سولين خالد (19 عاما)، تلك الفتاة الخانقينية التي توجهت من خانقين الى ساحة التحرير في بغداد برفقة شقيقها التوأم، وترفض العودة الى مدينتها رغم اعتقالها مع شقيقها وتعرضهما للسجن والتعذيب من قبل القوات الامنية.
وبعد انطلاق شرارة التظاهرات في بغداد، توجهت سولين برفقة شقيقها التوأم وليد الى بغداد، وشاركت مع مئات الالاف من المواطنين في التظاهرات بساحة التحرير ورفعت شعار "نريد وطن"، دون الخشية والخوف من العواقب والمخاطر الامنية.
وشاركت سولين كناشطة مدنية في التظاهرات وتقدم المساعدات الطبية والاسعافات ألاولية للجرحى الذين يتعرضون للاصابات من بين المتظاهرين، الا ان شقيقه فضل المشاركة كمتظاهر في ساحة التحرير.
الا ان هدفهم كان واحدا، مثلما اشارت اليه والدتهما فريال محمد وقالت "شارك كل من سولين ووليد في التظاهرات املا منهما ان يتغير نظام الحكم ويُقضى على الفساد وان توفر حياة افضل للعراقيين".
واعتقلت سولين يوم 21 كانون الثاني 2020، على جسر محمد قاسم من قبل القوات الامنية ببغداد، عندما كانت تسعى لتقديم المساعدات الطبية للمتظاهرين، على الرغم من اعتقال شقيقها في وقت سابق من قبل القوات الامنية.
وتابعت فريال محمد حديثها وقالت لـ (كركوك ناو) "اطلقت القوات الامنية سراح ابنتي بعد ساعات من اعتقالها، الا انهم اخذوا هاتفها، ولهذا السبب لم تتمكن من الاتصال بنا وابلاغنا بخبر اطلاق سراحها".
وتوجهت فريال بعد سماع نبأ اعتقال ابنتها وابنها من قبل القوات الامنية الى بغداد مباشرة للاستفسار عن حال ابنتها وابنها التوأم.
"تعرضت ابنتي في السجن للتعذيب من قبل القوات الامنية"، اما بخصوص وضع ابنها فقالت "منذ 25 يوما لا يزال يقبع في السجن بمطار مثنى وننتظر الان اطلاق سراحه بقرار من المحكمة".
"شارك اطفالي في التظاهرات بصورة سلمية، ومن اجل وطن فيه مكان للجميع ويقضون على الفساد ويرجعون الحق الى اصحابها"، هذا ما قالته والدة سولين ووليد.
عرضت ابنتي في السجن للتعذيب
ويشهد العراق منذ أوائل أكتوبر تظاهرات ضد الحكومة للمطالبة بالقضاء على الفساد وتغير نظام الحكم، وقدم رئيس الوزراء العراقي استقالته تحت ضغط المتظاهرين.
وبحسب احصائيات المفوضية العليا لحقوق الانسان العراقية، والتي حصلت (كركوك ناو) على نسخة منها، قُتل 536 متظاهرا منذ بداية التظاهرات و17 منتسبا في صفوف القوات الامنية، واصابة ما لايقل عن 23 الف شخصا.
وادخلت تلك الاحصائيات خوفا كبيرا في قلب فريال محمد، وجميع الاباء والامهات الذين يشارك ابنائهم في التظاهرات بمحافظة بغداد وباقي المحافظات العراقية.
وتابعت المفوضية العليا العراقية لحقوق الانسان، ان 72 شخصا اختطفوا منذ بداية التظاهرات واطلق سراح 22 منهم فقط.
بسمة محمد، عضو المفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان قالت في تصريح لـ (كركوك ناو) "تابعنا قضية وليد خالد، وهو رهن الاعتقال في الوقت الحالي بمطار المثنى العسكري، وننتظر قرار المحكمة للافراج عنه".
ابعنا قضية وليد خالد، وهو رهن الاعتقال في الوقت الحالي بمطار المثنى العسكري
وطالبت فريال السلطات العراقية، باطلاق سراح ابنها المعتقل بمطار المثنى العسكري كونه لم يشارك في اية جرائم وكل ذنبه هو المشاركة في التظاهرات.
على الرغم من تعرضها للتعذيب والسجن، الا ان سولين وفي اخر اتصال لها مع والدتها رفضت العودة الى مدينتها وقالت "لا استطيع العودة الى خانقين، وسوف استمر في المشاركة بالتظاهرات وتقديم الاسعافات الاولية للمتظاهرين، سوف ابقى في بغداد الى ان تنتهي التظاهرات".