ترفض قوات أمن (آسايش) ايزيدخان تنفيذ طلب الجيش العراقي بالخروج من مركز قضاء سنجار، وذلك حسبما أشار اليه مجلس الادارة الذاتية في سنجار، رغم انقضاء المهلة التي حُدِّدَت لها لإخلاء مقراتها.
في أواسط شهر آذار الحالي، أمهل الجيش العراقي قوات آسايش ايزيدخان لغاية 26 آذار من أجل مغادرة مركز سنجار وتسليم مقراتهم، لكن تلك القوات لم تسلّم أياً من مقراتها، فيما وصل وفد عسكري رفيع الى القضاء للاجتماع مع القوات التابعة لمجلس الادارة الذاتية.
قاسم خلف، الرئيس المشرك لمجلس الادارة الذاتية في سنجار قال لـ(كركوك ناو) "بالنسبة الينا، اخلاء مقراتنا وتسليمها للجيش العراقي خط أحمر، ولن نسمح للجيش بالتمركز في جبل سنجار."
قوات آسايش ايزيدخان، التي يبلغ قِوامها أكثر من ألف عنصر، تابعة لوحدات مقاومة سنجار (اليبشة) وتتلقّى أوامرها من مجلس الادارة الذاتية في سنجار، الذي أُعلِن تشكيله قبل أعوام لإدارة قضاء سنجار، ويعتبر مقرباً من حزب العمال الكوردستاني.
بموجب اتفاق سنجار الذي أُبرِم في شهر تشرين الأول 2020 بين الحكومة الاتحادية العراقية و حكومة اقليم كوردستان لتطبيع الأوضاع في سنجار، لن يتم اعطاء أي دور للقوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني في سنجار. وينص الاتفاق على تشكيل ادارة جديدة لسنجار و اعادة تنظيم الملف الأمني، الاداري و الخدمي في القضاء.
وقال قاسم خلف "المسؤولون العسكريون قدّموا لنا وعوداً في أكثر من مناسبة بمعالجة قضية آسايش ايزيدخان و ادارة سنجار، لكنهم على النقيض يهددوننا و يحددون لنا مهلة لإخلاء سنجار."
وتابع قاسم خلف قائلاً "في اجتماعنا الأخير مع قاسم الأعرجي، مستشار الأمن الوطني و عبد الأمير رشيد يار الله، رئيس أركان الجيش أبلغناهم صراحةً بأن قوات آسايش ايزيدخان ستبقى في سنجار ولن تخلي مقراتها هناك."
خلال الاجتماع الذي جرى في سنجار في 15 آذار الجاري، وجّه مجلس الادارة الذاتية في سنجار عن طريق الوفد الأمني الزائر 13 مطلباً لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وتمثلت أهم تلك المطالب في ""أن تكون للايزيديين ادارة مستقلة تحت أي مسمى و قوة خاصة بهم في سنجار، ويطلق على هذه الادارة اسم مجلس الادارة الذاتية أو محافظة لامركزية"، حسبما قال عمر صالح، رئيس حزب الحرية والديمقراطية، والذي حضر الاجتماع، لـ(كركوك ناو).
مجلس الادارة الذاتية في سنجار، الذي يضم الى جانب الايزيديين عدداً من رؤساء العشائر العربية، شددت مراراً على أن قوات آسايش ايزيدخان تلعب دوراً مهماً في حماية أهالي سنجار وهي متمخضة من رحم أهالي المنطقة، لذا يرفضون إخلاء المنطقة لقوات أخرى.
يوم الخميس 25 آذار، قرر مجلس الادارة الذاتية و ممثل قوات حماية سنجار –تعد قوات آسايش ايزيدخان جزءاً منها- في اجتماع طارئ "الدفاع عن المكتسبات وحماية أهالي القضاء من أي هجوم قد يشنه الجيش التركي أو الجيش العراقي على سنجار"، حسب البيان الذي صدر عقب الاجتماع.
باستثناء قوات مقاومة سنجار (اليبشة) و آسايش ايزيدخان لا نثق بأية قوة أخرى
وقال قاسم خلف لـ(كركوك ناو) "باستثناء قوات مقاومة سنجار (اليبشة) و آسايش ايزيدخان لا نثق بأية قوة أخرى ولن نسمح بنشر اية قوة في جبل سنجار الذي يعتبر من الأماكن الدينية المقدسة عندنا، أثناء هجوم داعش على سنجار دافعنا عن جبل سنجار بدمائنا، اذا أصرّت الحكومة العراقية على مهاجمة سنجار وإخراج قواتنا منها، حينها سندافع عن أنفسنا ولن نسلًم ارادتنا لأية قوة أخرى."
ويأتي ذلك في الوقت الذي شدد فيه تحسين الخفاجي المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق في تصريح أدلى به الاسبوع الماضي بأن اتفاق سنجار دخل حيّز التنفيذ وسيتم تطبيق كافة بنود الاتفاق خلال الأيام المقبلة دون الإدلاء بالمزيد من التوضيحات.
وقال ناطق علو، مسؤول اعلام شرطة سنجار لـ(كركوك ناو) "صحيح أن اليوم كان الموعد النهائي الذي حدده الجيش العراقي لقوات آسايش ايزيدخان من أجل مغادرة سنجار، لكن الأوضاع في القضاء مستتبة في الوقت الحاضر و لا توجد أية تحركات عسكرية في المنطقة... لم يُبرَم أي اتفاق جديد بين الجيش العراقي و قوات آسايش ايزيدخان."
مصدر في الجيش العراقي في حدود سنجار أكّد لـ(كركوك ناو) عدم تلقيهم أي قرار جديد يخص إخراج قوات آسايش ايزيدخان من سنجار ولا توجد تحركات من هذا القبيل.
لكن مراسل (كركوك ناو) أشار بعد ظهر اليوم، الجمعة 26 آذار، الى أن وفداً عسكرياً رفيع المستوى قد وصل الى سنجار لعقد اجتماعات ومباحثات.