"احترقت عربتي المتجولة وتلفت كل الملابس المستعملة التي كنت ابيعها"، هكذا يقول احمد ذنون (36 عاما) احد البائعين المتجولين والذي تسبب حريق سوق النبي يونس بمدينة الموصل، بخسائر مالية من "الصعب" على امثاله تعويضها.
"عام 2020، شهد حرائق مريعة" على حد وصف ذنون، كان اخرها في منطقة النبي يونس، الذي قضى على سوق بيع الملابس المستعملة المعروفة محليا بـ(البالات).
وكانت مديرية الدفاع المدني قد اشارت في بيان لها ان فرقها سيطرت على الحريق واطفئته، عزت سببه إلى "تماس كهربائي".
"الحريق شب في منتصف ليلة 7 من كانون الاول 2020، واشعل كافة بضائع العربات المتجولة، ولحد الان بعض الباعة لم يعوضوا خسائرهم وغرقوا بالديون كونهم يتعاملون بطريقة تصريف البضاعة من التجار" يوضح ذنون.
وحسب ارقام الدفاع المدني ان خلال عام 2020 حلت محافظة نينوى في المركز الثاني على عموم العراق بحوادث الحريق بعدما سجلت بثلاثة آلاف و 594 حادث حريق، وحلت بعد العاصمة بغداد التي سجلت هي بدورها اربة آلاف و 575 حادثاً.
صاعقة تشعل حريقا دام لاكثر من 36 ساعة
شب حريق باحدى خزانات الوقود في مصفى الگيارة في محافظه نينوى، نتيجة اصابته بصاعقة، في ليلة 2 ايلول 2020، وشاركت في اخماده 23 فرقة اطفاء.
وذكرت مديرية الدفاع المدني في بيان ان عملية اطفاء الحريق تتم بمشاركة 23 فرقة اطفاء ساندة الى جهد اطفاء وزارة النفط.
واضافت لقد "تمكنت فرقنا من تنفيذ خطة محكمة لاسترداد النفط المتبقي غير المشتعل من الخزان المحترق والذي يبلع سعته 5 مليون لتر في مصفى الگيارة".
واوضحت المديرية ان فرق الدفاع المدني عملت الى صنع مجرى يمر من اسفل الخزان المشتعل المملوء بالنفط ليسيل من خلالها الى اخدود ترابي ينتهي بحفرة بعيدة عن النيران والخزان المحترق بهدف تجفيف الخزان من جهة وانهاء الحريق وتقليل الخسائر الاقتصادية والمحافظة على الخزانات المجاورة.
واضافت ان ذلك لمنع توسع الحريق مع استمرار فرق الدفاع المدني برش مادة الرغوة لمنع احتراق مجرى النفط المفتعل بجهد الدفاع المدني داخل الاخدود.
ولفتت إلى ان الخطة ابلت تلك الخطة نجاح كبير اذ خفتت النيران وبهتت ويتوقع سيطرة فرق الدفاع المدني عليها واخمادها خلال الساعات المقبلة .
2020، جانب من عملية اطفاء الحريق في الخزان النفطي
من جهتها عزت الهيئة العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي، سبب الحريق إلى صاعقة كانت اصابت الخزان النفطي.
وقالت الهيئة ان الحالة الجوية التي حدثت مساء 2 أيلول 2020 في الموصل تتمثل بعاصفة رعدية رافقت منظومة محلية كمنخفض جوي غير واسعة النطاق وتأثرت بعض المناطق ذات الارتفاعات العالية بالصواعق ومنها الخزان النفطي في مدينة القيارة بالموصل والتي أدت إلى نشوب الحرائق.
الحرائق تلتهم آلاف الدونمات من المحاصيل الزراعية
اللواء كاظم بوهان، المدير العام للدفاع المدني في وزارة الداخلية العراقية كان قد صرح لـ(كركوك ناو) في وقت سابق أن محافظة نينوى شهدت تسجيل 64 حريقاً نتج عنها احتراق ستة آلاف و63 دونم من محاصيل المزارعين لغاية شهر حزيران الماضي.
وساهمت فرق الاطفاء بانقاذ الاف الدونمات من الاراضي المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير.
حريق استمر لـ15 ساعة في احد المراكز التجارية
وفي 12 شباط 2020، استمرت النيران المشتعلة في مركز تجاري كبير لتخزين وبيع الأجهزة الكهربائية في الساحل الايسر لمدينة الموصل لمدة خمس عشرة ساعة قبل ان تنجح فرق الدفاع المدني في نينوى بإخماد الحريق بمساعدة من إقليم كوردستان، فيما سجلت خسائر مادية بخمسة منازل واصابات بين منتسبي الدفاع والمدنيين.
الدفاع المدني في نينوى فقدت الكثير من امكانياته جراء معركة استعادة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة (داعش)، ولغاية اليوم يشكو النقص في الاليات والمعدات والايدي العاملة في سبيل التعامل مع اي طارئ ومعالجته على الفور.
