الصحة لسيدات كركوك: اجروا فحوصاتكن...
أكتوبر الوردي، شهر التوعية بسرطان الثدي

كركوك/ تشرين الأول 2020/ طبيبة توضح كيفية اجراء الفحص الذاتي للثدي باستخدام دمية   تصوير: كاروان الصالحي

كاروان الصالحي – كركوك

منذ بداية هذا العام، أجرت قرابة ألفا سيدة الفحوص الخاصة بتشخيص الاصابة بمرض سرطان الثدي، لكن مسؤولي الصحة يرون أن هذا العدد قليل مقارنة بمخاطر هذا المرض في كركوك.

تحذير دائرة الصحة يتزامن مع حملة توعية على مدار شهر يسمى بـ"أكتوبر الوردي" و التي تبدأ سنوياً من مطلع تشرين الأول و تستغرق أربعة اسابيع، الهدف منها تشجيع النساء على اجراء الفحوصات المبكرة لتشخيص الاصابة بسرطان الثدي.

"خلال الأشهر السبعة الأولي فقط من العام 2020، راجعتنا حوالي ألف و 600 امرأة لإجراء فحوص سرطان الثدي"، حسبما قال الدكتور فاضل حسين، مدير عيادة الكشف المبكر لأمراض الثدي في مستشفى آزادي بكركوك.

العيادة التابعة لدائرة الصحة هي الوحيدة الخاصة بفحوص سرطان الثدي في كركوك، تضم العيادة 15 منتسباً و كانت العيادة قد أُغلِقَت لشهرين خلال هذا العام بسبب تداعيات جائحة كورونا.

فاضل حسين، الذي حث السيدات على اجاء الفحوصات، تحدث عن أن أغلبية المصابين بسرطان الثدي تتراوح أعمارهم بين 20 الى 60 سنة.

أغلبية المصابين بسرطان الثدي تتراوح أعمارهم بين 20 الى 60 سنة

سرطان الثدي يصيب النساء و الرجال ايضاً.

وفقاً لإحصائيات دائرة صحة كركوك، في الفترة بين بداية 2019 لغاية نهاية ايلول 2020، راجعت قرابة خمسة آلاف امرأة المستشفى لإجراء فحوص سرطان الثدي، تبيَّن اصابة 18 منهن بالمرض.

لكن هذه الأرقام أقل مقارنة بإحصائية سابقة اعلنتها وزارة الصحة العراقية و التي أظهرت أن 198 مواطناً في كركوك اصيبوا بسرطان الثدي، اثنان منهم ذكور، خلال عام 2018 فقط.

"أخضع للعلاج الكيمياوي مرتين في الشهر، أشعر بتحسن لفترة و عند اقتراب موعد الحقنة الكيمياوية التالية تتدهور حالتي و يعاودني الألم و الاضطراب، أعيش في هذه الحالة منذ أكثر من سنة و خمسة أشهر"، هذا ما قالته حياة أحمد (32 سنة).

حياة من سكنة كركوك، و كانت قد علمت بإصابتها بسرطان الثدي بعدما أحست بآلام كبيرة و تنميل في ذراعها اليسرى راجعت على اثرها الطبيب، رغم خضوعها لعملية جراحية لا توال تعاني من المرض و تحث النساء على اجراء الفحوص بين فترة و أخرى.

sherpanjay mamk (2)

كركوك/ تشرين الأول 2020/ سيدة تجري الفحوص الخاصة بالكشف عن الاصابة بسرطان الثدي في عيادة أمراض الثدي     تصوير: كاروان الصالحي

الإبكار في تشخيص الاصابة يزيد فرص الشفاء، فالسيدة التي تكتشف اصبتها بالمرض خلال المرحلة الأولى أو الثانية لديها فرص أكبر للشفاء مقارنة بمن وصلت حالتهم الى المرحلة الثالثة أو الرابعة من سرطان الثدي.

تقول صبرية حسن (52 سنة) في معرض اجابتها عن سؤال (كركوك ناو) بخصوص سبب مراجعتها لعيادة سرطان الثدي "أشعر بآلام منذ مدة، لا أستطيع النوم في الليل من شدة الألم، رغم تناولي للمسكّنات لكنها لم تكن مجدية، لذا جئت الى هنا لإجراء الفحوص و التخلص من القلق."

سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، و يُعد ثاني سبب لوفاة السيدات بعد سرطان الرئة، و يشكل المصابون بسرطان الثدي نسبة 40% من اجمالي المصابين بأمراض السرطان.

