ينتقد تربويون والبعض من أولياء أمور الطلاب الآلية المتبعة هذا العام في المدارس ويرون بأنها لن تعود بفائدة تذكر على أبنائهم وبأنهم "لا يتعلمون بصورة جيدة"، لكن مديرية التربية تقول بأن ذلك "من أجل الحفاظ على سلامة الطلاب."
بموجب قرار من وزارة التربية العراقية، تقرر أن يكون الدوام حضورياً داخل الصفوف الدراسية لأربعة أيام في الاسبوع، فيما تكون الدراسة عن بعد (اونلاين) ليومين، ويطبق القرار في جميع أنحاء العراق باستثناء اقليم كوردستان، وذلك ضمن التدابير الهادفة لمنع انتشار فيروس كورونا.
يقول قاسم محمد، من سكنة كركوك، ولديه طفلان في المدرسة، "إذا كانت الدراس عن بعد، فأنا لا اسمي ذلك تعليماً لأنهم لا يتعلمون شيئاً بهذه الطريقة، يقضون وقتهم منشغلين بجهاز الموبايل لا غير... تمت تجربة ذلك في العام الماضي ولم يتعلموا شيئاً."
باستثناء 15 يوماً كان التعليم فيها حضورياً داخل الصفوف، جرت العملية التعليمية بأكملها خلال العام الماضي عن بعد، كما أن المناهج الدراسية لم تكتمل.
عن ذلك قالت شوبو محمد التي يدرس طفلها في الصف الثالث الابتدائي، "ابني لا يتعرف على الحروف بصورة جيدة، تختلط عليه الأرقام ولم يتعلم الكتابة، في حين أنه في لصف الثالث و كان من المفروض أن يجيد القراءة والكتابة الآن."
وأضافت، "لا أعتبر اليومين اللذين يدرس فيهما عن بعد تعليماً، فالدراسة بهذه الطريقة ليست مثل تلك التي يكون فيها المعلم متواجداً في الصف يراقبهم و يسائلهم."
يكون التدريسيون متواجدين في المدرسة في ستة أيام من الاسبوع، في اليومين اللذين تكون الدراسة فيهما عن بعد، يقوم المعلم أو المدرس بتسجيل الدروس وإرسالها الى طلابه عن طريق تطبيق التيليكرام.
وقال قاسم محمد، "أراقب أطفالي باستمرار، لكنني أشعر بأن الدراسة عن بعد تضعف مستواهم ولا يهتمون بها، فكيف إذا أعطيت الطفل جهاز موبايل.... كما أن هناك مشكلة انقطاع الكهرباء خلال الصباح، الأمر الذي قد يؤدي الى انطفاء خط الانترنت أو نفاد الطاقة من أجهزة المبايل، وهذه مشكلة كبيرة."
في هذا الصدد، قال عمر قادر، نائب مدير عام تربية كركوك لت(كركوك ناو)، "سواء كانت هذه الطريقة في التعليم جيدة أم غير جيدة بالنسبة لنا، نحن ملزمون بتطبيقها، لأن وزارة التربية أمرت بذلك."
"هذه الآلية مهمة للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب، لكن في نفس الوقت تضر بمستوى تعلم هؤلاء الطلاب."
أقسام الدراسة العربية، الكوردية والتركمانية في كركوك ملتزمة بقرار وزارة التربية العراقية، لكنها بصورة عامة تشكو من عدم مراعاة بعض النقاط قبل إصدار القرار، منها عدم قدرة جميع العوائل على تأمين مستلزمات الدراسة عن بعد، من حيث أجهزة الكومبيوتر أو الهواتف الذكية وخطوط الانترنت.
شيرزاد رشيد كاكه، مدير قسم الدراسة الكوردية في كركوك، قال لـ(كركوك ناو)، "قرار الوزارة سيؤثر سلباً على مستويات الطلاب، سيتحسن مستوى الطالب إذا كان حاضراً في الصف على مدار الاسبوع."
وترى التربوية سيران هادي بأن الدراسة عن بعد في العراق تأتي بمعنى "تقويض النظام الدراسي و التعليم."
نظام التعليم عن بعد لا يستطيع إيصال 40% من المعلومات الى الطالب
وتضيف سيران "نظام التعليم عن بعد لا يستطيع إيصال 40% من المعلومات الى الطالب، في هذه الحالة يجب أن يتولى أولياء الأمور مراقبة أبنائهم بصورة دقيقة."
"من المهم أن تراعي الحكومة في هذه المسألة المستوى العلمي والثقافي للطالب وفهم العوائل لمعنى نظام التعليم عن بعد... بعد مرور عامين على ظهور كورونا، نشعر بأنه لم يتم اتخاذ حلول مناسبة للنظام الدراسي وبأنه يتجه نحو الهاوية."