بينما كان سبعة شبان جالسين في دكان قريتهم وهم يدخنون الأرجيلة و يضحكون، أدخل أحد المسلحين فوهة بندقيته من الشباك و أطلق عليهم الرصاص، امتزجت دماء الشبان السبعة ببعضها و لقي أربعة منهم حتفه في مكان الحادث.
وقع الهجوم في الساعة السابعة و خمس و أربعين دقيقة من مساء الثلاثاء 18 شباط في قرية جخماخة بقضاء الدبس الواقع 35 كم غربي محافظة كركوك و الضحايا جميعهم من الكورد.
بريار أحمد الذي كان أول من وصل الى مكان الحادث قال "اتصل بي صديقي مريوان و قال لي تعال لنجدتنا فقد اصبنا"، أثناء هذه المحادثة المقتضبة انقطع التيار الكهربائي في القرية.
خيم ظلام دامس على القرية، يقول بريار "كان الظلام دامسا جدا لدرجة انني لم أكن استطيع ان أرى اي شيئ أمامي، في البداية توجست من الخروج لانني كنت خائفا من أن اقتل أيضا اذا خرجت."
اتصل مريوان مرة اخرى، "يكاد دمي ينفذ، أنقذني"، يقول بريار "فقدت صبري فأشعلت ضوء مصباح هاتفي النقال و توجهت نحو الدكان."
يكاد دمي ينفذ، أنقذني
"كانت الدماء في كل مكان، و كان مريوان يلفظ أنفاسه الأخيرة، في تلك اللحظة وصل أهالي القرية و نقلنا الشهداء و الجرحى الي المستشفى و لكن مريوان كان قد فارق الحياة."
كان ذلك الدكان الصغير المكان الذي يجتمع فيه شباب القرية غالبا خلال ليالي الشتاء الطويلة حيث كان يسهرون و يتسامرون هناك حتى وقت متأخر و هم يدخنون الأرجيلة.
بريار أحمد الذي كان يتردد الى ذلك المكان كل يوم لم يتمكن من الذهاب في تلك الليلة، اذ كان لديه ضيوف واضطر للبقاء في البيت.
يظهر شريط مصور التقطته كاميرات المراقبة و انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شخصا مسلحا يتوجه نحو شباك الدكان و يبدأ باطلاق النار لعدة ثواني قبل أن يلوذ بالفرار.
دلشاد أحمد الساكن في قرية جخماخة تحدث ل(كركوك ناو) "في المساء كان شباب القرية يجتمعون في هذا الدكان و يقضون ساعات الليل هنا"...
و حول الحادث قال "قام الارهابي باطلاق النار عليهم من الشباك فأصاب سبعتهم، أربعة منهم استشهدوا و الثلاثة الآخرون اصيبوا بجروح."
اثنان من الشبان الذين لقوا مصرعهم كانوا وحيدي والديهم، فيما كان البقية أقرباء.
اثنان من الشبان الذين لقوا مصرعهم كانوا وحيدي والديهم، فيما كان البقية أقرباء.
قرية جخماخة تسكنها 13 عائلة، تركت بعض العوائل القرية عقب أحداث 16 اكتوبر 2017، و بحسب ما يقول أحد وجهاء القرية فان تلك العوائل غادرت بسبب تردي الأوضاع الأمنية.
يقول عمر شاسوار زعيم قرية جخماخة "هناك فراغ أمني كبير في المناطق الواقعة بين الدبس و قضاء الحويجة.. نطلب من الحكومة بأن تقدم لنا العون لحماية أرواحنا، أو ان تسمح لنا بحمل السلاح والدفاع عن أنفسنا."
أثناء نقل قتلى و جرحى الحادث الى المستشفى قامت الشرطة الفدرالية والتي تتولى مسؤولية حماية الأمن في المنطقة باعتراض الموكب و قاموا باطلاق النار في الهواء.
الملف الأمني لقضاء الدبس مناط الى القوات العراقية و تشمل الشرطة المحلية و الشرطة الفدرالية ضمن القيادة العامة للعمليات المشتركة في كركوك.
الحادث كان وقعه كبيرا على أهالي القرية و ذوي الضحايا، و لكن وقعه كان أكبر على بريار أحمد الذي فضلا عن فقدانه لأصدقائه، فقد المكان الذي كانوا يجتمعون فيه و حتى قريته.
"من الصعب جدا ان اقدر على العيش مرة اخرى في هذه القرية."
تصريحات ادانة عقب واقعة قرية جخماخة
في بيانين منفصلين عبر زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود البارزاني و المجلس القيادي لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني عن ادانتهم للهجوم الذي استهدف قرية جخماخة و دعوا الى التنسيق بين القوات العراقية و البيشمركة.
الاتحاد الوطني الكوردستاني أكد على أن قوات البيشمركة بالتنسيق مع القوات الاتحادية بامكانها اعادة الأمن و الاستقرار داعية الجميع الى توحيد الجهود "للحد من الخروقات الأمنية و الترهيب و التعريب."
فيما قال البارزاني "الحادث دليل على أن ارهابيي داعش استغلوا الفراغ الأمني و عدم الاستقرار ليعيدوا تنظيم أنفسهم" مؤكدا ضرورة أخذ تهديدات التنظيم على محمل الجد.
"ادامة و تعزيز التنسيق بين اقليم كوردستان و الحكومة العراقية و قوات التحالف ضروري من أجل مكافحة خطر الارهاب."
أسماء الشبان الأربعة الذين لقوا حتفهم في الهجوم:
علي أحمد، من مواليد 1988
محمود ابراهيم، من مواليد 1995
أحمد جاسم، من مواليد 1999
مريوان سيروان، من مواليد 1995