مئات الجثث لا تزال تحت الأنقاض المنازل في مدينة الموصل، ولكن لا احد يبحث عنها، الا في ان كانت تزعج رائحة الجثث المواطنين الذين يسكنون بالقرب من موقعها.
بدأت عملية انتشال الجثث في محافظة نينوى، في شهر ايار 2018، من خلال الفرق الحكومية والمتطوعين وتمكنوا من انتشال اكثر من خمسة الاف جثة للمواطنين المدنيين ومسلحي تنظيم داعش.
مدير عام الدفاع المدني في محافظة نينوى، العقيد حسام خليل عبد قال في تصريح لـ (كركوك ناو) "في المرحلة الاولى من العملية، قمنا بأنتشال جثث المواطنين المدنيين حيث بلغت عدد عددهم 2 الف و67 جثة، وبعد ذلك بدأنا بانتشال جثث مسلحي داعش وتمكنا من انتشال الفان وثمان مئائة وخمسون جثة".
تشكل فريق انتشال الجثث في نينوى، بقرار من رئيس الوزارء العراقي من مديرية الدفاع المدني ومديريات البلدية والصحة المحافظة.
"انتهت حملة انتشال الجثث بعد انتشال ما يقارب 95 الى 98 بالمائة من الجثث، الا ان ذلك لا تعني انتهاء الجثث المجهولة بالكامل، وفي حال ابلاغنا بوجود جثة من قبل المواطنين، يتوجه فرقنا مباشرة الى المكان وينتشلون الجثث"، هذا ما اكده العقيد حسام خليل.
العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل الموصل من قبضة داعش، استمرت لاكثر من تسعة اشهر وانتهت في نيسان 2017، مما اسفر عن مقتل مئات المدنيين من بينهم النساء والاطفال، ومقتل اعداد كبيرة من مسلحي تنظيم داعش.
سرور عبد الكريم، رئيسة احد الفرق التطوعية الخاصة بانتشال الجثث في نينوى قالت لـ (كركوك ناو) "عملنا كان صعبة للغاية، ومحفوفة بالمخاطر بسبب العبوات الناسفة التي لم تنفجر، الا اننا تمكنا من انتشال الف جثة".
تأسس الفريق التطوعي الذي ترأسها سرور نهاية عام 2017، وتضم 40 شابا وشابة، وبعد استحصال الموافقات الرسمية من ادارة الموصل، باشرت مهامه بداية عام 2018، وبعد حصول خلافات بين رئيسة الفريق ومحافظ نينوى السابق اوقف عمل الفريق.
واضافت سرور "عملنا استمرت خمسة اشهر فقط، .. وبعد مباشرة المحافظ الجديد مهام عمله، لم يطلب منا احد البدء بالبحث عن الجثث وقررنا عدم العودة الى العمل".
وبحسب احصائية لمفوضية حقوق الانسان العراقية، من بين جثث المدنيين التي انتشلت في الموصل، توجد اكثر من 800 جثة للاطفال وكانت اغلبها في الجانب الايمن من المدينة.
وقال رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة نينوى، خدر الياس لـ (كركوك ناو) "في بداية عودة المواطنين الى الموصل، اعداد كبيرة من ذوي الضحايا كانوا يقصدون دائرة الطب العدلي بهدف العثور على جثث ذويهم الا ان ذلك لم يبقى في الوقت الحالي، لان اغلب جثث الضحايا تمت انتشالها اما الباقين اغلبها جثث مسلحي داعش".
تغيرت عمل لجنة انتشال الجثث بحسب ما افاد عضو رئيس لجنة الصحة ويقول، فقط عندما يتصل المواطنين ويبلغ بوجود الجثث في مناطقهم، يتوجه اللجنة الى المكان مباشرة لانتشال الجثة.
انتهت الحرب في الموصل لكن مأساة ثانية كبرى المدن العراقية لم تنته بعد، كما أن خسائر الحرب المدمرة لم تنتهي بعد ولا تزال مئات الجثث موجودة تحت الانقاض من الذين لقوا مصرعهم بسبب قصف الطائرات والانفجارات.
مدير دائرة الطب العدلي في نينوى، حسن نواف قال لـ (كركوك ناو) "لا توجد اية جثة على الارض في مدينة الموصل، تمت انتشالها جينعا والجثث التي لا تزال تحت الانقاض اعدادها قليلة جدا".
وأوضح ان عملية البحث عن الجثث متوقفة، ما عدا حالات التي يتم الاتصال بناء من قبل المواطنين لابلاغنا بوجود الجثث تحت الانقاض، حينها نتوجه الى المكان للعمل على انتال الجثث.
وتابع الدكتور حسن "في بعض الاوقات عندما يقوم المواطنين من اعادة اعمال منازلهم المهدومة يعثرون على الجثث ويتصلون مباشرة بالدفاع المدني، ومباشرة يتم انتشال الجثث ويتم تسليمها الى دائرة الطب العدلي".