مسيحيو نينوى يأملون أن تعيد زيارة البابا الحياة الطبيعية اليها

نينوى/ 12 نيسان 2020/ مراسيم عيد القيامة في تلسقف بحضور رجال دين و راهبات فقط   تصوير: فيكتور حكيم

عمار عزيز – نينوى

يتطلع مسيحيو نينوى لأن تؤدي زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة للمحافظة عودة الحياة الطبيعية اليها و أن تغير واقعهم المرير في مخيمات النازحين التي يقطنونها منذ ست سنوات.

من المقرر أن تشمل زيارة البابا فرنسيس من 5 الى 8 آذار 2021 خمس محافظات من بينها نينوى وسيلتقي خلالها بعدد كبير من أبناء المكون المسيحي.

يقول برايد عادل، المسؤول العام لكنائس السريان الأرثوذوكس في الموصل "واثق من أن نسبة جيدة من المسيحيين النازحين سيعودون الى الموصل بعد زيارة البابا."

ويرى برايد عادل بأن الزيارة ستجلب الخير والسعادة لشعوب العراق ، خصوصاً المسيحيين، "لأنها ستخلق دعماً وإرادةً قوية للنازحين للعودة الى ديارهم واستئناف حياتهم الطبيعية."

في المرحلة الأخيرة من عودة النازحين، حسبما اشار برايد عادل، عادت 70 عائلة مسيحية الى مناطقها والعملية لا زالت مستمرة.

papa (3)

نينوى/ شباط 2021/ تعليق الأعلام والصور والشعارات استعداداً لاستقبال بابا الفاتيكان في قرقوش   تصوير: اعلام كنيسة قرقوش

حسب احصائيات الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان، عشرات الآلاف من العوائل المسيحية النازحة لم تعد بعد الى ديارها، الى جانب هجرة آلاف العوائل الأخرى -24 ألف عائلة في نينوى فقط- الى خارج العراق.

يشكل المسيحيون نسبة 7% من أصل 671 ألف نازح يعيشون في اقليم كوردستان.

"نأمل وفي نفس الوقت واثق من أن زيارة البابا سيكون لها تأثير كبير وستشجع عدداً كبيراً من المسيحيين على العودة وبدء حياة جديدة"، هذا ما قاله منير نعمت.

منير مسيحي يقطن في مدينة الموصل الذي عاد اليها في عام 2018، لكنه الآن يعيش في شقة صغيرة بإيجار شهري قدره 100 دولار، لأنه لم يتمكن من ترميم منزله الذي دمّره تنظيم داعش.

يقول منير "الوضع الأمني قد تحسّن في الموصل ولا أحد يؤذينا، نزور الكنائس ونصلّي فيها في الأعياد والمناسبات"، وطالب الحكومة بمساعدتهم لتعويض الأضرار التي لحقت بهم و إعادة بناء ما دمّره تنظيم داعش.

عندما بسط تنظيم داعش سيطرته على الموصل في أواسط عام 2014، وضع المسيحيين أمام ثلاثة خيارات: اعتناق الاسلام، دفع الجزية أو مغادرة مناطقهم دون أي أمتعة، لذا اختار معظمهم النزوح.

camp-kabartoo
دهوك/ 2019/ مخيم كبرتوو الذي تسكنه غالبية من محافظة نينوى    تصوير: كركوك ناو

علي عمر كعبو، نائب محافظ نينوى لشؤون النازحين قال لـ(كركوك ناو) "في هذه المدة (دون تحديد تلك المدة) عادت أكثر من 70 عائلة مسيحية الى مركز مدينة الموصل والعملية مستمرة."

وأضاف "سنقدّم كافة التسهيلات للراغبين بالعودة"، مؤكداً على أن عودة المسيحيين لها أهمية خاصة بالنسبة لهم لأن المسيحيين "مكون أصيل ومهم في المنطقة."

تعتبر الديانة المسيحية ثاني أكبر ديانة في العراق من حيث عدد أتباعها بعد الاسلام و قد اقرّها الدستور العراقي و لغتهم هي السريانية كما جاء في الدستور.

في تسعينات القرن الماضي، كانت أعداد المسيحيين في العراق تُقَدَّر بمليون و500 ألف نسمة، أي ما يقارب 30% من سكان العراق، وحتى نهاية حكم نظام البعث في 2003 كانوا يُقَدَّرون بحوالي 800 ألف مواطن.

يعيش أغلب المواطنين المسيحيين الذين تراجعت أعدادهم في عموم العراق من مليون و خمسمائة ألف الى 500 ألف فقط، في مناطق دهوك، نينوى، كركوك، أربيل و بغداد (حسب احصائية حصلت عليها كركوك ناو من الكاردينال لويس ساكو، بطريرك الكلدان في العراق و العالم في عام 2019).

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT