في خطوة لمحو اثار تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، من المساحات الواسعة في قضاء الحويجة، فضلا عن إعادة احياء ثقافة المبادرات الجماعية، نظم المئات من شباب وشيوخ ناحية الزاب، سفرة جماعية الى براري الناحية، بعد انقطاع دام نحو 15 عاما على إقامة مثل هذه المبادرات.
نظمت اخر سفرة جماعية في العام 2004، وأنقطعت هذه المبادرة طوال السنين الماضية، بسبب تردي الاوضاع الامنية للناحية التابعة لقضاء الحويجة جنوب غربي كركوك، وسيطرة المجاميع المسلحة على اجزاء واسعة من البراري الممتدة بين ناحية الزاب وناحية القراج التابعة لقضاء مخمور، واخر تلك المجاميع سيطرة تنظيم "داعش"، على تلك المساحات التي اصبحت مسرحاً للخطف والاغتيال لسهوله حروبهم، فضلا عن تخفي عناصره في القرى النائية للناحية خلال العام 2014.
أما الآن وبعد تأمينها وتطهيرها من المجاميع المسلحة، عادت العوائل لتستمتع بالسفرات الربيعية وسط المناظر الخلابة، كما تم استقبال ضيوف من كركوك والشرقاط والموصل للمشاركة في فعاليات هذه السفرة.
اتفقت عشائر الزاب على تنظيم سفرات جماعية لكل فخذ من العشيرة واختيار يوم عطلة من الاسبوع للسفرة وبقاء باقي الافخاذ من العشائر الاخرى لحماية المنطقة.
تم تنظيم سفرة لرجال فخذ الرف من الفتيان بعمر 15 سنة فما فوق، حيث شارك فيها اكثر من 600 شخص، وتم جمع تكلفة السفرة من كل نفر مشارك بمبلغ 5000 الاف دينار فقط لاعداد وجبة افطار ووجبة غداء دسمة وشراء الفواكه والمشروبات الغازية، اما النقل فكان بطريقة (الفزعة) كل يحمل بسيارته حاجات او اشخاص.
وتم تشكيل لجان، لجنة لجمع المبالغ والمشتريات – ولجنة لنصب السرادق ترتيب المكان ولجنة لاعداد الطعام ولجنة لاعداد وتوزيع الشاي والماء طيلة النهار ولجنة لنظيف المكان وجمع النفايات ولجنة لتنظيف الأواني ولجنة من الحشد العشائري لحماية السفرة وتأمين المكان.
تضمنت السفرة عدة فقرات منها نصب ساحات للعبة (كرة الطائرة)، ومجاميع شكلت فرق للعب الدومينة والورق والاغلبية أحيت دبكات واغاني فلكلورية على انغام المطبك والأورك ولسان حال الجميع يقول "اليوم تونسنا وارتاحينا" وكنا ننتظر هذا اليوم الي نجتمع وناكل من ماعون واحد ونجتمع كلنا ابناء عمومة واخوان بالديرة، بعد أن كنا كل شخص بجهة بأيام النزوح والبعض كان اسير في بيته تحت سيطرة " داعش"، وممنوع يخرج أو يفرح، اليوم الربيع مسح ايام "داعش" السوداء وامتلأت البراري بالمروج الخضراء، وهذه تعتبر اكبر تظاهرة للسلم المجتمعي.