الاوساط الشعبية تهتز على وقع جرائم "العنف الاسري" التي بدات تسمع اخبارها بشكل شبه يومي خلال الايام الماضية، ما يسجل تصاعد خطير للعنف يشهده المجتمع العراقي خصوصا بعد جائحة كورونا.
ما يثير الجدل ان بعض الجرائم "غير مألوفة" في المجتمع مثل رمي ام لاطفالها من فوق احد الجسور في بغداد، او اقدام امرأة على قتل زوجها وابنها بواسطة فأس، ناهيك عن حالات القتل التي تسجل على انها "انتحار".
"ظاهرة العنف هي من الظواهر المنتشرة في جميع المجتمعات وعلى مختلف المستويات وعلى الجنسين الذكر والانثى وبمختلف الاعمار، لكن ما نشاهد في الآونة الاخيرة خصوصا بعد جائحة كورونا شهد مجتمعنا زيادة في حالات العنف الاسري والتي ادت بالبعض الى الانتحار" هذا ما قالته سوزان جميل مديرة منظمة بلسم للإغاثة والتنمية.
وخلال الأيام السابقة، سجلت العديد من حالات الانتحار لنساء، كان أخرى اليوم الاحد 25 تشرين الاول 2020، حيث سجل حالتي انتحار إحداهما في بغداد والأخرى في محافظة البصرة.
ولم يعرف سبب انتحار الحالة الأولى، لكن مصدر امني عزا سبب انتحار الثانية إلى مشاكل نفسية.
زوزان محمد مديرة مشاريع في جمعية "نساء بغداد" تقول لـ(كركوك ناو) ان بحسب عملها تكون على تواصل دائم مع الاناث اللواتي يتعرضن للعنف، وخصوصا العنف الاسري الذي "بدا يزداد شيئا فشيئا".
وأوضحت ان اغلب القضايا التي استقبلتها وبالاخص بعد جائحة كورونا كانت نساء يعانن من العنف الاسري.
وتضيف محمد ان "احدى الحالات التي استقبلتها الباحثة الاجتماعية في الجمعية كانت تعاني من تهديد زوجها لها بالضرب والحرق، ومثل هذه الحالة تحتاج الى الاستجابة السريعة".
وتابعت: ان الحالة تم نقلها للموظفة المهتمة بالشؤون القانونية في الجمعية، التي من جانبها تولت الموضوع وقامت باجراء الاجراءات القانونية اللازمة ضد الزوج بهدف حماية المرأة".
حالات شبه يومية
ففي يوم 20 تشرين الأول 2020، عثرت القوات الامنية على جثة زوجة مطرب عراقي وعليها اثار اطلاق نار داخل منزلها في حي المنصور.
وعلى الرغم من تسجيل الحالة كانتحار، الا ان القوات الأمنية وخلال التحقيقات بالحادثة أصدرت مذكرة اعتقال بحق زوجها عممت على كافة الأجهزة الأمنية، ولكن لم يعلن عن القاء القبض عليه او تسليم نفسه. هذه الخطوة ممكن ان تفسر على وجود علاقة للزوج بالقضية.
وفي نفس اليوم انتشلت القوات الامنية جثة فتاة عشرينية من نهر دجلة دون معرفة سبب ذلك.
وشهدت محافظة ميسان في 19 تشرين الأول 2020، اقدام امرأة على قتل زوجها وابنها بواسطة فأس لتفر هاربة بعد الحادث.
وفي نفس اليوم، وفي محافظة كربلاء المقدسة قام طفل يبلغ من العمر 9 سنوات بقتل والده بثلاث رصاصات اثناء عبثه بالسلاح داخل منزل العائلة بمنطقة فريحة ، كما اقدمت امرأة على رمي طفليها في احد شوارع المدينة لتتوارى عن الانظار ولاتزال القوات الامنية تبحث عن ذوي الطفلين.
وفي محافظة الديوانية ، تم العثور على طفلة رضيعة تبلغ من العمر خمسة ايام ملقاة على جانب الطريق في ريف قضاء الشامية غربي الديوانية .
وفي محافظة اربيل تم القبض على شخص قام بقتل زوجته طعنا بالسكين بعد اشهر من ملاحقتها في احد فنادق المدينة.
وفي تسجيل مصور نشرته القوات الأمنية، اعترف الزوج بقتل زوجته بسبب مشاكل بينهما.
واعتقلت القوات الامنية فجر17 تشرين الاول 2020، امرأة قامت برمي طفليها من اعلى جسر الائمة في نهر دجلـة في منطقة الكاظمية ببغداد.
وادعت انها قامت بهذا الفعل نتيجة خلاف عائلي مع طليقها، وهما ابنها تولد 2017 وابنتها تولد2018، فيما تبين ان المرأة تولد 1998 وهي منفصلة عن زوجهـا الذي يكبرها بعام واحد.
وقامت القوات الأمنية باعتقالها، في حين وجهت المحكمة المختصة تهمة القتل العمد للامراة.
لحضة رمي الام لطفليها من فوق جسر الائمة
ارقام مخيفة وبغداد في المقدمة
وكشف العميد الحقوقي علي محمد سالم مدير حماية الاسرة والطفل بوزارة الداخلية، عن تسجيل اكثر من تسعة الاف حالة عنف اسري اغلبها في العاصمة بغداد منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر اب الماضي.
العميد الحقوقي علي محمد سالم قال خلال حديثه لقناة دجلة ان مديرية حماية الاسرة والطفل في وزارة الداخلية تتابع وتتعامل مع كافة قضايا العنف الاسري منها التنعيف الجسدي واللفظي والجنسي والاقتصادي وغيرها.
وأضاف لقد "سجلنا حالات تعنيف جسدي او اقتصادي بحق الرجال من قبل زوجاتهم".
وقال العميد الحقوقي علي محمد سالم ان "العاصمة بغداد تعد الاولى من حيث عدد حالات التعنيف الاسري المسجلة"، لافتا الى ان ازدياد حالات الانتحار سببه الانهيار النفس بسبب المشاكل العائلية والتعنيف اضافة الى ضعف الحالة الاقتصادية والحجر المنزلي بسبب جائحة كورنا.
في احصائية لجمعية "نساء بغداد" قدمتها لـ(كركوك ناو) للفتره من كانون الثاني لغاية حزيران 2020، فخلال ستة اشهر تم مقابلة وتقديم الخدمة لـ 1075 امراة وفتاة تعرضت إلى العنف من مختلف محافظات العراق. اما خلال الشهرين الماضيين، تم مقابلة 250 امراة تعرضت للعنف.