شهدت محافظة كركوك طفرة باعداد الملقحين بمضاد فيروس كورونا خلال الأيام السبعة الماضية، رغم انتشار الاشاعات المشككة بفعالية اللقاح والتخوف من اثارة الجانبية.
"اللقاح بمثابة سفينة نوح للعبور لبر الامان والقضاء على فيروس كورونا" يقول بشدار اركان (28 عاما) احد المواطنين من مدينة كركوك.
اركان لا يعنيه هوية الدولة المكتشفة او المصنعة للقاح، بقدر ما يعني له الحماية التي يوفرها له من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا.
اللقاح بمثابة سفينة نوح للعبور لبر الامان والقضاء على فيروس كورونا
اركان تلقى اللقاح ولم تثنيه الاشاعات المشككة بفعالية اللقاح التي قراءها على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين اخذ المعلومات من الجهات الطبية المختصة التي تشجع على التلقيح.
واكد على عدم التعرض لأي مضاعفات جانبية "شديدة" بعد تلقيه اللقاح، ودعا المواطنين بالإسراع الى التلقيح من اجل ضمان سلامتهم.
وحسب ارقام وزارة الصحة ان الفترة من 23 لغاية 30 تموز الحالي، شهدت تلقيح 22 الف و 41 شخصا، أي ما يقارب ثلث الاعداد الكلية للملقحين البالغ عددهم 65 الف و769 منذ انطلاق عملية التلقيح في في 2 اذار 2021.
وما زال عدد الملقحين قليل مقارنة بعدد السكان الكلي للمحافظة والذي يقدر باكثر من مليون و500 الف نسمة.
في حين يبلغ عدد الملقحين في عموم العراق اكثر من مليون و699 الف شخص.
انتشار المعلومات المشككة
رغم تلك الزيادة، مازال بعض المواطنين مثل خلف عمر (33 عاما) يراودهم المخاوف من تلقي اللقاح.
عمر لا يفكر بتلقي اللقاح "مطلقا" ويعزو السبب إلى عدم ثقته بأنواع اللقاح نتيجة معلومات حصل عليها من بعض منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تسببت له بـ"التردد والخوف".
من جانبه، بشدار اركان يقول ان هناك "قلة وعي" من قبل بعض المواطنين من خلال تداول اخبار غير صحيحة ولا تستند إلى مصادر طبية او علمية موكدة.
وكانت دائرة صحة كركوك اطلقت تحذيرات للمواطنين بالمحافظة وصفها بـ"الأخيرة" في 23 تموز 2021، واكدت امتلاء المستشفيات بالمصابين بفايروس كورونا، وطالبت المواطنين بالإسراع بتلقي اللقاح.
ويبلغ عدد الاصابات بفايروس الكلية في عموم العراق لاكثر من مليون و600 الف اصابة منذ ظهور الوباء
كركوك، 23 تموز 2021، الدكتور نبيل حمدي بوشناق مدير عام صحة كركوك، تصوير كركوك ناو
ناشطون يحاربون المعلومات المضللة
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اطلقوا حملات توعية هدفها حث المواطنين على تلقي اللقاح ونشر المعلومات الصحيحة التي تسند إلى مصادر طبية وعلمية.
شناي قرناز (32 عاما) تنشط حاليا مع حملة "مع اللقاح" التي اخذت على عاتقها مكافحة المنشورات المضللة بخصوص لقاح المضاد لكورونا.
هذه الحملات الهدف منها "تشجيع الناس في كركوك لأخذ اللقاح" والحد من انتشار "الشائعات" التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
لا زال هناك بعض المخاوف من قبل بعض المواطنين من تلقي اللقاح، إلا ان نسبتهم باتت تقل يوما بعد اخر
"لا زال هناك بعض المخاوف من قبل بعض المواطنين من تلقي اللقاح، إلا ان نسبتهم باتت تقل يوما بعد اخر"، تقول قرناز.
الصحة: التلقيح تقهر الفيروس
"الوضع الوبائي في محافظة كركوك سيء، وسوف يصبح اسوء ان لم يلتزم المواطنين بجميع وسائل الوقاية او عدم تلقي اللقاح" حسب قول الدكتور نبيل حمدي بوشناق مدير عام صحة كركوك.
واكد لـ(كركوك ناو) توافد عشرات المواطنين لمنافذ اللقاح، وجرت عملية التلقيح بـ"سهولة"، ودعا مواطنو كركوك لتلقي اللقاح لـ"قهر الفيروس".
ويبلغ عدد المنافذ التلقيحية في محافظة كركوك 51 منفذا، تم افتتاح اخرها في الجامعة التقنية الشمالية بهدف تلقيح الطلبة والكادر التدريسي.
الزيادة في اعداد الملقحين جاءت نتيجة زيادة الوعي لدى المواطنين، بفضل الحملات الصحية ودور الناشطين في مكافحة المعلومات المغلوطة يقول بشدار اركان.
ويعبر عن امله للوصول إلى تلقيح نسبة كبيرة من السكان للقضاء على الفيروس وعودة الحياة إلى طبيعتها قبل ظهور الفيروس في العراق مطلع عام 2020.