خلف انفجار ثلاث عبوات ناسفة في منطقتين زراعيتين جنوب قضاء تلعفر، شمال غرب مدينة الموصل، أربعة قتلى وثلاثة جرحى، في حادثين منفصلين، بحسب مصدر أمني.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "ثلاث عبوات ناسفة انفجرت الأولى في منطقة صوبان جنوب تلعفر بنحو 7 كم مخلفة قتيلين، هما محمود أحمد أيوب وسالم أيوب رسول، ومصابا هو يحيى أحمد أيوب".
وتابع المصدر أن "العبوتين الثانية والثالثة انفجرتا في حادث منفصل في منطقة الحمرة مخلفتين قتيلين، هما عبد الحسين محسن خلف وعوني علي محو، وجريحين". وأوضح أن "العبوات استهدفت المزراعين خلال حملة حصاد الشعير في أراضيهم".
وأردف قائلا أن "قوة أمنية طوقت مكان الحادث ومنعت الاقتراب منه، فيما تم نقل جثث الضحايا إلى الطب العدلي والجرحى إلى مستشفى تلعفر العام لتلقي العلاج". دون أن يوضح فيما إذا كانت العبوات المنفجرة من مخلفات تنظيم داعش أو تمت زراعتها حديثا.
وأرجأ آمر اللواء 53 في الجيش العراقي، العقيد مسلم شحاد، تكرار مثل هذه الحوادث، إلى أن "العدد الكبير للعبوات المزروعة والمخلفات الحربية، وطريقة زراعتها من قبل تنظيم داعش الارهابي تحتاج إلى جهد أكبر من المتوفر، ونتأمل مساهمة المنظمات الدولية في ازالتها".
بدوره أكد مدير عمليات الحشد الشعبي في تلعفر حسين البرزنجي، أنه "تم رفع نحو 300 طن من المخلفات الحربية بعد تحرير تلعفر من مركز القضاء وأطرافه، ، حيث تم تفكيك عربات مفخخة ومنازل ملغمة، وعبوات ناسفة".
من جانبه أفاد مسؤول مديرية التوجيه العقائدي لمنطقة غرب نينوى، الشيخ حسن المحراب، أن "الكثير من القرى والأراضي الزراعية على أطراف قضاء تلعفر ما تزال تضم الكثير من العبوات الناسفة التي خلفها التنظيم الارهابي، في سعي منه لاستمرار اجرامه حتى بعد فراره من المناطق التي كان يسيطر عليها". وأضاف أن "العشرات قضوا جراء المخلفات الحربية في تلعفر".
بينما ذكر سالم علي، فلاح، أن "مساحات واسعة لم يتم استثمارها للزراعة بعد تعذر تطهيرها من المخلفات الحربية، التي تركها تنظيم داعش الارهابي، متخذا منها حقولا للألغام، والجهود التي تبذلها الجهات الرسمية لا ترتقي إلى حجم المخلفات المزروعة، ولا بد من تدخل المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن".
دائرة زراعة تلعفر، لفتت إلى أن فلاحا يدعى إبراهيم محمد يونس، قتل وأصيب اثنان من موظفيها، وهما عاصي إدريس حسين - مهندس، ومهدي إبراهيم سليمان - مرشد زراعي، بجروح بليغة، في الـ29 من نيسان الماضي، خلال كشف موقعي في منطقة حمرة السراي.
وكانت شعب الزراعة في تلعفر، أعلنت في الـ18 من أيار الجاري، انطلاق حملة الحصاد الميكانيكي، لمحصول الشعير في القضاء، الذي يعد من المناطق الزراعية الرئيسية في العراق، في محصولي الحنطة والشعير.
ووقعت تلعفر تحت سيطرة تنظيم الدولة(داعش) في حزيران 2014، واضطر أغلب سكانها البالغ عددهم نحو 225 ألف نسمة إلى النزوح عنها، إلى محافظات الوسط والجنوب واقليم كردستان وكركوك وتركيا، قبل أن يعاود نحو 45% منهم العودة إليها مجددا بعد تحريرها في أب 2017.
وتقع تلعفر، ذات الاغلبية السكانية التركمانية، شمال غرب مدينة الموصل، وتعرضت بعد العام 2004 إلى عمليات عنف متواصلة خلفت الاف الشهداء والجرحى، ودمرت الاف المنازل والمتاجر، في مناطق القضاء المختلفة.