كافية رؤوف، طبيبة في عيادة أمراض الثدي، قالت لـ(كركوك ناو) "على كل امرأة أن تجري شهرياً منذ بلوغها سن المراهقة الفحص الذاتي للثدي في المنزل."

على كل امرأة أن تجري شهرياً منذ بلوغها سن المراهقة الفحص الذاتي للثدي في المنزل

يتم اجراء الفحص الذاتي باستخدام راحة اليد، فإذا شعرت بآلام أو وجود كتل أو خروج افرازات سائلة من حلمة الثدي أثناء تدليك منطقة الثدي أو حدوث تغير في لون الجلد، حينها يجب أن تراجع الطبيب المختص بأسرع وقت.

بحسب التعليمات الصحية، من الضروري أن تقوم السيدات ابتداءً من سن العشرين لغاية سن الأربعين بمراجعة الطبيب مرة كل ثلاث سنوات لإجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي، حتى ان لم تظهر عليهن اية أعراض، و بعد سن الأربعين ينبغي اجراء ذلك الفحص سنوياً.

"سرطان الثدي يصيب غالباً الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الأربعين أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، كما أن الذين يتناولون الأدوية التي تحوي على هرمونات أو يعانون من السمنة تزداد احتمالات اصابتهم بالمرض"، حسبما قالت كافية رؤوف.

من الأعراض السائدة لسرطان الثدي، نشوء كتل لكن دون أن تسبب آلام، انقلاب الحلمة، تغيير في شكل و حجم الثدي، تقشر في جلد الثدي، تغلظ خلايا الثدي، ظهور أوعية دموية بصورة غير طبيعية على جلد الثدي.

 بعض هذه الأعراض تتشابه في الرجال ايضاً.

sherpanjay mamk (3)

كركوك/ تشرين الأول 2020/ توجد عيادة وحيدة للفحوص الخاصة بسرطان الثدي في المحافظة يراجعها الآلاف سنوياً  تصوير: كاروان الصالحي 

أحمد نجم (39 سنة) أحد الشباب الذين تبيّنت اصابتهم بسرطان الثدي قبل عدة سنوات و ذلك بعد أن راجع الطبيب لشعوره ببعض الآلام.

"حين اجريت الفحوص و تبينت اصابتي بسطان الثدي، كان المرض في مراحله الأولى، لذا خضعت لعملية جراحية و تخلصت من الورم، أشعر بتحسن الآن بفضل الله، و أقوم بإجراء الفحوص مرة كل ستة اشهر"، حسبما قال أحمد لـ(كركوك ناو).

المعضلة الرئيسية التي تواجه المصابين بسرطان الثدي تتمثل في شحة الأدوية و غلاء اسعارها، الى جانب قلة الأجهزة الخاصة بالفحوص.

مدير عيادة الكشف المبكر لأمراض الثدي في كركوك أشار الى أن "الجهاز الخاص بفحص سرطان الثدي (الماموغراف)  توقف عن العمل منذ عامين بسب الاستخدام المفرط."

تصل كلفة جهاز الماموغراف الى 40 ألف دولار و هو الآن قيد التصليح.

حول اعطاء الأدوية للمصابين بسرطان الثدي يقول الدكتور فاضل حسين بأن المرضى يًعطَون فقط الأدوية المسكنة بسبب الأزمة المالية الحالية، اضافة الى اعطائهم النصائح للاعتناء بصحتهم و ضرورة أن يكونوا أقوياء في مواجهة المرض.

حالات الاصابة بالسرطان في العراق في تصاعد، و تشير الاحصائيات الى أن عدد المصابين في 2003 كان يقدر بـ11 ألف شخص و هو نصف عدد المصابين في الوقت الحاضر، و يعزو الخبراء سبب تزايد معدلات الاصابة بالسرطان الى الحروب و استخدام بعض الأسلحة المحظورة و تلوث البيئة.

لم تُعلَن الاحصائيات الخاصة بالسرطان في العراق للأشهر العشرة الأولى من هذا العام و العام الماضي، لكن عدد المصابين بالسرطان بمختلف أنواعه خلال 2018 وصل الى أكثر من 31 ألف و 500 شخص، و جاء سرطان الثدي في المرتبة الأولى بين النساء، في المقابل كان سرطان البروستات الأكثر شيوعاً بين الرجال، و ذلك وفقاً لإحصائيات مجلس السرطان التابع لوزارة الصحة العراقية.

   

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT