قررت ادارة ناحية شوان التابعة لكركوك تقييد تنقل المواطنين بين القرى الواقعة في منطقة شيخ بزيني، و شددت على ضرورة إعطاء المستمسكات الخاصة والمعلومات المتعلقة بالأشخاص الذين يفِدون المنطقة لغرض العمل للقوات الأمنية.
الهدف من الاجراءات المتخذة في منطقة شيخ بزيني حماية أرواح المواطنين و التصدي لتحركات داعش بعد الأحداث الدامية التي شهدتها خلال الشهر الماضي.
"أبلغتنا الوحدات الادارية في ناحية شوان بأن على أصحاب أحواض تربية الأسماك و الدواجن و المواشي تقييد تنقلاتهم ابتداءً من الساعة الثامنة ليلاً"، حسبما قال هادي حمه رشيد.
يسكن هادي في قرية خدر شيرين التابعة لناحية شوان و يقول بعد أحداث قرية شوكير، يشعر سكان تلك المنطقة بالخوف والهلع، نظراً لوجود أناس غرباء يعملون في تلك القرى كرعاة أو حراس لأحواض تربية الأسماك.
يعتقد هادي حمه رشيد بأن اللوم يقع على "القوات الأمنية و الوحدات الادارية"، لافتاً النظر الى وجود العديد من العوائل التي قصدت المنطقة بغرض العمل، دون أن تكون بحوزتهم اية مستمسكات أو أوراق ثبوتية مثل هوية الأحوال المدنية و شهادة الجنسية العراقية، "معظم هؤلاء يتم جلبهم بطريقة غير قانونية و لا يمرون عبر نقاط التفتيش."
مخاوف سكان منطقة شيخ بزيني نشأت بعد مقتل ثلاثة شبان برصاص مسلحي تنظيم داعش الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم.
المأساة حدثت مساء يوم السبت، 17 تشرين الأول الماضي في منطقة الشيخ بزيني التابعة لناحية شوان –شمال شرقي كركوك- عندما استقل الشقيقان آرام مصطفى محمد و هريز مصطفى محمد و ابن عمهما بيشوا عبدالرحمن مركبة من نوع بيكاب في قرية شوكير متوجهين نحو قرية تولكي، حيث تعرضوا هناك لحادث اطلاق نار قَضَوا على اثره، قبل أن تُحرَق جثثهم داخل المركبة.
مدير ناحية شوان بهجت محمد قال لـ(كركوك ناو) "تم ابلاغ جميع سكان المنطقة بتقييد تنقلاتهم وعدم الخروج من منازلهم ابتداءً من الساعة الثامنة ليلاً، بالأخص الأشخاص الذين يعملون في المنطقة ويستقلون الدراجات النارية، لأنهم يسببون مشاكل للقوات الأمنية، في بعض الليالي يمر بعض سواق الدراجات النارية عبر ستة قرى دون أن يعرف أحد ما الذي ينوي أن يقوم به."
تشديد الاجراءات أعقب اجتماعاً لإدارة ناحية شوان مع مخاتير قرى منطقة شيخ بزيني.
"الهدف منها حماية المنطقة من الغرباء، اشترطنا على القرى التي تحتاج الى عمال من خارج المنطقة اعطاء المعلومات و الوثائق الخاصة بهم للقوات الأمنية."
و أعرب بهجت أحمد عن خشيته من أن يتسلل أناس على صلة بتنظيم داعش الى المنطقة تحت غطاء العمل.
المنطقة التي قُتِل فيها الشبان الثلاثة منطقة وعرة خاضعة لسيطرة قوات البيشمركة و تقع ضمن حدود قرية تولكي المجاورة لقرية شوكير التابعة لناحية شوان شمال شرقي مدينة كركوك، لكنها ادارياً تتبع ناحية قرناو في طقطق و تقع على ضفاف الزاب الصغير.
وكانت قوات البيشمركة قد قررت الشهر الماضي نشر قوات في منطقة شيخ بزيني لحماية الأهالي من هجمات داعش و أطلقت في 25 تشرين الأول عملية بحث و تفتيش في المنطقة.
اللواء مريوان ساليي، قائد اللواء 126 في قوات البيشمركة قال في تصريح سابق لـ(كركوك ناو) "حسب معلوماتنا، يتواجد حوالي ستة مسلحين في المنطقة يتخفون أثناء النهار و يظهرون ليلاً."