"الدم بالدم"
مساعي لحسم قضية مقتل فتاة بعمر السادسة عشرة في جلولاء بالصلح العشائري

ديالى/ آذار 2020/ مسلحون يضرمون النار في أراضي زراعية في قرية الاصلاح شمالي جلولاء    الصورة التقطت من قبل أهالي القرية

ليلى أحمد

اجتمع عدد من شيوخ عشائر وقبائل ديالى من أجل فض النزاع بشأن قضية مقتل فتاة بعمر السادسة عشرة عن طريق الصلح العشائري. اشترط ذوو الفتاة مبدأ "الدم بالدم"، وذلك بالرغم من أن الفتاة قُتِلَت على يد شقيقها.

في الساعة 8:30 من ليلة 13 شباط قًتِلَت لقى حبيب (16 سنة) رمياً بالرصاص من قبل شقيقها في قرية أم حنتة التابعة لناحية جلولاء بعد أن شوهدت الفتاة مع عشيقها.

صالح محمد، من وجهاء القرية وأحد اقارب الضحية، قال لـ(كركوك ناو) "مباشرة بعد دفن جثمان الفتاة، اجتمع رؤساء عشائر وقبائل المنطقة في منزل الفتاة من أجل عقد صلح عشائري... خلال الاجتماع طرح والد وأقارب الفتاة عدة شروط."

حول تلك الشروط أشار صالح محمد الى أن والد الفتاة قد قال "يجب على والد واشقاء الشاب الذي شوهدت ابنته معه أن يقتلوا ابنهم ويغادروا القرية ومحافظة ديالى نهائياً."

قرية أم حنتة تابعة لناحية جلولاء ضمن قضاء خانقين وتقطن فيها 500 عائلة من المكون العربي تربطهم صلات قرابة ببعض.

بعد الحادث، غادر والد الشاب وخمسة من اشقائه القرية الى مكان مجهول.

mandali
ديالى/ 2016 / أحد أحياء ناحية مندلي   تصوير: هاوري آزاد

رغم أن الشاب كان قد احتُجِز من قبل والد وشقيق الفتاة أثناء الحادث لكنهم أخلوا سبيله فيما بعد.

وأوضح مصدر أمني تحدث الى (كركوك ناو) يوم الأحد، 13 شباط، بأن الشاب و شقيق الفتاة موقوفان حالياً.

لكن المصدر لفت الى أن هناك "مساعي من أجل حسم القضية عن طريق الصلح العشائري... للأسف، العشائر في هذه المنطقة تحل أغلب المشاكل عن طريق الصلح العشائري، خصوصاً تلك المتعلقة بالنساء والمشاكل الاجتماعية، دور المحاكم و القوات الأمنية في مثل هذه الحوادث ضعيف."

حسب المعلومات التي حصلت عليها (كركوك ناو) من أهالي القرية، مارس شقيق و والد الفتاة الضغوط عليها مراراً لكي تقبل الزواج من أحد ابناء عمومتها لكن الفتاة رفضت طلبهم وأصرّت على أن تتزوج بحبيبها الذي يقطن في نفس القرية وتربطهما صلة قرابة. كما أن ذلك الشاب كان قد طلب يد لقى عدة مرات وكان ينوي الزواج منها، لكن شقيق و والد الفتاة اعترضوا على ذلك.

وقال صالح محمد "الآن ذوو الفتاة يقولون بأنه اذا لم يقم ذوو الشاب بقتل ابنهم (الدم بالدم)، فلن نتنازل عن حقنا وسنقتله بأنفسنا."

ذوو الفتاة يقولون اذا لم يقم ذوو الشاب بقتل ابنهم (الدم بالدم)، فلن نتنازل عن حقنا وسنقتله بأنفسنا

حول السبب وراء عدم اللجوء للمحاكم من أجل انهاء القضية، قال صالح محمد "القرار الأخير في هذه القرية يؤول الى رؤساء العشائر والجميع يصغون لهم، حسمنا مئات القضايا بهذه الطريقة."

مسؤول حكومي في جلولاء طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ(كركوك ناو) "القوات الأمنية اعتقلت كلاً من شقيق الفتاة وعشيقها، لكن العشائر تريد بنفسها الوصول الى اتفاق  وقد أرسلوا أمس عدداً من الشروط الى والد الشاب... العشائر هنا متنفذة ولا تضع اعتباراً للشرطة والقانون."

وأوضح المسؤول الحكومي بأن "شقيق الفتاة اعترف للشرطة بأنه قتل شقيقته تحت ذريعة الشرف... لكن أحداً لم يسجل دعوى ضده."

القوات الأمنية في المنطقة لم تقدم لحد الآن أي توضيحات حول الحادث.

 "جرائم القتل والعنف ضد النساء تزداد عاماً بعد آخر لأن هذه القضايا تُحَلّ هنا عن طريق الصلح العشائري"، حسبما قال المسؤول الحكومي.

جرائم القتل والعنف ضد النساء تزداد عاماً بعد آخر لأن هذه القضايا تُحَلّ هنا عن طريق الصلح العشائري

 وفقاً لإحصائية غير رسمية حصلت عليها (كركوك ناو) من عدة منظمات محلية في ديالى، تم تسجيل أكثر من 120 قضية عنف ضد المرأة في ناحية جلولاء خلال عام 2020، من بينها " قضايا الشرف".

 أمل فؤاد، ناشطة في مجال حقوق المرأة بخانقين، حذرت من ازدياد القضايا المتعلقة بقتل النساء والفتيات بذريعة غسل العار، والتي يتم التستر عليها عن طريق الصلح العشائري، وقالت "هذا الحل غير عادل بل يمثل عنفاً آخر يُمارس ضد النساء... يجب أن يكون القانون هو الفيصل في هذه القضايا و يجب أن ينال الجناة جزاءهم القانوني، لا أن يكون القرار بيد الشيوخ ورؤساء العشائر"، كما قالت أمل فؤاد.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT