تعرضت أم وأبنتها المسنتين من المكون المسيحي الى التعذيب والسرقة من قبل عدد من الأشخاص في بيتهما بناحية "برطلة" التابعة لمحافظة نينوى.
الحادثة التي كانت لها صدى وردود أفعال واسعة في المحافظة قد حدثت قبل أيام في مركز ناحية برطلة، وهجم فيها المتهمون على الأسرة، بيد أنهم فوجئوا بمقاومة عنيفة من قبل الأم وأبنتها لذا قام اللصوص بتعذيبهن.
صرح المواطن المسيحي "لؤي كمال" والذي هو جار للضحيتين، لموقع "كركوك ناو" بأن المواطنتين "كانتا تمتلكن كمية من الذهب وصليب قديم ذهبي مع مبلغ من المال، وعند مداهمة البيت ومحاولة سرقة الذهب والمال تفاجأ اللصوص بمقاومة شديدة من الأبنة المسنة، وبالمقابل قام أحد اللصوص بضربها بالمطرقة، وبالتالي تعذيبهما معا".
كانتا تمتلكن كمية من الذهب وصليب قديم ذهبي مع مبلغ من المال، وعند مداهمة البيت ومحاولة سرقة الذهب والمال تفاجأ اللصوص بمقاومة شديدة من الأبنة المسنة
يقع بيت الأسرة المسيحية المكونة من شخصين في حي العسكري بناحية برطلة، الأم وأسمها " شمي أسحاق 95 سنة" والأبنة أسمها "حنا بهنا 65 سنة"، تعيشان لوحدهما.
وكان هدف اللصوص سرقة الذهب والصليب القديم الذهبي ومبلغ من المال، وبعد الحادث المروع، لاذ اللصوص بالفرار ونتيجة للتعذيب الشديد الذي تعرضت لها الأم والأبنة قد تنقلتا الى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي بيان، أعلن قائد شرطة نينوى اللواء الركن حمد نامس أعتقال شخصين يعتقد بأن لهما صلة بالحادث، والذي هما جاران للضحيتين وبحوزتهما سلاحين خفيفين من نوع كلاشينكوف مع 4 قنابل يدوية و 7 سكاكين(حربات )عسكرية.
وأوضح بأن المعتقلين قد تم احتجازهما بموجب المادة 443 من قانون العقوبات العراقية، والمادة تتعلق بعمليات السرقة في الليل وعقوبتها السجن لمدة لاتزيد على 10 سنوات.
كما وشكلت القوات الأمنية في المحافظة لجنة تحقيق والتي لم تعلن نتائج تحقيقاتها لحد الان، وبعد الحادث قد نشر شائعات بأن اللصوص تابعين لقوات الحشد الشعبي.
الأمين العام لحركة البابليون، ريان كلداني، والذي لديه عناصر في قوة عسكرية تابعة لهيئة الحشد الشعبي في محافظة نينوى، طالب في بيان، التحقيق في الحادث، وخاصة بعد أن تم أعتقال عدد من المتهمين ذوو الصلة بالحادث.
يتكون سكان ناحية برطلة وتدعى أيضا بالحمدانية، 15 كيلو متر شرقي مدينة الموصل، من المسيحيين. وقد أحتلتها قوات تنظيم الدولة الأسلامية( داعش) بعد حزيران 2014 و تحررت في شهر أكتوبر 2016 بعد قضاء سنتين تحت حكم داعش.
وفي تصريح لموقع(كركوك ناو)، قال رئيس مجلس قضاء الحمدانية- برطلة، فيصل جارالله : " ليس للحادث أية علاقة بعناصر الحشد الشعبي، كما وأن ليس هناك أي طابع سياسي للهجوم على الأسرة المنكوبة، وأن الذين قاما بالسرقة قد أعتقلا وهما الان في ذمة التحقيق.
ليس للحادث أية علاقة بعناصر الحشد الشعبي، كما وأن ليس هناك أي طابع سياسي للهجوم على الأسرة المنكوبة
وطالبت عضو المفوضية العليا لحقوق الأنسان، فاتن حلفي، في بيان، حماية المواطنين المسيحيين والذين يتعرضون بين اونة وأخرى الى الظلم والأضطهاد.
كما وقال عضو مجلس محافظة نينوى من المكون المسيحي، داود باباوي لموقعنا بأن " المهاجمين الأثنين الذين قاما بتعذيب وسرقة الأمرأتين المسنتين هم جاران لهما ويعيشون منذ عشرات السنوات معا في الحي العسكري، وقد قاما اللصين بسرقة كمية من الذهب، وقد ضربا هاتين الأمرأتين ضربا مبرحا وهما الان ترقدان في المستشفى.
كما وصرح لنا بان "الشرطة قد شكلت لجنة تحقيق حول الموضوع وقد أعتقل أثنان من المتهمين الذين أعترفا بأرتكابهما للجريمة.
يقول باباوي أن الحادث الذي أستهدف المسيحين في المنطقة يتطلب منا حمايتهم و ممتلكاتهم " نطمئن الجميع بأننا في تواصل دائم مع الجهات ذات العلاقة لغرض حماية المسيحيين وسنكون سندا لهم ونحقق في مطالبهم بالتحقيق لأي حادث مشابه.
يذكر ان المكون المسيحى كسائر المكونات العراقية الأخرى تعرض الى بطش وظلم عناصر داعش، وبحسب أحصائيات قامت باعدادها الأمم المتحدة، فأن عدد المسيحيين في العراق قد تقلصت من مليون و 500 ألف شخص الى 200-300 شخص.
في حزيران 2014، عندما أحتل تنظيم داعش مدينة الموصل والأقضية والنواحي التابعة لها، وضع ثلات خيارات امام المكون المسيحي، أما الدخول في الأسلام أو أعطاء الجزية أو الرحيل، لذا تشرد الالاف من المسيحين وتركو بيوتهم وممتلكاتهم.