السلامة والتأثيرات الجانبية
"تم خلط 50 مليون جرعة لقاح كوفيد-19 ببروتين فيروس الايدز (HIV)، والآن تقول الحكومة أنها لا تشكل خطراً، هناك غرضان وراء ذلك، إما من أجل كسب الأموال أو لكي يصاب الناس بمرض الايدز"، هذه العبارة نُشرت باللغة الكوردية على أحد الحسابات الشخصية و تمت مشاركتها 13 مرة، كما حصلت على 100 إعجاب.
ما الذي يقف وراء هذه الشائعة؟
منذ انطلاق حملات التطعيم في العراق في آذار 2021، انتشرت العديد من شائعات حول سلامة اللقاحات منذ بدء عملية التطعيم في آذار 2021. العديد من الحسابات المعروفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بالأخص على شبكة فيسبوك ، تنشر شائعات ومعلومات مضللة عن كوفيد-19 واللقاحات باللغة الكردية واللهجة العراقية العامية، والتي تعجز منصات التواصل الاجتماعي حاليًا عن رصدها وحظرها بسبب خصائص الحروف المستخدمة في هذه اللغات أو اللهجات. غالبًا ما تنشر هذه الحسابات مقاطع فيديو قصيرة بلغات أخرى، لكنها ترفقها بتوضيحات تحوي أخطاء في الترجمة ومعلومات خاطئة.
الحساب الذي نشر عدة شائعات ربطت فيها بين بروتين فيروس (HIV) نقص المناعة البشرية و لقاحات COVID-19 كان يهدف لبث الذعر بين الناس من أن أخذ اللقاحات ستنتج عنه مخاطر كبيرة على صحتهم في المستقبل. وجاءت هذه الشائعات بعد نشر دراسة في هولندا جاء فيها أن "دراسة أجريت تحت إشراف جامعة أكسفورد أسفرت عن اكتشاف نوع جديد أكثر ضراوة من فيروس نقص المناعة البشرية وذو تأثيرات صحية أكبر ".
الادعاء بوجود صلة بين لقاحات فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) و COVID-19 شائعة تدعو للقلق، نظراً لأن المجتمعات الإسلامية تنظر إلى فيروس نقص المناعة البشرية على أنه أمر معيب. الأشخاص الذين ينشرون هذه الإشاعة مدى السرعة التي سيخلق بها هذا الادعاء التردد وانعدام الثقة ، خاصة بين المجاميع ذات مستوى تعليمي محدود والذين هم أقل قدرة على التحقق من صحة المعلومات المتعلقة بالشائعة.
التحقق من المعلومات
تصدت منظمة شبكة سلامة اللقاح، وهي مصدر موثوق من قبل منظمة الصحة العالمية، للشائعات التي تم تداولها في دول مختلفة من العالم، وذكرت أن لقاحات COVID-19 لا تحوي على أي نوع من البكتيريا أو فيروس (HIV) ؛ يعمل اللقاح على تعزيز قدرة الجسم على الاستجابة لمسببات الأمراض وليس إضعافها.
رداً على تلك الشائعة، أوضح الدكتور كمال أولري منسق المجموعات الصحية في كردستان والعراق أنه "لا يمكن وضع أجزاء من فيروس معين في لقاح مضاد لفيروس آخر، خلاصة ذلك لا توجد بروتينات فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في لقاحات COVID 19 ".
ما أهمية ذلك؟
مرض الايدز من الأمراض الموصومة بشدة في العراق، الآراء السلبية حول المرض تشكل تحديًا كبيرًا. وتوجد أدلة على أن هذه الشائعات قد ترسخت بالفعل إلى حد ما وباتت تشجع الناس على إقناع غيرهم بعدم أخذ لقاحات COVID-19.
تقول أحد التعليقات التي كتبت تحت هذا المنشور " تلقيت اللقاح الثاني وهذا يعني بأن حياتي قد دمرت" ، بينما قال آخر، "ماذا علي أن أفعل الآن؟ لماذا لم تخبرونا بذلك مسبقا ”. وقال ثالث: "منذ أن سمعت بهذا الخبر وأنا أحث الناس على عدم أخذ أي لقاح".
من المهم الرد على الادعاءات الواردة في هذه الشائعة لمنع انتشارها بشكل أكبر. من المهم الإشارة إلى أن الأخبار المتعلقة باكتشاف متغير جديد لفيروس الايدز والتي أدت الى انتشار هذه الشائعات، لا علاقة لها باللقاح، لأن تقديرات الباحثين تشير الى أن المتغير الجديد لفيروس الايدز ظهر لأول مرة في هولندا في التسعينات وأواخر الثمانينيات، لكنه انحسر في السنوات العشر الماضية.