"عند عودتنا لقريتنا في سنجار بعد سنوات من النزوح، واجهتنا مشاكل ومعضلات كبيرة، لكن بجهودنا الذاتية استطعنا تذليل كافة المصاعب"، هكذا يقول احد العائدين لقرية الحاتمية رشو صبرى.
وأضاف لـ(كركوك ناو) لقد "استطعنا أن نعود بالحياة الى طبيعتها في المنطقة، من خلال عودة 58 عائلة الى القرية".
قرية الحاتمية التابعة لناحية قيروان سيطر عليها تنظيم الدولة "داعش" عند سيطرته على قضاء سنجار عام 2014، وهذا تسبب بنزوح جميع افراد القرية إلى مخيمات النزوح، ولم يبدأ السكان بالعودة لمنازلهم إلا قبل اشهر قليلة على الرغم من استعادة قريتهم من سيطرة داعش عام 2015.
الاعمار بجهود فردية
"منذ عودتنا ونحن نعانى كثيرا من قلة الخدمات وعدم وجود مأوى ودعم حقيقي للعائدين، حيث ان بيوت القرية مهدمة والدمار والخراب الذي لحق بالمنطقة ابان سيطرة تنظيم داعش تشاهده في ارجاء القرية" هذا ما يصف صبري عودته للقرية.
"لم نرى اذان صاغية ولا اصرار من الحكومة ولا المنظمات الدولية والمحلية لدعم العائدين وتشجيعهم للعودة الى سكانهم الأصلية" يضيف صبري.
حيث قام أهالى قرية الحاتيمة بصرف مبلغ تصل إلى 15 مليون دينار لاعادة ترميم بيوتهم من جديد، في حين هناك خمسة بيوت مهدمة بالكامل وليس بمقدور أصحابهم أعادة بنائهم من جديد.
ابتكار الابتسامة بصورة طوعية
عضو مركز شباب قرية الحاتمية فائز أبراهيم، قال لـ(كركوك ناو): ان مركز شباب قریة الحاتمية قاموا بتحويل أحد المنازل المهدمة نتيجة تفجيره على يد تنظيم داعش فى داخل القرية الى مسبح للترفيه ولتنزه الاطفال بتعاون وتنسيق مع صاحب المنزل وجميع أهالى القرية.
المسبح بطول وعرض ثمانية امتار وعمقه متر ونصف، يسبح به يوميا 20 طفلا، واطلقت فيه دورات لتعليم السباحة مع تطبيق الإرشادات الصحية.
"نحن كمركز شباب قرية الحاتمية الطوعي عملنا على أنشاء هذا المسبح بدعم ومبادرة أهالي القرية، حيث يكون المسبح مجانى للأطفال المنطقة، لزرعة الفرحة على شفاه أطفالنا، ومن واجبانا وواجب أي مجتمع في العالم الاهتمام بالأطفال" حسب قول أبراهيم.
تقع قریة الحاتمیة على بعد 15 كم من مركز قضاء سنجار، وكان يبلغ عدد سكانها حوالى 6 الاف فرد قبل اجتياح داعش للمنطقة عام 2014، ولحد الان وبعد خمسة سنوات من استعادة القرية عاد اليها فقط 57 عائلة الى منازلهم في القرية.
افتتاح مراكز لتعويض المتضررين
مدير ناحية تلعزيز جلال خلف قال لـ(كركوك ناو): قبل 30 يوما تقريبا افتتح بشكل رسمى مكتب تعويضات المتضررين فى قضاء سنجار، والأهالي المتضررين يقومون بزيارة هذا المكتب لأاجل الترويج لمعاملاتهم الرسمية لغرض التعويض المالي.
وبخصوص مبالغ التعويض، قال خلف: لم يتم يتعوض أى مواطن من المتضررين حتى الان، وهذا ينطبق على المنحة المالية المقدرة بمليون و500 الف دينار لم يستلمها أى مواطن.
واعتبر ذلك يشكل مشكلة كبيرة أمام المواطنين خاصة الفئة الفقيرة منهم واحا المنازل المهدمة من قبل داعش.
"في حال تعويض المتضررين سيساهم ذلك في ازدياد نسبة عودة النازحين الى مناطقهم بشكل ملحوظ" هذا ما أكده مدير ناحية تلعزيز.
وأشار إلى نسبة 85% من ابنية ومنازل المواطنون مدمرة ومهدمة فى مركز قضاء سنجار والنواحي والقرى التابعة له.
النائب خالدة خليل، عضو فى مجلس النواب العراقى قالت لـ(كركوك ناو): ان إتمام ترويج معاملات الشهداء والمفقودين والمصابين وكذلك المتضررين في ممتلكاتهم ستتخذ طريقها القانوني عبر مراكز التعويض بشكل أسهل ليتم عرضها على قاضي التحقيق ثم لترفع بعده إلى مؤسسة الشهداء.
ولفتت إلى ان "عمليات التعويض ستكون بأثر رجعي وتحتسب فيه تعويضات السنوات السابقة". وأشارت إلى افتتاح مركز جديد لاستلام ملفات التعويض في قضاء شيخان.
وأوضح العائد إلى قريته رشو صبري ان الدافع الرئيسي لعودته هو تحفيز سكان القرية الذين مازالوا في النزوح وتشجيعهم للعودة الى الديار. والمحافظة على التعايش والتماسك الاجتماعي وبجهود ذاتية وعبر طرق مبتكرة. مثل تحويل منزل مهدم دمر خلال معارك مع داعش الی مسبح يستعمل كمكان للترفيه وتنزه الأطفال، كما يقول صبري.