نساء اعلن الحرب على كورونا

نينوى، 13 كانون الثاني 2020، جانب من الرعاية الصحية في الحمدانية، تصوير دائرة صحة نينوى

يسرى علي - نينوى

في ظل ازمة فايروس كورونا بمحافظة نينوى، لعبت النساء أدوار منوعة في الحد من انتشار الجائحة، واختلفت مساهماتهن بدفع الضرر عن المجتمع، وشكلن فارقا في المواجهة مع الفايروس.

"عند ظهور الإصابة الأولى بفايروس كورونا، انتابني شعور بالمسؤولية ولم أرضى ان ابقى مكتوفة الايدي او ان اتنحى جانبا خوفا من الإصابة، وقررت ان انقل خدماتي الطبية طوعا الى مستشفى الحجر الصحي في مستشفى البتول بمدينة الموصل"، تقول الموظفة الصحية سرور عبد الكريم.

منذ بدء تفشي فايروس كورونا في العراق في شباط 2020، انتشر بين ناس الشائعات أثارت الخوف بين صفوفهم، مثل ان الفايروس سيتسبب بمقتل اغلب المصابين، في حين بعض الناس تناقلوا ان الفايروس عبارة مؤامرة سياسية ولا وجود للفايروس وجود أصلا.

عبد الكريم بحكم عملها قدمت للمصابين الدعم النفسي، وطالبتهم بعدم الانجرار للشائعات، وأوضحت لهم ان فايروس كورونا حاله كحال اي مرض اخر، كل ما تحتاجه هو الوقت والصبر وبعض الادوية.

ومع ازياد الاصابات بالفيروس فكرت ان وجودها في الحجر الصحي وحده لا يكفي، يجب فعل المزيد لان المرض "قاسي وسريع الانتشار" كما اشارت عبد الكريم في حديثها لـ(كركوك ناو).

وبعد ان انتشرت منشورات خاطئة عن الفايروس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قررت عبد الكريم تصوير فيديوهات من داخل الحجر الصحي تنقل من خلالها المعلومات الحقيقية للناس كي يكونوا على دراية بما يحدث بشكل واقعي.

فيديو من انتاج سرور عبد الكريم اثناء انتشار جائحة كورونا

مقيم أقدم في دائرة صحة نينوى الدكتور ريان غانم اكد لـ(كركوك ناو) "اصابة الكثير من الناشطات اللواتي كانوا يعملون جاهدات من اجل مساعدة الاخرين لتخفيف الازمة".

واضاف ان قلة الخدمات والمستلزمات الطبية داخل المستشفيات ادت الى تسليط الضغط على الكادر الصحي والتمريضي ومن ضمنهم النساء مما أدى الى مضاعفة المخاطر عليهم بسبب "قلة الاجراءات الوقائية".

وتعرض العديد من الكادر الصحي من ضمنهم النساء في محافظة نينوى للإصابة بفايروس كورونا، لكن دائرة صحة بالمحافظة لم تصدر إحصائية بعددهم.

"مع تفشي فايروس كورونا وفرض حظر للتجوال اصبحت المراءة تتحمل المسؤولية الأكبر، واصبحت تواجه صعوبات في التوفيق بين العمل والواجبات المنزلية ومراعاة الاطفال في مكان واحد" تقول المشرفة التربوية الحان محمد سعيد.

مع تفشي فايروس كورونا وفرض حظر للتجوال اصبحت المراءة تتحمل المسؤولية الأكبر

وتوضح لـ(كركوك ناو): اثناء حظر التجوال ركزت اهتمامي بالتعليم الالكتروني والتواصل مع الطلبة، حيث عملت على انشاء مجموعات على المواقع التواصل الاجتماعية لكل من الكوادر التدريسية لكي يتواصلوا مع طلابهم بسهولة وينفذون دروسهم التعليمية عبرها.

وحرصت سعيد على نشر كل التعليمات التي تصدر من وزارة التربية سواء من ناحية تقليص المناهج او المواد المحذوفة، لكنها لم تهمل مساندة ابنها الذي هو في الصف الاول ابتدائي من اكمال دراسته.

وبعد رفع الحظر وعودة الحياة تدريجيا لم تتوانى سعيد في تقديم ما يمكن تقديمه من اجل مساعدة الطلبة في إتمام سنتهم الدراسية.

"مررنا بتحديات عديدة، وكنا نصر على تحقيق النجاح، وبالفعل الطلاب تمكنوا من تحقيق نتائج مرضية وخصوصا الصف السادس وعدم ضياع عامهم الدراسي، هذا ثمرة جهود جميع الكادر التدريسي" تقول سعيد.

عضو في لجنة خلية الازمة في نينوى سعد الوزان قال لـ(كركوك ناو): تنوع دور النساء في الحد من انتشار فيروس كورونا، كان لهن مساهمة فعالة في رعاية المصابين وايصال المساعدات العينية مثل السلات الغذائية وتوزيع العلاج للمصابين بالأمراض المزمنة، وتنفيذ حملات توعية.

وأشار إلى احدى الناشطات عمدت على فتح مشغل لانتاج كمامات وتوزيعها على المستشفيات بسعر التكلفة بالاضافة على تسلم جزء منها بشكل مجاني الى بعض الفرق التطوعية لتوزيعها على الناس المحتاجين.

حيث افتتحت ليلى البرزنجي، مشغل المرأة المنتجة للخياطة في مدينة الموصل، وبدأت في خياطة الكمامات الطبية، وساهمت في الحد من انتشار فايروس كورونا من جهة وتوفير فرص للنساء من جهة أخرى، وكذلك جهزت دائرة الصحة والقوات الامنية بالكمامات بصورة مجانية.

105846819_3169693463095305_134752021826913546_n
نينوى، نيسان 2020،  مشغل المرأة المنتجة للخياطة في مدينة الموصل، تصوير صفحة المشغل على الانترنيت

وفي الشهر الثالث من العام المنصرم، وبعد انتشار فايروس كورونا في الموصل وفرض حظر التجوال فيها، وما نتج عن تضرر اقتصاد الناس نتيجة منع فتح المحلات والخروج من المنزل.

وانشاءت الناشطة داليا المعماري فريقا تطوعيا وقامت بجمع "الخيرات من المقتدرين" وتوزيع اكثر من ثلاثة الاف وثمانون سلة غذائية على العوائل المتضررة، اثناء فترة حظر التجوال.

وشكلت شبكة من "الخيريين" تضم اساتذة جامعيين وميسورين من اجل تمويل نشاطاتهم الخيرية، كما نفذت بعض النشاطات مع وزارة الهجرة والمهجرين.

وفرضت السلطات حظر للتجوال في عموم العراق، بهدف الحد من انتشار فايروس كورونا، خلال فترات متقطعة ابتدأ من شهر شباط واستمر لغاية الربع الأخير من عام 2020، حينها بدات بالسماح بعودة الحياة إلى سابقها تدريجيا.

وسجل العراق اكثر من 605 الاف اصابة بالفايروس، تماثل 561 الف شخص منهم، وسجل وفاة اكثر من 12 الف و900 شخصا نتيجة المضاعفات المرض.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT