كركوك ناو – ديالى
يدخل الكورد في قضاء خانقين صراع الفوز بثلاثة مقاعد في البرلمان العراقي بسبعة مرشحين، حزبيين ومستقلين، الى جانب 28 مرشحاً من المكونات الأخرى.
وفقاً لقانون الانتخابات، تم تخصيص ثلاثة مقاعد لقضاء خانقين والنواحي التابعة لها ضمن الدائرة الانتخابية الرابعة من مجموع مقاعد محافظة ديالى البالغة عددها 14 مقعداً، في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل، حيث يتنافس 53 مرشحاً (15 امرأة و 20 رجل) يشاركون في إطار كتل سياسية وتحالفات أو بصورة مستقلة.
سبعة من مرشحي دائرة خانقين الانتخابية من الكورد، اثنان منهم مستقلون و البقية ينتمون لأحزاب، أحدهم ترشح عن تحالف كوردستان (الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير)، وآخر ينتمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، اثنان آخران من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني و مرشح آخر عن تحالف النهج الوطني الذي يضم عدداً من الأحزاب الشيعية.
ناخبون "ناقمون"
حسب متابعات (كركوك ناو) هناك فئة من الناخبين الكورد الساخطين، بالأخص بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الأعوام السابقة، من بينها تجدد الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة، وكذلك بسبب اعتقادهم بأن مرشحي الكورد يعطون وعوداً لا تنفذ على أرض الواقع.
"معظم الناس فقدوا ثقتهم بجدوى الانتخابات، لأن جميع المرشحين الذين فازوا بمقاعد في البرلمان بفضل أصوات أهالي خانقين نكثوا بوعودهم، خانقين تواجه مصيراً مجهولاً وممثلوها لم يصدقوا مع الناخبين"، هذا ما قاله كامران خورشيد، وهو مدرس في الأربعينات من عمره.
جميع المرشحين الذين فازوا بمقاعد في البرلمان بفضل أصوات أهالي خانقين نكثوا بوعودهم
سيتم فتح 467 مركز انتخابي أمام الناخبين في قضاء خانقين والنواحي التابعة له، وسيحق لأكثر من 205 آلاف ناخب الإدلاء بأصواتهم، وذلك وفقاً لإحصائيات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق.
شارك كامران خورشيد في الانتخابات الخاصة بالدورتين البرلمانيتين السابقتين وينوي المشاركة في الدورة المقبلة لكنه قال، "سأذهب للإدلاء بصوتي وسأنتخب مرشحاً كوردياً، فقط من أجل حماية الهوية الكوردستانية لخانقين."
تعد خانقين وبعض المناطق الأخرى من محافظة ديالى مناطق متنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية و حكومة اقليم كوردستان، وذلك بموجب المادة 140 من الدستور العراقي.
"لا نريد أن تتعرض مدينتنا للتعريب مجدداً، اذا لم يحصل الكورد على الأصوات اللازمة فستستولي جهات أخرى على إدارة المدينة وسيتم إقصاء الكورد... لذا سنصوت لصالح مرشح كوردي."
هَيمَن الكورد على أغلب المناصب الادارية والملف الأمني في قضاء خانقين لغاية 16 أكتوبر 2017، حين استعادت القوات التابعة للحكومة الاتحادية السيطرة على المناطق المتنازع عليها وأجبرت قوات البيشمركة على الانسحاب، في أعقاب تأزم العلاقات بين الحكومة العراقية و حكومة اقليم كوردستان بسبب استفتاء الاستقلال الذي أقيم في اقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها.
الاتحاد الوطني الكوردستاني يخشى "التزوير"
في الدورتين البرلمانيتين السابقتين، فاز فقط مرشحون عن الاتحاد الوطني الكوردستاني في خانقين بمقاعد في البرلمان، لكن الحزب يخشى حدوث "التزوير و التلاعب بنسب الأصوات" في الانتخابات المقبلة، بالأخص في النواحي التابعة لقضاء خانقين.
في الانتخابات التي جرت في عام 2014، وصل مرشحان عن الاتحاد الوطني الكوردستاني الى قبة البرلمان، وفي انتخابات أيار 2018، حين كانت محافظة ديالى بأكملها دائرة انتخابية واحدة، حصل مرشح وحيد عن الحزب على مقعد في البرلمان.
عباس محمود، المتحدث باسم تحالف كوردستان (الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير) في ديالى، قال لـ(كركوك ناو)، "بعض الأحزاب الكوردستانية والمرشحين المستقلين سيؤثرون على إجمالي أصوات الناخبين الكورد."
وأضاف "يشارك في الدائرة الانتخابية الرابعة حزبان كبيران فقط وهما الاتحاد الوطني الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني، لذا كان من المفترض أن يراعي الآخرون هذا الوضع الحساس ويخلوا المنطقة لهذين الحزبين."
تشمل الدائرة الانتخابية الرابعة كلاً من مركز قضاء خانقين و نواحي جلولاء (54 ألف ناخب)، السعدية (حوالي 32 ألف ناخب)، قرة تبة و جبارة (39 ألف ناخب).
وقال المتحدث باسم تحالف كوردستان، "نشعر بوجود مخاوف في النواحي التابعة لقضاء خانقين لأنها ليست فعلياً تحت سيطرتنا، بل هي بيد أناس بمقدورهم التلاعب بأصوات الناخبين."
"نخشى من أن الكورد لن يستطيعوا الحصول على مقعد، لأننا كنا نحظى بناخبين في تلك النواحي لكن هذه المناطق تشهد حالياً تحركات عسكرية، لا نستطيع رفع الحس القومي والانتماء لكوردستان بين أهالي المناطق التي يعيش فيها خليط من الكورد والعرب وحثهم على التصويت لنا"، حسبما قال عباس محمود.
وكان الاتحاد الوطني الكوردستاني قد اتهم في 19 ايلول الجاري جماعة مسلحة تابعة للحشد الشعبي بمنع مناصريه من الترويج الانتخابي للحزب في ناحي جلولاء.
ويقول المتحدث باسم تحالف كوردستان "لا توجد بوسترات للمرشحين الكورد في تلك المناطق، نعلق البوسترات في النهار و يزيلونها في الليل"، وتابع قائلاً، "نخشى أن يتعرض مرشحونا لضغوط في يوم الاقتراع وأن تؤثر المظاهر المسلحة على نتائج الانتخابات، ... هذه المخاوف ظهرت منذ الآن وأصبحنا نستشعرها."
وفقاً لقانون الانتخابات، يُحظر الاعتداء على صور المرشحين أو برامجهم المنشورة في الأماكن المخصصة لها لحساب آخر أو جهة معينة بقصد الإضرار بهذا المرشح أو التأثير على سير العملية الانتخابية، ويعاقب المخالف بالحبس أو الغرامة المالية أو بكلتا العقوبتين.
وطالب عباس محمود الحكومة الاتحادية بمنع التدخلات والسعي لوضع حد لممارسة الضغوط، وذلك عن طريق إرسال "قوات نظامية الى نواحي خانقين."
نخشى أن يتعرض مرشحونا لضغوط في يوم الاقتراع
في انتخابات 2014، حصل الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وبقية الأحزاب الكوردية على أكثر من 61 ألف صوت في محافظة ديالى.
"كنا نتمنى أن نشكل تحالفاً مع الديمقراطي الكوردستاني كالتحالف الموجود حالياً بين الاتحاد الوطني و حركة التغيير في المناطق المتنازع عليها... نأمل أن نكون ضمن قائمة واحدة في المستقبل وأن نتنافس مع خصومنا بدلاً من أن نتنافس فيما بيننا"، على حد قول عباس محمود.
في انتخابات أيار 2018، تراجع عدد الأصوات التي حصل عليها الكورد في ديالى الى قرابة 55 ألف صوت، كان نصيب الاتحاد الوطني الكوردستاني منها 27 ألف صوت.
الديمقراطي الكوردستاني: مقعدنا مضمون
بخلاف المخاوف التي تنتاب الاتحاد الوطني الكوردستاني، يرى الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي لم ينجح في أيصال ممثلين عن خانقين الى قبة البرلمان في الدورتين البرلمانيتين السابقتين، بأنه "سيضمن" الفوز بمقعد.
"هناك توقعات كبيرة بحصول مرشح عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني على الأصوات اللازمة التي تؤهله للفوز بمقعد برلماني عن الدائرة الانتخابية الرابعة"، حسبما قال أياد كركوكي، عضو مكتب الفرع 15 للديمقراطي الكوردستاني في خانقين.
حول أسباب تفاؤل حزبهـ قال أياد لـ(كركوك ناو)، بأن الديمقراطي الكوردستاني بدأ حملته الانتخابية بقوة في خانقين وبأن، "عدداً كبيراً من الناخبين في خانقين سيمنحون أصواتهم للديمقراطي الكوردستاني."
في الانتخابات البرلمانية السابقة في العراق حصل الديمقراطي الكوردستاني على أكثر من 10 آلاف صوت لم تكن كافية للفوز بمقعد برلماني.
المسؤول في الحزب الديمقراطي الكوردستاني أشار الى أن "سكان المناطق المستقطعة، بالأخص خانقين، تعرضوا الى نكسة بعد أحداث 16 أكتوبر 2017، حيث نزحت أعداد كبيرة وأخليت قرابة 40 قرية، معظمها كوردية، وذلك جراء تحركات داعش والحشد الشعبي في المنطقة."
وزارة الدفاع العراقية و وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كوردستان توصلتا الى الى اتفاق بشأن تشكيل غرف عمليات مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق في المناطق المتنازع عليها، من بينها خانقين.
ويرى أياد كركوك بأن الأوضاع الأمنية ستؤثر على الانتخابات المقبلة، "المواطنون يطالبون بعودة قوات البيشمركة وليس القوات المنتمية للأحزاب، لكي لا تتكرر أحداث مماثلة لأحداث 16 أكتوبر.... لأن غياب البيشمركة خلق فراغاً أمنياً في خانقين وليس بمقدور أية قوة باستثناء البيشمركة حماية المنطقة."
فضلاً عن دائرة خانقين الانتخابية، يشارك الحزب الديمقراطي الكوردستاني بمرشح آخر في ناحية مندلي الواقعة ضمن حدود الدائرة الانتخابية الثانية لمحافظة ديالى والتي خصصت لها ثلاثة مقعد.
الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني يتطلع للفوز بمقعد
يطمح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني الذي لم يفز بمقاعد في البرلمان العراقي منذ الدورة البرلمانية الثانية، بالحصول على مقعد واحد على الأقل في خانقين.
حسين جليل، مسؤول مركز تنظيمات الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني في ديالى قال لـ(كركوك ناو)، " هذه المرة ستكون الانتخابات مختلفة عن سابقاتها، الأحزاب الكبيرة صنعت نظام الدوائر الانتخابية المتعددة لمصلحتها وضد مصلحة الأحزاب الصغيرة، لكن يبدو بأن النظام المتبع حالياً سيصب في مصلحتنا وسنحصل على عدد كبير من الأصوات."
في العمليات الانتخابية السابقة كانت كل محافظة تمثل دائرة انتخابية واحدة، لكن في الانتخابات المقبلة فإن كل محافظة تم تقسيمها الى عدة دوائر انتخابية.
الكورد سيفوزون بمقعد وحيد، وهو مقعد كوتا النساء
"الكورد سيفوزون بمقعد وحيد، وهو مقعد كوتا النساء وهذا اقصى ما يستطيع تحقيقه، لأنهم لم يتجمعوا في تحالف واحد رغم أننا بادرنا بشأن تشكيل قائمة موحدة لكن الأحزاب الحاكمة لم تستجب لمبادرتنا"، حسبما قال حسين.
جمي مرشحي الكورد في خانقين نساء باستثناء مرشح مستقل.
ولفت المسؤول في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني الى أن "من المهم أن يحصل الكورد على مقعد في هذه المنطقة، عدم الفوز بمقعد يمثل خسارة كبيرة للكورد، لذا نأمل أن يكون مقعدالكورد للحزب الاشتراكي الديمقراطي."
يوجد في محافظة ديالى أكثر من مليون ناخب موزعين على أربع دوائر انتخابية ويتنافس 164 مرشحاً على 14 مقعداً مخصصاً للمحافظة من مجموع 329 مقعد في البرلمان العراقي.