خرج عدد من أهالي سنجار في تظاهرة للاحتجاج ضد الاتفاق الذي أُبرِم بين بغداد و أربيل لإدارة القضاء، و طالبوا بأخذ آرائهم قبل اتخاذ القرارات و عقد الاتفاقات.
و رُفِعَت في التظاهرة التي انطلقت يوم الأحد، 11 تشرين الأول، شعارات تندد بالاتفاق و حذر المتظاهرون من اتخاذ مواقف أكثر تشدداً في حال لم يتم الغاء الاتفاق.
و كانت كل من حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية العراقية قد وقّعَتا بداية هذا الشهر اتفاقاً لتشكيل ادارة جديدة و اعادة تنظيم الملف الأمني في قضاء سنجار.
الناشط الايزيدي مراد خلف و أحد المشاركين في التظاهرة قال لـ(كركوك ناو) "لن نقبل بأي قرار خارجي بخصوص سنجار، أهالي القضاء لديهم مؤسسات أحزاب خاصة بها، لذا يجب أذ آرائنا و توجهاتنا بنظر الاعتبار."
حسب مضمون الاتفاق بين بغداد و أربيل، يتم تنصيب قائممقام جديد لقضاء سنجار فيما يعاد النظر في توزيع المناصب الادارية الأخرى.
في الوقت الحاضر هناك قائممقامان لقضاء سنجار، أحدهما محما خليل –ينتمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- المقيم في محافظة دهوك و الذي يُعَرِّفه الحزب الديمقراطي الكوردستاني على أنه القائممقام الشرعي لقضاء سنجار، القائممقام الآخر هو فهد حامد الذي يقيم في سنجار و يحظى بدعم المجلس المؤقت للقضاء.
بركات فقير، أحد رؤساء عشائر سنجار قال لت(كركوك ناو) "أُبرِم سابقاً العديد من الاتفاقات حول سنجار، لكنها لم تَدُم لأنهم لم يأخذوا رأي أهالي سنجار بنظر الاعتبار."
بركات شدد على ضرورة عدم اتخاذ أية خطوات دون مباركة الايزيديين.
و لفت بركات فقير الى أن أهالي سنجار قدموا العديد من التضحيات و يجب تقدير هذه التضحيات من خلال اشراكهم في الاتفاقات الخاصة بكيفية ادارة القضاء.
بموجب الاتفاق تتولى الشرطة المحلية، جهاز المخابرات و جهز الأمن الوطني بالتنسيق مع القوات الأمنية التابعة لحكومة اقليم كوردستان ادارة الملف الأمني للقضاء، الى جانب تعزيز الأمن في القضاء من خلال تعيين (2500) عنصر ضمن قوى الأمن الداخلي، (1000) عنصر من أهالي سنجار و (1500) عنصر من النازحين في المخيمات من أهالي القضاء.
كما تم التأكيد على ابعاد القوى الأخرى و عدم اعطاء أي دور لحزب العمال الكوردستاني و القوى القريبة منها.
فارس حربو، مسؤول علاقات مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في سنجار صرّح لـ(كركوك ناو) "ليس نحن فقط، بل أغلب أهالي القضاء يرفضون الاتفاق، تظاهرة اليوم كانت الخطوة الأولى للتنديد بالاتفاق و سنتخذ مواقف أكثر حدة، سنحول القضاء الى ساحة التحرير في حال لم يُلغَ الاتفاق."
و اضاف فارس حربو "لن نسمح لأحد أن تطأ أقدامه هذه الأرض دون موافقة أهالي القضاء."
مجلس الادارة الذاتية الديمقراطية في سنجار، مجلس شُكِّلَ لإدارة قضاء سنجار، توجهاته قريبة من حزب العمال الكردستاني، كما يشارك فيه عدد من الأحزاب و الجهات السياسية الايزيدية و يتولى المجلس حالياً ادارة القضاء.
الاتفاق الذي توصلت اليه الحكومة العراقية و حكومة اقليم كوردستان برعاية الأمم المتحدة جاء بعد سنوات عديدة من الصراعات الادارية و الأمنية في سنجار، بحسب متابعات (كركوك ناو) تتواجد أكثر من خمس قوى مختلفة في القضاء، من بينها الحشد الشعبي، وحدات مقاومة سنجار (اليبشة)، الشرطة المحلية، الجيش العراقي و بيشمركة ايزيدخان.
قضاء سنجار، يقع على بعد 120 كم غربي الموصل و يتبع محافظة نينوى إدارياً، لكن القضاء يعتبر من المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية..