معلومة مغلوطة: طالما ترضعين لا يمكن أن تحملي

كركوك ناو

إحدى الشائعات  التي  لا تزال متداولة في العراق، تفترض أن الرضاعة الطبيعية تقي من الحمل بشكل مطلق. هذه المعلومة المغلوطة قد تترك أثرًا على حياة أسر بأكملها، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى التوعية  والخدمات الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية، حيث تتسبب في حالات حمل غير مخطط لها مما يربك العائلة ويؤثر على وضعها الاقتصادي خاصة إذا كانت العائلة ذات دخل متوسط.

عواطف سالم (28 عامًا) من كركوك وإيمان خليل (21 عامًا) من الحويجة واجهتا هذا الواقع: كلتاهما حملتا بعد أشهر قليلة من الولادة رغم اعتمادهما على الرضاعة الطبيعية فقط.

وفقًا للمنظمة العالمية للصحة (WHO)، فإن الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل مؤقتًا فقط من خلال ما يُعرف بطريقة انقطاع الطمث بسبب الرضاعة الطبيعية (LAM)، لكنها فعّالة حصريًا إذا تحققت 3 شروط أساسية: أن يكون عمر الطفل أقل من 6 أشهر، عدم عودة الدورة الشهرية، والإرضاع حصريًا ومنتظمًا دون أي إدخال للأطعمة أو الرضاعة الصناعية.

المتخصصة في  صحة المجتمع والصحة الانجابية، نضال عباس البغدادي، تؤكد أن الاعتقاد بقدرة الرضاعة الطبيعية على منع الحمل لعام ونصف دون شروط صارمة "غير صحيح"، وتقول إن هناك استثناءات، كما في حالة إيمان التي حملت بعد سبعة أسابيع فقط من الولادة.

من جهتها، تشدد منظمة بلاند بارنتهود (Planned Parenthood)، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تقدم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، على أن الرضاعة ليست وسيلة منع حمل موثوقة إذا لم تتحقق شروط LAM الثلاثة، وأن فعاليتها تنخفض بمجرد إدخال أطعمة أو غياب انتظام الرضاعة.

 كما كشفت دراسة علمية منشورة عام 2023 في إثيوبيا أن 40.6٪ من النساء فقط كنّ على دراية تامة بهذه الشروط، ما يعني أن غالبية النساء يستخدمن الرضاعة كوسيلة لمنع الحمل دون معرفة كافية، مما يزيد من حالات الحمل غير المخطط له.

إذاً الرضاعة الطبيعية ليست وسيلة مضمونة لمنع الحمل إلا ضمن شروط دقيقة ومؤقتة. تجاهل هذه الشروط أو الجهل بها يعرض النساء لخطر الحمل غير المخطط له، مما يستدعي تعزيز التوعية بالصحة الإنجابية بدلًا من الاعتماد على المعتقدات الشائعة.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT