عقد رؤوساء الوحدات الادارية في غرب محافظة نينوى، مؤتمراً في مركز قضاء تلعفر، للتباحث في واقع الأمن والخدمات والسلام في المنطقة، بحضور ممثلين عن العشائر العربية والتركمانية والكردية والايزيدية.
وأفاد قائممقام البعاج أحمد يوسف العفين أن "المجتمعين ركزّوا على تعزيز التعايش السلمي في مناطق غرب نينوى ونبذ التطرف، الا أنهم ناقشوا أيضاً ملفات العمل من أجل مكافحة التصحر".
واضاف خلال حديثه لـ كركوك ناو، " سيتم تشكيل وفد رسمي وشعبي لنقل معاناة سكان هذه المناطق إلى الحكومة الاتحادية، وتعويض المزارعين والفلاحين ومربي الثروة الحيوانية عن الأضرار التي لحقت بهم جراء مواسم الجفاف، ومناقشة النقص الحاد في الخدمات في اقضية غرب نينوى، إلى جانب التعاون الأمني للحفاظ على الاستقرار".
وجهنا جميع المؤسسات الرسمية، الادارية والأمنية، في تلعفر إلى بذل كل الجهود لخدمة سكان مناطق غرب نينوى
وحضر المؤتمر، الذي عُقد في الثلاثاء 10 أيار 2022، قائممقامو أقضية تلعفر والبعاج والحضر وسنجار، ومدراء نواحي العياضية وزمار وربيعة والمحلبية وتل عبطة والقيروان، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وشيوخ العشائر والوجهاء.
فيما قال قائممقام تلعفر قاسم محمد شريف، أنه "من دواعي السرور أن تُقدم تلعفر، إدارةً ونخب مجتمعية، مبادرة للتعايش والسلام، نعتقد أن مناطق غرب محافظة نينوى بحاجة ماسة إليها، حيث تهدف هذه المبادرة إلى نبذ كل أشكال العنف والتطرف وتسخير الجهود جميعها في تحقيق ذلك".
وأشار شريف في حديث لـ كركوك ناو، أنه "وجهنا جميع المؤسسات الرسمية، الادارية والأمنية، في تلعفر إلى بذل كل الجهود لخدمة سكان مناطق غرب نينوى، وعدم الاقتصار على سكان تلعفر".
ويقع تلعفر، الذي يسكنه نحو 450 الف نسمة، موزعة على مركز المدينة ونواحٍ ثلاث، على بُعد 69 كم شمال غرب الموصل، وجميع سكان مركزها من القومية التركمانية، فيما ينتشر العرب والأكراد في بعض النواحي والقرى التابعة له، مثل ربيعة، وزمار، والعياضية.
المؤتمر فرصة حقيقية ورسالة واضحة للحكومة المركزية والمحلية والمنظمات الدولية في ضرورة الاهتمام بتلك المناطق واحترام خصوصياتها
من جانبه أوضح الناشط المدني عبدالجبار الزهيري، والذي حضر المؤتمر، أنه "تم الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر أوسع للاتفاق على المبادئ العامة التي تجمع سكان تلك المناطق والمصير المشترك لهم لتخفيف وطأة الأزمات، كما تمّ التاكيد على التعاون والتنسيق بين الوحدات الادارية في غرب نينوى في المجالات الادارية والامنية والمجتمعية"
وأضاف لـ(كركوك ناو)، أن "المؤتمر فرصة حقيقية ورسالة واضحة للحكومة المركزية والمحلية والمنظمات الدولية في ضرورة الاهتمام بتلك المناطق واحترام خصوصياتها بهدف تعزيز التعايش والسلام ومكافحة العنف والتطرف وحل المشاكل المجتمعية عبر الحوار، والعمل على أساس الوطنية بعيداً عن التوجهات السياسية".
ولفت إلى أن المجتمعون اتفقوا على عقد المؤتمر القادم في قضاء البعاج"، مؤكداً أن "خليطاً من مختلف مكونات نينوى شارك في المؤتمر، بينهم مسلمين عرب وأكراد وتركمان، وإيزيدية".
وبعد تحرير تلعفر من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، في أب 2017، عاد نحو 60% من النازحين التركمان إلى مدينتهم بينما ينتشر الاخرون، الذين فضّلوا عدم العودة، في عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى، لا سيما النجف وكربلاء وبابل، إلى جانب إقليم كوردستان، وكركوك وتركيا.
وتسعى الادارة المحلية بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في القضاء إلى اعادة اعمار البنى التحتية وتقديم الدعم اللازم للسكان بغية تشجيع النازحين للعودة إلى منازلهم، وتشهد دوائر وأسواق تلعفر وعياداتها الطبية، توافداً واضحاً لسكان أقضية سنجار والبعاج.