يسعى محافظ نينوى، نجم الجبوري، لإيجاد آلية مناسبة لإعادة جميع النازحين من قضاء سنجار الى مناطقهم بعد ثمان سنوات قضوها في المخيمات، حيث زار القضاء رفقة وفد أمني رفيع المستوى.
الوفد اجتمع في 28 شباط، في مقر الفرقة 20 للجيش العراقي بسنجار برئاسة المحافظ.
وقال نائب محافظ نينوى لشؤون النازحين، علي عمر كعبو، لـ(كركوك ناو)، إن "الحكومة بصدد بحث آليات جديدة لإعادة كافة نازحي سنجار، حيث عقدنا سلسلة اجتماعات مع المسؤولين الأمنيين في نينوى وكذلك مع حكومة اقليم كوردستان والمنظمات، وزيارة محافظ نينوى اندرجت أيضاً في هذا الإطار".
"نريد أن يعود كافة النازحين المتواجدين في محافظة دهوك الى ديارهم، وقد شدد محافظ نينوى على هذا الأمر"، حسب المعلومات التي حصلت عليها (كركوك ناو)، الهدف هو عودة جميع النازحين الى مناطقهم الأصلية.
في أعقاب هجمات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في آب 2014، نزح عشرات الآلاف من سكان سنجار، شمال غرب الموصل، مركز محافظة نينوى.
تعتزم الحكومة المحلية في نينوى تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في قضاء سنجار خلال هذا العام
لا يزال معظم الايزيديين والنازحين من سنجار يعيشون في مناطق مختلفة من محافظة دهوك، موزعين على 16 مخيماً، فيما يقيم قسم منهم في مخيمات أخرى بإقليم كوردستان أو خارج المخيمات.
بصورة عامة، تردي الأوضاع الأمنية وقلة الخدمات الأساسية من العوامل الرئيسية التي تعيق عودة النازحين الى مناطقهم التي استعيدت من قبضة داعش أواخر عام 2015.
وقال نائب محافظ نينوى لشؤون النازحين، انه " في الوقت الحاضر الوضع الأمني في سنجار جيد وتحت سيطرة القوات الأمنية، وتعتزم الحكومة المحلية في نينوى تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في قضاء سنجار خلال هذا العام".
نهاية العام الماضي، قررت الحكومة العراقية تخصيص مبلغ 28 مليار دينار لإعادة إعمار سنجار وشكلت محافظة نينوى لجنة خاصة للإشراف على الية صرف الميزانية المخصصة.
وبشأن اجتماع محافظ نينوى مع الجهات الأمنية، قال مصدر أمني في قضاء سنجار لـ(كركوك ناو) ان "نجم الجبوري أكد في الاجتماع أنه يجب توفير جميع التسهيلات لعودة النازحين وتحسين الوضع الأمني".
وتشهد الأوضاع الأمنية في سنجار حالة من التوتر بسبب كثرة القوات الأمنية المتواجدة فيها، ويعد هذا من أسباب عزوف النازحين عن العودة.
عناصر القوات المتواجدة في سنجار موزعة على الشكل الاتي، الجيش العراقي، الهيئة العامة للحشد الشعبي والقوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني، والتي شُكِّلَت من قبل أهالي سنجار بعد حرب "داعش".
في غضون ذلك، قال نائب الرئيس المشترك لمجلس الادارة الذاتية في سنجار آزاد حسين، لـ(كركوك ناو)، "ارتأينا عدم المشاركة في الاجتماع مع محافظ نينوى، لأن قضاء سنجار لا يعاني من أية مشاكل من الناحية الأمنية.
تشكل مجلس الادارة الذاتية في سنجار أواخر عام 2019 من قبل قسم من مكونات القضاء بهدف إدارة شؤون القضاء، المجلس انتخب قائممقاماً للقضاء ومدراء للنواحي التابعة له دون العودة الى الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان.
واضاف آزاد، ان "عدم عودة النازحين لا علاقة له بتاتاً بالجانب الأمني، من الأفضل إبرام اتفاق جددي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحكومة العراقية وجميع القوى والجهات الأخرى في سنجار لإدارة شؤون القضاء".
الادارة الذاتية ترفض الاتفاق.
ويأتي هذا في الوقت الذي أبرمت فيه الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان اتفاقاً ينص على تنصيب قائممقام جديد لقضاء سنجار الذي يدار حالياً من قبل مجلس الادارة الذاتي، كما ينص على أن تتولى الشرطة المحلية، جهاز المخابرات و جهاز الأمن الوطني ادارة الملف الأمني في مركز القضاء ونشر القوات المسلحة التابعة للحكومة العراقية في أطراف القضاء.
بموجب الاتفاق، يجب على القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني إخلاء مقراتهم في المنطقة.
مجلس الادارة الذاتية في سنجار سرعان ما رفض الاتفاق، مشيراً الى أن الاتفاق لم يعط أي دور لأهالي سنجار وأنه أُبرِم دون الأخذ برأيهم.
يقع قضاء سنجار على بعد 120 كم غرب الموصل، ادارياً يتبع محافظة نينوى، ويعتبر ضمن المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية، لخضوعها للمادة 140 من الدستور العراقي.