حكومة نينوى المحلية أعلنت المباشرة بإنشاء جسر عائم قرب جانب الجسر الخامس أحد الجسور الرئيسة في الموصل الذي ما يزال مهدم، فيما اثار الإعلان رفض شعبي داخل الموصل، وسط مطالبات بضرورة اصلاح الجسور الاساسية وعدم تبذير الأموال على الجسور العائمة.
جسور الموصل الخمسة التي كانت تربط الساحل الأيمن بالساحل الايسر تضررت أثر عمليات استعادة المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش") ما شكل عائقا امام عودة الحياة بنحو طبيعي، وجاءت الحلول الترقيعية لبعض الجسور لتزيد من معاناة المواطن في التنقل لاسيما وان اغلب الخدمات متوفرة في الساحل الايسر.
"موقع انشاء الجسر العائم المحاذي للجسر الخامس جرى تسليمه الى شركتي روعة التعمير العراقية وارماك التركية لتهيئته والبدء بإنشائه" يقول ذلك قائممقام قضاء الموصل زهير الاعرجي.
شركة ارماك التركية تأسست عام 1965 وبدأت تقديم خدماتها في مجال الات البلوك والحجر، حيث تقدم الشركة لعملائها الات ضغط وكبس البلاط، والنواقل الشريطية، وآلات البلوك المعزول، وآلات حجر العشب، وآلات لوحات وبلوك البناء، ومحطات الخرسانات، وآلات نزع الطلاء بواسطة الرمل، وآلات الغسل، وآلات الكسر، وآلات التغليف الاوتوماتيكية، وتضم الشركة 125 من فرق العمل المختصة.
ويوضح زهير الاعرجي في حديث الى صحافي خص به (كركوك ناو) ان" الجسر العائم سيكون بعرض 10 أمتار وقدرة تحمل تصل الى 80 طنا، ولا يتأثر بسرعة جريان المياه حتى وان وصلت الى 3500 متر مكعب في الثانية".
وزارة الاعمار العراقية كانت قد أعلنت خلال عام 2019 سعيها توفير تمويل اضافي من البنك الدولي والجهات المانحة الاخرى لأعمار أكبر عدد من الجسور والقناطر والطرق الموجودة في الموصل وايجاد خطة إستراتيجية للتعامل مع حجم الدمار داخل الموصل والمساهمة في وضع المخططات والبدء بأعمارها، للتخفيف من معاناة المواطنين سواء داخل المدينة او القرى والاقضية التابعة لمدينة الموصل'.
"الانفاق على انشاء جسور ثانوية لن يحل مشكلة انهيار الجسور الأساسية وما تسببه من معاناة الى المواطن وهو يرغب في التنقل بين جانبي الموصل لقضاء احتياجاته" تقول ذلك المواطنة نهلة خطاب 49 عاما.
توضح في حديث صحافي الى (كركوك ناو) ان" سنوات مرت على استعادة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش") ولغاية اليوم 2020 تعاني المدينة من تضرر الجسور واعتماد الجهات الحكومية على الحلول الترقيعية في معالجة هذه الازمة".
ويقطن الموصل نحو مليون ونصف المليون نسمة فضلا عن القادمين اليها من الاقضية الأخرى، تعاني اليوم من انقطاع الجسور وعدم إعمارها، فلم يتم إنجاز إعمار الجسور الرئيسية في المدينة باستثناء الجسر الأول "العتيق" وهو أصغر الجسور الخمس وأقلها قدرة على الاستيعاب، بينما وضعت مجسرات حديدية مؤقتة على الجسر الرابع لغرض العبور، إضافة لجسرين عائمين وهما جسرا النصر والحرية اللذان وضعا من قبل هندسة الجيش لتخفيف الزخم الحاصل على الجسرين داخل الخدمة.
"الجسر العائم اعتمد من قبل كحل لتعويض الجسور الأساسية الا انه فشل، فاغلب تلك الجسور لا تصمد طويلا امام حركة السير المستمرة لاسيما الشاحنات، فضلا عن التغيرات المناخية التي تشهدها الموصل كالفيضانات والامطار والرياح" المواطن طالب عمران يقول ذلك في حديث مع (كركوك ناو).
