رئيس اساقفة الكلدان في كركوك والسليمانية، المطران يوسف توما، وهو يردتي زيه الديني الرسمي للديانة المسيحية، يتجول داخل اروقة المركز، وعلى سطح المبنى، ليتفقد الشروط الاساسية لتوفير بيئة أمنة لأطفال مرضى التوحد، ويقول " خلال سنة ونصف ورغم الجائحة تمكنا من انجاز هذا المشروع".
بكلفة تجاوزت المئتين مليون دينار عراقي، تم انشاء مركز مخصص لأطفال مرضى التوحد .. المركز انجز بجهود رئاسة اساقفة الكلدان في كركوك والسليمانية، ومن خلال جمع التبرعات من منظمات دولية وشخصيات من داخل كركوك، تم تخصيصه لجميع الاطفال المصابين من مكونات وقوميات واديان المحافظة.
ورصدت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية زيادة حالات الإصابة بمرض التوحد بين الأطفال خلال الأعوام الأخيرة، وقلة في عدد المراكز المخصصة لتأهيل ومعالجة هذه الشريحة، الأمر الذي دفعها لتقديم مقترحاً لمنظمة اليونيسيف لمساعدة النساء المعيلات.
وفي دراسة صادرة عن جامعة كامبردج البريطانية قالت إن "مرض التوحد ينتشر بنسبة كبيرة في العراق مقارنة مع السنوات التي سبقت حرب العام 2003، وحددت نسبة الإصابات بنحو 75 لكل عشرة آلاف شخص".
مرض التوحد أو الذاتوية Autism هو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية "اضطرابات في الطيف الذاتوي تظهر في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، على الأغلب.
المطران يوسف توما وخلال وقوفه في الغرفة المخصصة للالعاب يقول لـ كركوك ناو، " بنينا هذا المركز من خلال جميع التبرعات، تحدثت مع منظمة اخوة العراق الفرنسية، وايضا شخصيات من داخل محافظة كركوك، وتمكنا من جمع المبلغ الكاف لتجهيز هذا المكان وبجودة عالية".
مساعٍ لتوفير بيئة امنة للاطفال المصابين.
المركز الذي انشأ على مساحة مئتين وخمسين متر مربع خصصتها الحكومة المحلية داخل مستشفى الاطفال وسط مدينة كركوك، تم تجهيزه بكادر طبي متخصص، فضلاً عن مراعاة الجوانب الهندسية التي تتناسب ونوعية المرض الذي يعاني منه الاطفال من خلال نوعية البناء وتوفير الاجهزة ذات المواصفات العالمية.
ويقول الدكتور مصطفى ألياس، إن " الطابق الاول يتكون من غرفة جلسات خاصة، وقاعة العاب، وغرفة خاصة للاستشارة واستقبال وتقييم وتشخيص اطفال اضطراب التوحد".
ألياس وهو مدير المركز، يؤكد لـ كركوك ناو، أن " الطابق الثاني يتكون من خمسة غرف، أربعة منها للاستقبال والتأهيل والتدريب، وغرفة خاصة للسمعيات ونطق الاطفال".
وفي 18 من كانون الاول في العام 2007 أقرت منظمة الأمم المتحدة يوم 2 نيسان يوما عالميا للتوعية من مرض التوحد.
وتعرف منظمة الصحة العالمي، مرض التوحد على أنه "عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ، ويتناول هذا المصطلح الشامل حالات من قبيل مرض التوحد واضطرابات التفكك في مرحلة الطفولة ومتلازمة آسبرغر. وتتميز هذه الاضطرابات بمواجهة الفرد لصعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه ومحدودية وتكرار الأنشطة والاهتمامات الفردية لدى المصاب بالتوحد".
هذه المشاريع تسهم بشكل كبير في الحد من الامراض النادرة خصوصا لدى الاطفال
وتم افتتاح المركز في العشرين من شهر تشرين الاول من العام 2021، بحضور محافظ كركوك وكالة، راكان سعيد الجبوري الذي قال خلال حفل الافتتاح، " اننا نأمل ان يكون هناك تفاعل و تنسيق و تعاون لضمان خدمة مواطني كركوك.. وان يعمل الجميع لدعم جهود تأمين الخدمات و حل المشكلات لا اثارتها ".
وتقول صحة محافظة كركوك ان هذه المشاريع تسهم بشكل كبير في الحد من الامراض النادرة خصوصاً لدى الاطفال، وتفتح الباب امام المنظمات الدولية والمحلية لايلاء اهتمام أكبر بشريحتي الاطفال واليافعين، وتشجع الجهات الحكومية بتخصيص اراض وابنية لتخصاصات تعد شحيحة في المحافظة.
المطران يوسف توما وقبيل مغادرته المبنى قال لـ كركوك ناو، ان " هذا التصميم مدروس بصورة خاصة، كون اطفال التوحد غير اجتماعيين ويحتاجون للرعاية الخاصة، وحتى نقاط الكهرباء تكون اعلى من متناولهم".
