تمركزت ثلاثة ألوية للحشد الشعبي في قضاء سنجار وذلك بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة العراقية لصد أي هجوم مباغت قد تشنه تركيا على المنطقة، حسب قولهم.
الألوية الثلاثة التي تضم ما بين 9 آلاف الى 10 آلاف عنصر مسلح وصلت يوم الخميس، 11 شباط الى حدود قضاء سنجار والمناطق المحيطة بها.
خال علي، قائد الحشد الشعبي في سنجار قال لـ(كركوك ناو) "أُبلِغنا قبل أيام من بغداد بالاستعداد لصد أي هجوم قد تشنه تركيا على سنجار، وفي هذا الاطار تم إرسال قوات اضافية من الحشد الشعبي يصل عددهم الى حوالي 10 آلاف مسلح الى سنجار."
وأضاف خال علي "حسب المعلومات التي لدينا، تعتزم تركيا مهاجمة سنجار و نشر قوات من البيشمركة معها، هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لنا ونحن مستعدون لقتال تركيا."
حسب المعلومات التي لدينا، تعتزم تركيا مهاجمة سنجار و نشر قوات من البيشمركة معها
بعد وصولها الى سنجار، قامت قطعات من الحشد الشعبي باستعراض عسكري في المنطقة.
بحسب خال علي، قبل وصل القوات الاضافية، تواجد ما يقرب من 12 ألف من مسلحي الحشد الشعبي في سنجار.
مجيء هذه القوة الى سنجار يتزامن مع هجوم تركي على جبل كارة شمال العراق والذي يضم مقرات لقوات حزب العمال الكوردستاني، وأسفر الهجوم الذي شُنَّ فجر الأربعاء، 10 شباط، عن قتلى من كلا الجانبين.
ويتزامن أيضاً مع التهديدات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 22 كانون الثاني حول نية تركيا تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة داخل الأراضي العراقية، حيث قال "كنا ولا زلنا مستعدين لتنفيذ عمليات مشتركة"، وحول مغزى التصريح قال أردوغان "لدي مقولة هي أننا قد نأتي على حين غرة ذات ليلة، وهذا كل ما في الأمر"، وذلك حسب وكالة الأناضول التركية التي كتبت في عنوانها الرئيسي "أردوغان حول سنجار: قد نأتي ذات ليلة."
خال علي، قائد قوات الحشد الشعبي في سنجار قال لـ(كركوك ناو) "أُبلِغنا من الجهات العليا بأن لا ندع تركيا والبيشمركة تطأ سنجار... قواتنا منتشرة في مناطق ربيعة والحدود العراقية السورية، لن ندع حلم أردوغان يتحقق."
دخيل مراد، مدير مجلس الادارة الذاتية الديمقراطية في منطقة خانة سور في سنجار قال لـ(كركوك ناو) "وصلتنا منذ اسبوع معلومات تفيد بأن تركيا تنوي مهاجمة سنجار، قواتنا منتشرة الى جانب قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي في جميع المناطق التابعة لقضاء سنجار، أعددنا العدة لأي هجوم محتمل."
أعددنا العدة لأي هجوم محتمل
مجلس الادارة الذاتية الديمقراطية في سنجار، مجلس شُكِّلَ لإدارة قضاء سنجار، توجهاته قريبة من حزب العمال الكردستاني، كما يشارك فيه عدد من الأحزاب و الجهات السياسية الايزيدية و يتولى المجلس حالياً ادارة القضاء، لكن الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان لا تعترفان به.
وقال دخيل مراد "سمعنا بأن البيشمركة تعتزم العودة الى سنجار، لكن لا توجد تصريحات رسمية بهذا الشأن وماهي الا ادعاءات... ربما هي حرب نفسية فقط."
قاسم دربو، أحد قادة البيشمركة ضمن قيادة سنجار قال لـ(كركوك ناو) "لا يخفى أن الجيش التركي بدأ خلال الأيام القليلة الماضية تحركات عسكرية في بعض المناطق الواقعة ضمن حدود محافظة دهوك، لكن ذلك لا يعني أن تركيا تنوي مهاجمة سنجار."
وأضاف "مزاعم عودة البيشمركة في هذا التوقيت ليست صحيحة، لم تصلنا اوامر أو توجيهات بهذا الخصوص."
من جانبه قال خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني –التابعة لمجلس الادارة الذاتية الديمقراطية في سنجار- في تصريح لـ(كركوك ناو) "الوضع الأمني في سنجار حالياً مستقر، لا نخشى التهديدات التركية، نثق في قواتنا، ونشر قوات الحشد الشعبي في المنطقة أمر طبيعي."
وتأتي هذه التصعيدات في الوقت الذي لم يدخل فيه اتفاق سنجار الذي أُبرِم بين الحكومة الاتحادية و حكومة اقليم كوردستان لتطبيع الأوضاع في سنجار حيز التنفيذ.
ينص مضمون الاتفاق بين بغداد وأربيل على تنصيب قائممقام جديد لقضاء سنجار و ادارة الملف الأمني للقضاء بالتنسيق بين القوات التابعة للحكومة الاتحادية و القوات الأمنية التابعة لحكومة اقليم كوردستان.
كما شدد الاتفاق على اخراج القوات الأخرى و عد اعطاء أي دور لحزب العمال الكوردستاني والفصائل المقربة من ذلك الحزب.