التشتت ينخر اصوات المكون العربي في كركوك

كركوك/ 2018/ عملية الاقتراع في الانتخابات البرلمانية في العراق تصوير: كاروان الصالحي

كاروان الصالحي - كركوك

يدخل المكون العربي في محافظة كركوك معترك الانتخابات النيابية المقبلة بما يقارب 60 مرشحاً موزعين على جميع الدوائر الانتخابية.

هذا التشتت قد يحول من مساعي المكون إلى زيادة عدد مقاعده في البرلمان العراقي، عمن كان عليه في انتخابات 2018 الماضية، التي حصل على ثلاثة مقاعد فقط من أصل 12 مقعدا مخصصا لمحافظة كركوك.

التشتت في عدد المرشحين

العرب دخلوا الانتخابات بـ 60 مرشحاً تقريباً، بينما مجموع المرشحين من المكونين الكوردي والتركماني وغيرهم يبلغ عددهم مجتمعين 70 مرشحاً.

"بكل تأكيد كثرة المرشحين يشتت أصوات المكون العربي في المحافظة"، يقول ناظم الشمري نائب رئيس الجبهة العربية الموحدة في كركوك.

وتتفق المرشحة المستقلة فاتن رجب الخزرجي فيما طرحه الشمري، وتقول "ترشيح عدد كبير من المرشحين نقطة الضعف للمكون العربي، لانه يشتت الأصوات من جهة ويسبب الحيرة للمصوت في اختيار الشخص المناسب من جهة أخرى".

ترشيح عدد كبير من المرشحين نقطة الضعف للمكون العربي

محافظة كركوك مقسمة الى ثلاث دوائر انتخابية في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل، ويتنافس خلال 130 مرشحاً للوصول إلى قبة البرلمان.

photo1633014174
كركوك/ ايلول 2021، جانب من الدعاية الانتخابية  تصوير: كاروان الصالحي 

التشتت في الدوائر الانتخابية

لا يقتصر شتت المكون العربي على مشاركة بعدد كبير من المرشحين فقط، انما يضاف له تشتته في تقسيم الدوائر الانتخابية بمحافظة كركوك.

"من المرجح في هذه الانتخابات ان المكون العربي لن يحصل على استحقاقه المناسب لحجمه بسبب تقسيمه على ثلاث دوائر انتخابية، بينما معظم المكون الكوردي ينحصر بالدائرة الاولى والتركماني في الدائرة الثاني" على حد قول يقول ناظم الشمري.

المكون العربي لن يحصل على استحقاقه المناسب لحجمه بسبب تقسيمه على ثلاث دوائر انتخابية

وعكس المكونان الكوردي والتركماني اللذان ينحصر ترشيحهما على دائرتين انتخابيتين (الأولى والثانية)، طرح العرب مرشحين في ثلاث دوائر انتخابية.

فعدد من المرشحين العرب رشحوا في الدائرة الاولى التي تضم مناطق ذات اغلبية كوردية مثل مناطق شرق قضاء مركز كركوك وشمال مدينة كركوك، وقضاء الدبس، قد خصص لها خمسة مقاعد.

وفي الدائرة الثانية خصص لها أربعة مقاعد وتتميز بكونها مختلطة عرباً وكورداً وتركماناً، شهدت كثرة عدد المرشحين العرب واشتداد المنافسة فيما بينهم.

الدائرة تشمل قضاء داقوق وأجزاء من مركز مدينة كركوك، رشح فيها اكثر من 21 مرشحا من المكون العربي، في حين رشح الحزب الديموقراطي الكوردستاني احد اكبر الاحزاب الكوردية مرشحاً واحداً فقط عن هذه الدائرة. 

"كثرة المرشحين العرب سيسبب في تشتت في اصوتهم في هذه الدائرة"، وكان عليهم حصر مرشحيهم بعدد قليل لضمان حصولهم على اعلى الاصوات في هذه الدائرة على حد قول محمود زيدان العبيدي عضو مكتب السياسي للتحالف العربي.

اما الدائرة الثالثة، وهي أصغر دائرة انتخابية في المحافظة، تتألف من مركز قضاء الحويجة، ناحيتي العباسي والزاب اضافةً الى ناحيتي الرشاد و تازة. وتضم ثلاثة مقاعد احداها للنساء، فهي محسومة للمرشحين العرب ويتنافسون فيها وحدهم بحكم اغلبية سكانها هم من المكون العربي.

komisioni kirkuk (3)-1
كركوك/ كانون الثاني 2021/ مواطن يحمل بطاقة الناخب البايومترية بعد استلامها من احدى مراكز التسجيل التابعة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات   تصوير: كاروان الصالحي 

سوء التنظيم

"المكونان الكوردي والتركماني يقودانه أحزاب، بينما المكون العربي يعاني بدرجة أولى من سوء التنظيم بسبب توجه القيادات العربية نحو العشائرية" يقول ناظم الشمري.

وأضاف لـ(كركوك ناو) ان "القيادات العربية رسخت الطابع العشائري وتعاملت مع المكون العربي وفق التميز العشائري ولهذا ينعكس على الانتخابات".

"يعاني المكون العربي من ترشح العشيرة للمرشح، كأنما الزام لها بأن تقدم مرشح ليكون ممثل عنها، وبالتالي يتم اختيار شخص بعيد عن الخبرة السياسية والممارسة الحزبية والكفاءة المهنية"، على حد قول محمود زيدان العبيدي.

"سبب ذلك يعود ان المكون العربي غير منظم سياسيا، ويفتقر للقيادة السياسية، وهذا سينعكس على نتائج الانتخابات" يضيف العبيدي.

"بعد سنة 2003 ولحد الان فشل المكون العربي في كركوك ان يشكل له مرجعا أو حزبا سياسيا موحدا يمثل عموم المكون في المحافظة"، تقول المواطنة أحلام حمدان ذات الخمسين عاماً. 

وعبرت عن املها بتمكن الانتخابات من افراز نواب يستطيعون معالجة مشاكل الشعب وهمومه اليومية.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT