاج النفسي ذكرت بأن"الطبيعة لها تأثير مباشر على الصحة النفسية، فهي تقلل من التوتر، وبالتالي فإن الأشخاص الذين يقضون أوقاتاً أطول وسط الطبيعة، يتمتعون بصحة نفسية أفضل".

وأضافت، "في هذا العصر، الافراط في استخدام التكنولوجيا وكثرة الأحداث السلبية، أدى إلى ازدياد المشاكل النفسية". وأوضحت قائلةً، "كمعالجين نفسيين، ننصح المرضى بزيادة المساحات الخضراء داخل منازلهم وقضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق، وخاصة النساء، لأنهن أكثر عرضة للتوتر بسبب التغيرات الهرمونية".

بيان فرج، سيدة تدير مشتلاً في مدينة السليمانيةقالت بشأن اهتمام النساء بشراء الزهور والنباتات، "أمارس هذا العمل منذ أكثر من 10 سنوات، أغلب زبائني من النساء".

"العشرات من النساء من مدن وبلدات مختلفة يزرن مشتلنا شهرياً لشراء النباتات والزهور، وأولئك الذين لا يستطيعون الحضور إلى هنا شخصيًا، يستلمون طلباتهم عن طريق خدمات التوصيل".

تعمل سازكار داخل البيوت الزجاجية لمعهد بكرجو منذ 10 سنوات، حيث تتولى الاعتناء بالنباتات والزهور التي يستفيد منها الطلاب في دراستهم. بالإضافة إلى ذلك، استفاد المعهد من بيع بعض النباتات والزهور في السنوات الأخيرة كمصدر للدخل.

كل يوم، تتوجه سازكار إلى البيوت الزجاجية لمعهد بكرجو التي يبلغ عمرها 18 عامًا بنفس الطاقة والحماس. البيوت الزجاجية أصبحت قديمة والصدأ يغطي رفوفها، حتى جهاز قياس الرطوبة لم يعد يعمل.

وقالت سازكار بأسى، "في السنوات السابقة، كان المعهد يحتوي على عدة بيوت زجاجية خاصة بالنباتات، ولكن الآن لم يتبق سوى بيت واحد يستفيد منه الطلاب في دراستهم".

Sazgarr
سازكار حسن تعتني بزهورها ونباتاتها   تصوير: بيريفان كمال.

وقالت سازكار بينما كانت تعد خليطاً من التربة بصورة علمية، قبل وضعها في أصيص، "التقديم على الأقسام الزراعية تراجع، في السنوات الأخيرة كان لدينا حوالي 100 طالب سنوياً، لكن العدد انخفض الآن إلى أقل من  20 طالب".

أعدت سازكار خليطاً من ثلاثة أنواع من التربة لنبات المطاط وقالت، "بهذا الشكل سينمو النبات بصورة افضل ويحصل على العناصر الغذائية الأساسية من التربة".

ووضعت سازكار كمية من الحصى في قعر الأصيص وأخذته إلى مكان في الظل، "سنستمر في سقيه لمدة ثلاثة أيام، حتى ينمو بصورة جيدة".

وأشارت سازغار إلى أن "أغلبيتنا هنا في المعهد نساء، نؤدي الأعمال معاً ، كما أن أكثرية طلابنا من الفتيات وهنّ مثابرات جداً".

وفقًا لإحصائيات المعهد الزراعي، فإن أقسام الزراعة المحمية، تصميم الحدائق، علوم الغذاء والسيطرة النوعية تضم 11 طالبًا و50 طالبة.

أكثر

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT