أهالي كركوك يلجؤون لضفاف نهر الخاصة للتخلص من ملل الحجر المنزلي

كركوك/ آذار 2020/ بعض الأهالي لا يمكثون في بيوتهم ويقضون اوقاتهم على نهر الخاصة تصوير: سوران محمد

سوران محمد- كركوك

يعاني الكثيرون من اهالي كركوك من ملل البقاء في الحجر الصحي المنزلي، اِلاّ أن حظر التجوال المفروض بسب مخاطر تفَشّي فيروس كورونا، ترك لهم خيارات قليلة، منها اللجوء الى الحدائق القريبة الموجودة في أحيائهم، أما ابعد ما يستطيعون الذهاب اليه للتنزه والتنفيس عن أنفسهم هو نهر الخاصة.

نهر الخاصة الذي يمر من وسط مدينة كركوك والذي بات مكاناً لقضاء الوقت من قبل بعض الأهالي، اِضافةً لشُحّةِ مياهه، أصبح مَكَبّاً للنفايات ومصدراً لتفشي الأمراض.

الظروف التي خلقها حظر التجوال والحجر المنزلي أجبرت العديد على السهر حتى وقت متأخر من الليل والاستيقاظ عند الظهيرة، وبعد صلاة العصر، يقوم معظم الذين يسكنون بالقرب من نهر الخاصة بالخروج من البيت والتوجه لضفة النهر، رغم أن الارشادات الصحية تؤكد على تفادي خلق الازدحامات والتجمعات التي من شأنها زيادة مخاطر انتقال عدوى الفيروس، وتوصي بالبقاء في البيت لدرء تلك المخاطر.

xasa (3)-1

كركوك/ آذار 2020/ خروج الأهالي من بيوتهم يتنافى مع التعليمات الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا   تصوير: سوران محمد

"منذ عشرة ايام وأنا حبيس البيت، كنت على وشك أن أصاب بالأمراض النفسية، لم أستطع أن أتحمل البقاء أكثر من ذلك، لذا قررت الخروج" يقول كرميان سامان.

كان هذا الشاب يتنزه قرب نهر الخاصة حين سأله مراسل (كركوك ناو) عن السبب الذي دفعه للخروج من البيت، "لم نعد نستطيع مزاولة أعمالنا، كل شيء في التلفاز والانترنت يدور حول فيروس كورونا، لذا أخرج من البيت لأتبادل أطراف الحديث مع اصدقائي."

نهر الخاصة الذي يشق طريقه في وسط كركوك قاطعاً ثلاثين كيلومترا، يقسم المدينة الى شطرين، وكان من المقرر أن يتم تحويله الى مشروع سياحي غير أن ذلك المشروع لم يُنجز لحد اليوم.

يقول كرميان بأنه لا يحب البقاء كثيراً في المنزل، مع ذلك لا يستطيع الذهاب بعيداً، لأن القوات الأمنية ستعتقله بتهمة خرق حظر التجوال، لذا أصبح نهر الخاصة أبعد ما يستطيع الوصول اليه.

xasa-1

كركوك/ 2019/ حرق النفايات على ضفاف نهر الخاصة   تصوير: كركوك ناو

وكانت أدارة كركوك قد قررت تمديد حظر التجوال حتى 11 نيسان، ضمن الاجراءات المتخذة للوقاية من الفيروس، المنتهكون لقرار الحظر يتعرضون للمساءلة.

"طوال عمري لم أقدر أن أمكث في البيت ثلاثة ايام متتالية، أما الآن فقد مرت عشرة أيام على بقائنا في البيت، لهذا أتيت الى ضفة نهر الخاصة لكي أبتعد عن منظر الجدران الأربعة ولو لمدة قليلة" يقول جيا عزيز.

يأمل جيا أن لا تعترض السلطات طريقهم وتمنعهم من الخروج من البيت.

فيروس كورونا ينتشر عن طريق ملامسة شخص مصاب أو ملامسة الاسطح الملوثة، ولهذا تؤكد التعليمات الصحية على ضرورة ابتعاد الأشخاص عن بعضهم البعض بمسافة لا تقل عن مترين.

وقد سُجِّلت في محافظة كركوك لحد الآن 12 حالة اصابة بفيروس كورونا، تعافى ستة منهم، فيما أدى الفيروس الى وفاة شخصين، ووصل عدد المصابين في عموم العراق، بضمنها اقليم كودستان الى 643 شخص.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT