الموصليون يخشون التظاهر خوفا من اتهامهم بـ "الإرهاب"، فيما أكدوا مساندتهم للمطالب التي خرج من اجلها المتظاهرون في العاصمة بغداد وباقي مدن جنوب العراق.
التظاهرات الشعبية التي بدأت يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول 2019 ماتزال مستمرة في مناطق عراقية عدة، رغم هدوئها النسبي في العاصمة بغداد.
الحكومة العراقية ما تزال تحجب خدمة الانترنت عن البلاد وتواصل حظر التجوال العام باستثناء إقليم كوردستان.
أهالي الموصل يخشون النزول الى الشوارع والتظاهر
"الموصل جزء من العراق وهي أكثر المدن تعاني من نقص الخدمات وانهيار البنى التحتية وعدم تعويض المتضررين، فضلا عن وجود الاف الايتام والارامل والمشردين والنازحين والمعطلين عن العمل دون حقوق"، يقول ذلك المواطن رامي السعدي.
ويضيف في حديث الى (كركوك ناو)، ان" أهالي الموصل يخشون النزول الى الشوارع والتظاهر لان فورا سيتم اتهمهم بأنهم "دواعش"، لذلك يفضلون التزام منازلهم".
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) سيطرة على مدينة الموصل في 10 حزيران 2014، الى حين 10 تموز 2017 بعد عمليات عسكرية مشتركة (القوات العراقية والتحالف الدولي) نجم عنها دمار هائل في البنى التحتية والاف القتلى والمعاقين والمشردين.
هناك من يتربص بالموصل ويحاول اتهامها مجددا بالإرهاب
"بغداد وبابل ذي قار والبصرة وميسان والنجف عليهم ان يعذروا الموصل لعدم الخروج بتظاهرات مساندة لان اثار داعش ماتزال شاخصة لغاية اليوم في المدينة ونفوس سكانها" يؤكد ذلك الإعلامي الموصلي احمد عبد الواحد في حديث مع مراسل (كركوك ناو).
ويقول ان" هناك من يتربص بالموصل ويحاول اتهامها مجددا بالإرهاب، وإذا خرج السكان بتظاهرات فان تهم التمرد على الدولة العراقية جاهزة لإلصاقها بهم وبالتالي التأثير السلبي سيكون حتى على تظاهرات بغداد".
يذكر أن الموصل تجاهد للتعافي من معركتها مع داعش، إلا أن "المحاصصة والفساد" السائدين في البلاد، وسطوة بعض الأحزاب وتقاسمها السلطة، ما زال يعرقل قيام الدولة وعملها بشكل فعال وسريع، حسب مراقبون.
المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، يوم الجمعة، 4 تشرين الأول، 2019، أعلنت ارتفاع ضحايا الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ الثلاثاء الماضي، إلى 1366 قتيلاً وجريحاً من المتظاهرين والقوات الأمنية.
واشارت أن " أغلب الوفيات والإصابات كانت نتيجة لاستخدام الطلق الناري بنسبة 40% والطلق المطاطي بنسبة 20% ورشق الحجارة بنسبة 40% والغازات المسيلة للدموع بنسبة 15%".
مساندة الموصل لتظاهرات بغداد ليس فقط بالنزول الى الشوارع
"مساندة الموصل لتظاهرات بغداد ليس فقط بالنزول الى الشوارع انما هناك طرق أخرى للمساندة" يقول الناشط عز الدين عبد العزيز (لكركوك ناو).
ويضيف ان المئات من سكان الموصل اتجهوا الى مصرف الدم الرئيس في الموصل خلال الساعات الماضية للتبرع بالدم في خطوة مساندة للجرحى الذين سقطوا خلال التظاهرات.
ويتابع، ان تجار الموصل وسكانها ومن خلال التواصل معهم أبدوا استعدادهم الى ارسال المساعدات الغذائية الى سكان بغداد وباقي مدن العراق إذا سمحت الجهات الحكومية بذلك.
خلية الأزمة في مفوضية حقوق الإنسان في بيان اطلع عليه (كركوك ناو) اكدت ان استخدام العنف المفرط واستخدام الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع والمياه الساخنة والضرب المبرح والاعتقالات العشوائية من قبل القوات الأمنية تخالف قواعد الاشتباك الامن وتمثل انتهاك لاتفاقية الحقوق المدنية والسياسية والتزام الحكومة والأجهزة الامنية في حماية التظاهرات والمحافظة على حياة المدنيين.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان جلسة غداً السبت لمناقشة الاحتجاجات الشعبية التي تعم البلد منذ يوم الثلاثاء الماضي.
ورفع المتظاهرون من سقف مطالبهم وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الذي دعا في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، في أول خطاب له منذ الأزمة إلى التهدئة وتعهد بإجراء إصلاحات.