ويبين ان حكومة نينوى المحلية مطالب اليوم بإصلاح الجسور المتضررة والعمل على انشاء جسور أساسية لا إنفاق الأموال على مشاريع مؤقتة لفترة من الزمن وبعدها تعود المشكلة بالظهور والمواطن هو من يدفع الثمن.
مديرية طرق وجسور نينوى اكدت (لكركوك ناو) في 7 كانون الثاني 2019 على لسان مديرها المهندس نبيل اليوزبكي ان جسر الحرية الرابط بين الساحل الأيمن لمدينة الموصل والساحل الايسر سيجري افتتاحه من جديد في الثالث والعشرين من شهر نيسان- ابريل 2020 امام حركة السير والمرور، فيما سيتم البدء بتأهيل جسري الموصل الرابع والخامس بتمويل من البنك الدولي ضمن اتفاق مع حكومة بغداد.
وزارة الاعمار والاسكان والاشغال والبلديات العامة، كانت قد أعلنت في كانون الأول 2018 عن التعاقد لإعادة تأهيل جسر الحرية في الموصل بكلفة تجاوزت الـ 10 مليارات دينار عراقي.
محافظ نينوى نجم الجبوري، أكد ان انشاء الجسر العائم الجديد سيسهم في حل مشكلة التنقل بين الساحل الأيمن للموصل والساحل الايسر، وان هذا الجسر لن يكون كبديل دائما للجسور الأساسية التي تعمل حكومة نينوى وبالتنسيق مع الجهات كافة العمل على اصلاح الاضرار التي لحقت بها.
وقال نجم الجبوري في حديث خص به (كركوك ناو) ان" الفترة الزمنية المخصصة لإنشاء هذا الجسر هي من 30 الى 45 يوما، وسيكون ضمن المواصفات المنصوصة عليها بالاتفاقية الموقعة بين حكومة نينوى المحلية والشركتان المنفذتان للمشروع".
وأضاف ان الجسر العائم يختلف عن الجسر العائم القديم الذي أنشأ من قبل الجهد الهندسي خلال معارك التحرير والفترة التي تلتها مباشرة، وسيسمح للعجلات حتى الحمل بالتنقل دون مشاكل ومعوقات".
والجسر الأول في الموصل هو (الجسر القديم) او (العتيق) كما يسمى في اللهجة الموصلية تم تشييده عام 1932م، وافتتح عام 1934 من قبل الملك غازي، ويبلغ طوله 305م، ويربط بين منطقة النصر والميدان وبعد ان تطورت المدينة تدريجيًا واتساعها عبر شقيها الأيمن والأيسر أصبحت الحاجة متجددة لجسور إضافية، فظهر الجسر الثاني فالثالث والرابع والخامس فيما خطط لجسر سادس ولم ينفذ بعد عام 2003.
فلاح العزبة المدير المفوض لشركة روعة التعمير يؤكد ان الجسر العائم سيكون بطول 280 مترا، وبنظام الطوافات لرفعه عن الماء لأربعة أمتار في حال حدوث فيضانات.
وقال العزبة في حديث لمراسل (كركوك ناو)، ان " الجسر العائم سيقاوم سرعة تقدر 3500 م مكعب في الثانية ومدعم من الجانبين بوسائل حماية لمنع انحرافه الى اليمين او اليسار وارضيته من الاسمنت وليس من صفائح الحديد".
روعة التعمير شركة عراقية مسجلة لدى الشركات الوطنية العراقية التصنيف الخامس / إنشائي - ميكانيك – كهربائي، تولت مهام اعمار بمدينة الموصل بعد استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش").
بغداد خصصت الى نينوى في 17 كانون الأول 2019 ميزانية طوارئ بقيمة 100 مليار دينار لدعم عمليات الاستقرار وتنفيذ مشاريع حيوية تصب في خدمة المواطن، حسبما أعلنته حكومة نينوى المحلية.