في غياب الحكومة، الحشد الشعبي يؤدي مهام الحكومة في سنجار

سنجار/ 24 نيسان 2021/ قوات الحشد الشعبي تبدأ حملة لإزالة أنقاض المنازل المدمرة  تصوير: خاص بـ(كركوك ناو)

عمار عزيز

بدأت قوات الحشد الشعبي في سنجار حملة لإزالة أنقاض المنازل المدمرة تمهيداً لإعادة تأهيلها في المستقبل القريب، هذا الأمر قسّم مواطني سنجار الى جبهتين احداهما مؤيدة والأخرى معارِضة، فيما اختارت بلدية القضاء الصمت.

الخطوة التي اتخذتها قوات الحشد الشعبي بدأت في 23 نيسان الماضي وتشمل ثلاثة مراحل" تنظيف كافة مناطق القضاء من المخلفات الحربية و ركام المنازل المدمرة، اعادة تأهيل الطرق والشوارع داخل القضاء و من ثمّ اعادة ترميم منازل المواطنين، وسيكون ذلك بعد إبداء المواطنين موافقتهم عن طريق ملء استمارة خاصة.

مروان كمال، ممثل رئيس هيئة الحشد الشعبي في سنجار فالح فياض في سنجار قال لـ(كركوك ناو) "هدفنا خدمة المواطنين، نسعى لترميم منازل المواطنين المدمرة وإعادة تأهيل الطرق وليست لدينا أهداف أخرى."

اعادة ترميم منازل المواطنين يكون بعد إبداء صاحب المنزل موافقته عن طريق ملء استمارة خاصة

"نؤدي مهامنا بالتنسيق مع كافة الدوائر الحكومية، قبل البدء بترميم أي من منازل المواطنين يجب أم يبدي صاحب المنزل موافقته من خلال التوقيع على استمارة خاصة. خلال اسبوع، أبدى 30 شخصاً موافقتهم."

وتابع مروان  قائلاً "في المرحلة الثانية سنقوم بإعادة تأهيل جميع الطرق والشوارع داخل القضاء، وفي المرحلة الثالثة سنعيد ترميم منازل المواطنين. كل هذا سيتم تنفيذه على الميزانية العامة لهيئة الحشد الشعبي، دون فرض أية شروط على المواطنين". وأكد على أن الحشد الشعبي يبذل في الوقت نفسه مساعي لبناء وحدات سكنية جديدة.

ممثل الحشد الشعبي في سنجار أشار الى أن تلك المشاريع تُنَفَّذ بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية، لكن مسؤولين في بلدية سنجار أكدوا عن طريق (كركوك ناو) على عدم وجود تنسيق مع الحشد الشعبي، وقال رئيس البلدية "لم تصلنا أي كتب رسمية من الحكومة المحلية بخصوص التنسيق مع هيئة الحشد الشعبي."

shngal.hashd

سنجار/ 24 نيسان 2021/ قوات الحشد الشعبي تبدأ حملة لإزالة أنقاض المنازل المدمرة  تصوير: خاص بـ(كركوك ناو) 

وقال مروان كمال "ما نقوم به ليس جديداً، فقد نفّذنا سابقاً مشاريع مماثلة في الموصل ومناطق أخرى من نينوى، ومن أجل ذلك اجتمعنا مع محافظ نينوى نجم الجبوري وحصلنا على الموافقات اللازمة."

تشير احصائيات الحكومة العراقية الى أن الدمار طال 85% من سنجار خلال الحرب ضد تنظيم داعش.

ولا يزال أكثر من 200 ألف ايزيدي يعيشون في النزوح ولم يعودوا الى ديارهم، أغلبهم من سكان سنجار، وفقاً لإحصائية كشفت عنها حكومة اقليم كوردستان.

المشاريع التي تقدمها هيئة الحشد الشعبي قسّم ايزيديي سنجار الى جبهتين. فالبعض منهم قانعون بالأمر فيما ينظر البعض الآخر اليه بريبة.

خيري ابراهيم عيدو، نازح يعيش في مجمع خانكي التابع لمحافظة دهوك منذ سبع سنوات، وهو واحد من أولئك الذين سُوّيَت منازلهم بالأرض أثناء حرب داعش، لكنه قال "لا نقبل أن يقوم الحشد الشعبي بترميم منازلنا لأن لديهم أهداف سياسية، فهم يمثلون حزباً سياسياً"، وأضاف "نريد أن يُعاد بناء منازلنا المدمرة عن طريق الحكومة فقط."

نريد أن يُعاد بناء منازلنا المدمرة عن طريق الحكومة فقط

تمر سنجار بنزاعات محتدمة بين القوى السياسية والفصائل المسلحة المتمركزة فيها، ما أدى الى عدم وصول المساعدات الحكومية الى المنطقة بالشكل اللازم.

مساعي الحشد الشعبي تتزامن مع استمرار المشاريع التي تقدمها الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية لأهالي سنجار، من بينها ترميم المئات من منازل المواطنين.

"قبل عام، سلّمنا الحكومة استمارات خاصة بإعادة تأهيل مناولنا، لكن الحكومة لم تقدم لنا أي شيء لحد الآن"، حسبما قال خيري ابراهيم.

وقال فيصل عيدو، وهو من أهالي ناحية القحطانية (تل عزير) "لا أمانع أن تقوم أية جهة بإعادة تأهيل منزلي، نشكر كل من يبدي استعداده لمساعدة أهالي سنجار، لكن بشرط أن لا تكون لهم أهداف سياسية و لا يطلبوا منا دعمهم مقابل ذلك."

وأضاف "لن أقف في طريق أي جهة تريد ترميم منزلي، سابقاً قدّمت بعض القوى الموجودة في سنجار خدمات جيدة للمواطنين، لا نستطيع أن ننتظر الحكومة دائماً."

        

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT