ست سنوات على كارثة سنجار..
لا يزال مصير ألفين و887 ايزيدي مجهولاَ

دهوك/ 2 آب 2020/ دايي شمي، انتحرت احدى بناتها عندما وقعت في يد مسلحي داعش، ولا يزال العشرات من أفراد أسرتها في عداد المفقودين تصوير: كركوك ناو

عمار عزيز- نينوى

حلا سفيل نجت من قبضة داعش قبل ثلاثة أعوام، لكنها لا تزال تعيش مرارة فترة الأسر، لأن مصير والديها وثلاثة من اشقائها لا يزال مجهولاً.

حلا ليست الوحيدة التي تحاول معرفة مصير أحبائها، قلّما تجد مواطناً ايزيدياً لم يفقد عزيزاً له، رغم مرور ست سنوات على اختطافهم من قبل مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).

"صحيح أنني نجوت من جحيم داعش، لكنني أقضي الليل والنهار أتَلَوّى بالحزن، منذ عدة سنوات وانا انتظر عودة والدي ووالدتي واشقائي"، هكذا تحدثت حلا لـ(كركوك ناو).

حلا سفيل نجت من قبضة داعش في تموز 2017، وهي تقطن حالياً في مخيم بيرسيف للنازحين في دهوك.

"صرخاتنا دون فائدة، العالم بأكمله يعلم ماذا حلّ بالايزيديين، لكنهم يلتزمون الصمت ولا يتخذون أية مواقف، رغم مرور ست سنوات، لم يتم فعل شيء لإنقاذ الايزيديين."

بنبرة مفعمة باليأس، قالت حلا "لا أحد يتضامن معنا، الله حسبنا، ننتظر من الله أن يرأف بنا ويلمّ شملنا بأحبائنا."

لا أحد يتضامن معنا، الله حسبنا، ننتظر من الله أن يرأف بنا ويلمّ شملنا بأحبائنا

في 3 آب، 2014، هاجم تنظيم داعش قضاء سنجار – الموطن التاريخي للايزيديين غرب الموصل – وتعرض أهالي سنجار لحملات ابادة، خطف وتشريد.

مسلحو التنظيم خطفوا ستة آلاف و417 ايزيدي، بينهم نساء وأطفال، حُرِّرَ حتى اليوم ثلاثة آلاف و530 ايزيدياً، بينهم أكثر من ألف امرأة وألفي طفل من كلا الجنسين، فيما لا يزال ألفان و887 شخصاً في عداد المفقودين، وذلك بحسب احصائيات مكتب تحرير المختطفين الايزيديين التابع لحكومة اقليم كوردستان.

ليلى وباكيزا جلال، شقيقتان ايزيديتان تتحدثان عن بقاء مصير 12 شخصاً من اسرتهما مجهولاً بعد اختطافهم أثناء هجوم تنظيم داعش على سنجار   فيديو: ابراهيم ايزيدي  2 آب، 2020

حسين قائدي، مسؤول المكتب، قال لـ(كركوك ناو) "نعمل منذ ستة أعوام دون توقف من أجل تحرير المختطفين وسنواصل جهودنا لحين تحرير آخر شخص من قبضة تنظيم داعش."

قائدي نوّه ال أن تداعيات جائحة كورونا أثرت على سير مهامهم، نظراً الى أن البعض من الايزيديين المحررين لا زالوا في محافظات العراق الأخرى ولا يستطيعون متابعتهم كما يجب واعادتهم الى كنف عوائلهم.

منذ منتصف شهر آذار الماضي أعلنت الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان فرض حظر التجوال والتنقل بين المحافظات ضمن الاجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء.

وأضاف قائدي "بعد عودة الحياة الى مجاريها وزوال حظر التجوال سنستأنف مهام انقاذ المختطفين الايزيديين وفقاً لخطة جديدة."

بقاء مصير المختطفين الايزيديين مجهولاً يأتي رغم مرور قرابة ثلاث سنوات على اعلان نهاية داعش في العراق، وتراجع نفوذ التنظيم في سوريا.

مطلبنا الوحيد هو تحرير كافة النساء والفتيات الايزيديات، لكن مع الأسف، يبدو أن شرف الايزيديات ليس له أهمية عند الحكومة العراقية

"مطلبنا الوحيد هو تحرير كافة النساء والفتيات الايزيديات، لكن مع الأسف، يبدو أن شرف الايزيديات ليس له أهمية عند الحكومة العراقية، لأنهم غير جادين في مساعي تحرير المختطفات"، تقول ساميا سالم.

الناشطة ساميا سالم، والتي تعيش في مخيم جمشكو للنازحين في زاخو، قالت لـ(كركوك ناو) "لحد الآن، لا يزال مسلحو داعش يبيعون ويشترون بنسائنا وفتياتنا، يطلبون مبالغ خيالية مقابل اطلاق سراح كل مختطفة، وذوو الضحايا لا يملكون المال لذلك لم يتم انقاذ معظمهن."

هناك بعض من المختطفات الايزيديات ممن حرروا من قبضة داعش مقابل الأموال وذلك بمساعدة مكتب تحرير المختطفين الايزيديين.

ezedii-1-1

سنجار/ 2019/ التئام شمل فتاة ايزيدية بأهلها بعد نجاتها من قبضة تنظيم داعش   تصوير: كركوك ناو

داود مراد، مسؤول اعلام مجلس ذوي الضحايا الايزيديين قال لـ(كركوك ناو) "البعض ممن لم يتم تحريرهم لحد الآن قد استشهدوا، بالأخص الرجال منهم، الذين لا زالوا على قيد الحياة أغلبهم أطفال ونساء، قسم منهم، بحسب متابعتنا، في تركيا وسوريا."

في اليوم ألأول لهجوم داعش، قُتِلَ ألف و293 شخصاً من المكون الايزيدي على يد مسلحي التنظيم، وفقاً لإحصائيات مكتب تحرير المختطفين الايزيديين، تعرض 68 مزاراً دينياً ايزيدياً للتخريب والتدمير، وقد عُثِرَ لحد الآن على 80 مقبرة جماعية تحوي رفات الضحايا الايزيديين.

"جميعنا دون استثناء كنا مقصرين حيال قضية المختطفين الايزيديين."

وأشار داود مراد الى أن الحكومة والمنظمات وصلتها مناشدات عديدة لإنقاذ الايزيديين، لكن دون جدوى، متسائلاً "اذا اختفى شخص ما سيجدونه خلال ساعات، لكن لماذا لم تتمكن الحكومة من كشف مصير الآلاف من المختطفين الايزيديين؟".

اعداد الايزيديين في العراق كانت تقدر بحوالي 550 ألف شخص، تعرض 360 ألف منهم للنزوح، فيما هاجر 100 ألف آخرون خارج البلاد، وذلك وفقاً لإحصائية أعلنتها المديرية العامة لشؤون الايزيديين في حكومة اقليم كوردستان.

 جوهر علي بك، نائب أمير الايزيديين لشؤون العلاقات قال لـ(كركوك ناو) "احدى مهامنا الرئيسية تتمثل في السعي لإنقاذ جميع الايزيديين المختطفين، نحن في تواصل مستمر مع الحكومة العراقية والمنظمات لهذا الغرض."

gorr-2

نينوى / آذار 2019 / شباب ايزيديون يضعون أكاليل الزهور على رفات الضحايا خلال مراسيم فتح أول مقبرة جماعية   تصوير: كركوك ناو

وأكد جوهر علي بك على أن وعود المسؤولين، من ضمنهم وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية ايفان جابرو والتي التقوا بها خلال الشهر الماضي تركزت حول بذل الجهود لتحرير كافة المختطفين الايزيديين.

وأضاف نائب أمير الايزيديين قائلاً "نطمئن ذوي الضحايا بأننا سنواصل متابعاتنا من أجل تحرير جميع المختطفين."

لا يزال معظم ايزيديي سنجار ونينوى نازحين، وقد حالَت قلة الخدمات الأساسية دون تمكنهم من العودة الى مناطقهم الأصلية، ويشكل الايزيديون نسبة 30% من مجموع 787 ألف نازح في اقليم كوردستان، حسب احصائية أعلنها مركز التنسيق المشترك للأزمات في حكومة اقليم كوردستان في شباط 2020.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT