يقوم الشاب أحمد محمود وهو نازح من محافظة نينوى يعيش في كركوك بمهام تطوعية في ملاحقة النازحين والوصول اليهم ومن ثم نقل فرق صحية لتلك المواقع من أجل حصول النازحين في كركوك على لقاح كورونا.
يعمل مع احمد ثلاثة فرق جوالة مختلفة، مهامها التنسيق بين النازحين والجهات الصحية لغرض حصولهم على اللقاحات وحتى الادوية، ذات الاسعار "الغالية" في صيدليات كركوك.
يقول الشاب أحمد محمود العبيدي (22 عاما)، لـ ( كركوك ناو) ، "بعد تفشي وباء كورونا منذ عامين قمت انا ومجموعة من الشباب النازحين بتشكيل فرق تطوعية مهمتها تسهيل اخذ اللقاح من قبل النازحين وخاصة الذين هم من فئات عمرية كبيرة لا يعرفون اهمية الحصول او كيفية الحصول عليها".
"في بداية الامر كان النازحون يشعرون بان هناك صعوبة في تلقي اللقاح بسبب الاجراءات الادارية التي وضعت من قبل وزارة الصحة". هذا ما يوضحه أحمد.
حسب المعلومات التي حصل عليها (كركوك ناو) من دائرة صحة كركوك، يوجد 90 مركز تطعيم في عموم المحافظة، هذه المراكز تشمل النازحين ايضاً.
الفرق التطوعية ساهمت بأخذ اللقاح من قبل النازحين لأكثر من 750 شخص
ولفت العبيدي في حديثه الى أن فريقه " ساهم بشكل كبير في اخذ المئات للقاح عبر التنسيق مع اللجان الطبية التي تنتشر في الاحياء السكنية في كركوك".
خلال فترة الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام- داعش (2014 – 2017)، نزح الآلاف من سكان قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك و محافظات نينوى، ديالى، صلاح الدين وحتى بابل صوب كركوك، بالرغم من أن المخيمات قد تم إغلاقها منذ عام 2020، لكن قسماً من النازحين لم يعودوا الى مناطقهم حتى الآن ولا زالوا يعيشون في مناطق مختلفة من كركوك.
حسب آخر احصائيات المنظمة العالمية للهجرة (IOM)، يتواجد أكثر من 91 ألف نازح في كركوك.
عفيفة حمود(34 عاما) النازحة الى كركوك من نينوى قالت لـ( كركوك ناو)، أن "العقبات في التسجيل الالكتروني غابت وهناك تسهيلات في أخذ اللقاح ولكن الكثير منا لا يريد اخذ اللقاح لان الموضوع اخذ أبعاد أخرى واعطي اكبر من حجمه".
وأشارت الى أن" اللقاح صار فرضاً علينا وراجعت المستوصف الصحي في حي الواسطي واخذت اللقاح من اجل اتمام عمليات المراجعة في الدوائر الحكومية وليس لشيء ثان غير ذلك".
في 22 آب 2021، اشترطت إدارة كركوك، مستندة الى قرار مجلس الوزراء العراقي، على الموظفين أخذ لقاح كورونا للسماح لهم بالدوام، فيما شددت على عدم تسيير معاملات مراجعي الدوائر ما لم تكن بحوزتهم بطاقة التلقيح أو بطاقة فحص كورونا.
ويعفى من القرار الأشخاص الذين لديهم تقارير طبية تثبت أنه يتعذر عليهم أخذ اللقاح، أو من لم تمر ثلاثة اشهر على إصابتهم بفيروس كورونا.
لست انا فقط بل الاف مثلي لا يريدون اللقاح الذي هو ليس مانع للإصابة لان كورونا ولقاحه هي لعبة سياسية
ويقول احمد أن" الفرق التطوعية ساهمت بأخذ اللقاح من قبل النازحين لأكثر من 750 شخص من محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى في احياء كركوك بالتنسيق مع الفرق الصحية."
وأوضح بأن مهام فريق التوعية تتمثل بتسهيل امور النازح في المراجعة، خاصة وان الفرق الصحية بدائرة صحة كركوك تقدم كل ما يلزم من عون لأخذ اللقاح.
يفضل بعض النازحين عدم تلقي الجرعة إلا إاذا كانوا مضطرين لأخذها كون الحكومة العراقية فرضت على الجميع ابراز بطاقة التفليح كشرط لمراجعة الدوائر الحكومية، وذلك في الوقت الذي شددت فيه منظمة الصحة العالمية على أن اللقاح هو السبيل الوحيد لمواجهة فيروس كورونا.
ويقول النازح من ديالى الى كركوك، حسن عمر الخالدي، لـ ( كركوك ناو)، أن" اللقاح متوفر وان الصعوبات التي كانت تواجهنا انتهت ولكننا لن ناخذ اللقاح ولا تسألني لماذا، انا لا أريد أخذ اللقاح".
"لست انا فقط بل الاف مثلي لا يريدون اللقاح الذي هو ليس مانع للإصابة لان كورونا ولقاحه هي لعبة سياسية وصراع بين القوى الكبيرة يراد منها تدمير اقتصاد البلاد الفقيرة ". هذا مايعتقده حسن الخالدي.
وبصوت عالٍ يقول: "انا وعائلتي لو وصلنا للموت لن نأخذ اللقاح لاي سبب كان".
ويأتي ذلك في حين قرر مجلس القضاء الأعلى في آب 2021 اتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي شخص يحرض الناس على رفض أخذ لقاح كورونا.
أين يتوفر اللقاح، وماهي انواعه؟
تتوفر في محافظة كركوك حالياً ثلاثة أنواع من لقاح كورونا، هي فايزر، أسترازينيكا و سينوفارم، وهي مخصصة للجميع. تم حتى الآن إعطاء 701 ألف و 317 جرعة لقاح بأنواعه الثلاثة للمواطنين، وفقاً لإحصائية رسمية حصلت عليها (كركوك ناو)، لكن الاحصائية لم تبين عدد النازحين منهم.
من جهته يقول مدير عام صحة كركوك نبيل حمدي بوشناق لـ ( كركوك ناو)، أن" صحة كركوك تسعى لوصول اللقاح الى جميع سكان كركوك لأنه يساهم في تقليل الاصابات وزيادة المناعة لدى المواطن واي صعوبات لا توجد في اخذ اللقاح خلال دقائق تستلم اللقاح والبطاقة الخاصة به".
في محافظة كركوك، وصل عدد المصابين بفيروس كورونا حتى 25 آذار 2022 الى 89 ألف و 314 شخص، وسجلت ألف و 489 حالة وفاة بالفيروس، من بينهم النازحين.