يسود القلق في أوساط الساسة في محافظة كركوك من نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، فالتشظي والانقسام يسودان الجميع هذا العام.
ومنذ 2003، عرفت محافظة كركوك بنتائج انتخاباتها مقسمة بين القوميات الرئيسية الثلاث (العرب، الكورد والتركمان)، لكن هذا الانتخابات تعاني تلك القوميات تشتتاً داخلياً.
ومن المقرر ان تجري الانتخابات النيابية في 10 تشرين الأول 2021، يتنافس 130 مرشحا موزعين بثلاث دوائر انتخابية، على 12 مقعدا برلمانياً خصص لمحافظة كركوك.
العرب مشتتون لكنهم ضمنوا مقاعد الدائرة الثالثة
المكون العربي يدخل الانتخابات بـ 60 مرشحاً تقريباً، بينما مجموع المرشحين من المكونين الكوردي والتركماني وغيرهم يبلغ عددهم مجتمعين 70 مرشحاً.
هذا التشتت قد يحول من مساعي المكون إلى زيادة عدد مقاعده في البرلمان العراقي، عمن كان عليه في انتخابات 2018 الماضية، التي حصل على ثلاثة مقاعد فقط من أصل 12 مقعدا مخصصا لمحافظة كركوك.
وحسب متابعة سابقة لـ(كركوك ناو) لا يقتصر شتت المكون العربي على مشاركة بعدد كبير من المرشحين فقط، انما يضاف له تشتته في تقسيم الدوائر الانتخابية بمحافظة كركوك.
وعكس المكونان الكوردي والتركماني اللذان ينحصر ترشيحهما على دائرتين انتخابيتين (الأولى والثانية)، طرح العرب مرشحين في ثلاث دوائر انتخابية.
رغم ذلك ضمن المكون العربي جميع مقاعد الدائرة الثالثة، وهي أصغر دائرة انتخابية في المحافظة، تتألف من مركز قضاء الحويجة، ناحيتي العباسي والزاب اضافةً الى ناحيتي الرشاد وتازة، وتضم ثلاثة مقاعد احداها للنساء.
هذه الدائرة محسومة للمرشحين العرب ويتنافسون فيها وحدهم بحكم اغلبية سكانها هم من المكون العربي.
وابرز الأحزاب العربية هو "التحالف العربي" الذي يضم محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد والنائبين محمد تميم وخالد المفرجي، و"الجبهة العربية" الذي يتراسها وصفي العاصي ويحظى بدعم من قبل امير وشيخ عموم قبيلة العبيد أنور العاصي، بالإضافة إلى عدد من المستقلين والأحزاب الاخرى.
التركمان في صراعات مذهبية وحزبية
يخوض الناخبون التركمان صراعات داخلية ومذهبية ضمن ثلاث دوائر انتخابية في محافظة كركوك من أجل الظفر بمقاعد في البرلمان العراقي، زاجّين بـ24 مرشحاً موزعين على الأحزاب والتحالفات الى جانب شخصيات مستقلة.
وحسب متابعة سابقة لـ(كركوك ناو) هذا التشتت بات يقلق الشارع التركماني الذي يخشى من عدم مقدرة التركمان على ضمان المقاعد الثلاثة التي حصلوا عليها في الانتخابات البرلمانية السابقة.
يشارك التركمان في انتخابات 10 تشرين الأول 2021 بـ24 مرشحاً على الأقل في ثلاث دوائر انتخابية بكركوك و يتنافسون للفوز بأصوات "قرابة 200 ألف ناخب تركماني"، حسب احصائيات الأحزاب والجهات التركمانية.
يتنافس مرشحو التركمان في كركوك في إطار الجبهة التركمانية العراقية، حزب الميدان التركماني العراقي، تحالف قوى الدولة الوطنية (عمار حكيم وحيدر العبادي) الى جانب مرشحين مستقلين، وهذه التحالفات موزعة على المذهبين الشيعي والسني.
الكورد يطمحون للحفاظ على عدد مقاعدهم
يدخل المكون الكوردي بـ19 مرشحا للفوز بالمقاعد الخمسة المخصصة للدائرة الانتخابية الأولى التي تضم مناطق ذات اغلبية كوردية.
رغم ذلك فهم يأملون للحصول على مقاعد اخرى من خلال الدائرة الثانية التي تشمل قضاء داقوق وأجزاء من مركز مدينة كركوك حيث تضم هذه المناطق خليطاً من الناخبين العرب، الكورد والتركمان.
وأبرز الأحزاب المشاركة حزب الديموقراطي الكوردستاني الذي يدخل كركوك بمرشحين اثنين فقط، واحد للدائرة الأولى والأخر للثانية. وتحالف "كوردستان" المؤلف من كل من الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير.
ما يميز انتخابات هذا العام هو تغيير دعم الاتحاد الوطني الكوردستاني لمرشحتين اثنتين لصالح غيرهما، وذلك قبل أيام من الانتخابات مما يعكس وجود انقسامات داخل الحملة الانتخابية للحزب في كركوك.
الأولى عندما قرر الحزب إقصاء آلا طالباني من قائمة مرشحي الحزب في الدائرة الانتخابية الأولى، ودعم (ديلان غفور) التي رشحت نفسها في نفس الدائرة الانتخابية كمرشحة مستقلة.
والثانية آشتي مهدي، المرشحة عن الاتحاد في الدائرة الانتخابية الثانية، التي اتهمت حزبها بتفضيل مرشح أخر عليها.
وقالت آشتي مهدي في تصريح خاص لـ(كركوك ناو)، "كانت هناك مساعي من قبل حزبي لإبعادي من المنافسة في الدائرة الانتخابية الثانية، لكنني صممت على البقاء ومواصلة حملتي الدعائية."
واضافت ، "منذ ذلك الحين والاتحاد الوطني يعمل بجد من أجل ضمان فوز كيلان قادر – مرشح في نفس الدائرة الانتخابية- ويدعمونه أكثر مني."
في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2018، تقلص عدد مقاعد الكورد من ثمانية الى ستة مقاعد ويخشى الكورد من أن نظام الانتخابات الجديد الذي قسم العراق الى 83 دائرة انتخابية سيؤدي الى تقليص عدد مقاعدهم مرة أخرى.
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اكدت تسجيل 764 الف و 965 مواطنا في كركوك من اصل مليون و76 الف و928 مواطنا يحق لهم التصويت في المحافظة عبر 315 مركزا موزعا في جميع انحاء كركوك، حسب قول مساعد المتحدث باسم مفوضية الانتخابات نبراس ابو سودة لـ(كركوك ناو).
"ننتخب لا ننتخب"
المواطنون في كركوك انقسموا أيضا فيما بينهم بقرار مشاركتهم في الانتخابات، فبعضهم يقاطع بحجة عدم القدرة على التغيير، في حين الاخر يوكد الاخر ان بإمكانهم تغيير الخارطة السياسية من خلال الانتخابات، والجزء الأخير اختار التعاقس واستغلال يوم الاقتراع كعطلة ولقضاء عدد من الواجبات المنزلية.
"هذه الانتخابات لن تجري اي تغيير كون العراق يدار الحكم به من الخارج وان رؤوس الفساد هم من يديرون العملية السياسية ومن يرشح للانتخابات ويفوز سيضطر للقنوع بإن يكون تحت إمرة رؤوس الفساد هذه"، يقول المواطن الكركوكي حلمي الداودي.
اما عن وعود المرشحين فكلها "لا تغني عن جوع وادعاءات تنتهي بنهاية الدعاية الانتخابية ومن وصل للبرلمان" يضيف حلمي.
على الجانب الاخر، حاتم محمد المدرس في احدى مدارس كركوك يشجع المواطنين على المشاركة في الانتخابات، وقال لـ(كركوك ناو) "انا مع التوجه للانتخابات، فالأحزاب المتنفذة لها جماهير مستعدة لإعادة انتخابهم من جديد، فإن قاطعنا الانتخابات، فكأننا سلمنا رقابنا للفاسدين على طبق من ذهب".
رغد عبد الرحمن، توكد انها لن لا تهتم للانتخابات بكل تفاصيلها، وسوف تستغل يومها بإنجاز بعض الواجبات المنزلية مثل الاستعداد لفصل الشتاء القادم.
"كركوك منطقة صعبة وان كفة الانتخابات فيها لا تميل لأحد" هذا ما يلخصه القيادي في المجلس العربي الدكتور ياسين العبيدي وضع الانتخابات في المحافظة
.
