كشف مدير آثار تلعفر، عن موقعٍ أثري يعود تاريخه إلى نحو 500 سنة قبل الميلاد، تعرض إلى عبث مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، وما زال بعض المواطنين يقومون بأعمال حفر فيها، داعياً الجهات المعنية إلى التعاون للحفاظ على الموقع.
ويقع تلعفر، الذي يسكنه نحو 450 الف نسمة، موزعة على مركز المدينة ونواحٍ ثلاث، على بُعد 69 كم شمال غرب الموصل، وجميع سكان مركزها من القومية التركمانية، فيما ينتشر العرب والأكراد في بعض النواحي والقرى التابعة له، مثل ربيعة، وزمار، والعياضية.
عض المواطنين من أصحاب الشفلات ما زالوا حتى اليوم يتجاوزون على الموقع من خلال القيام بأعمال الحفر فيها
وقال أمين عمر حيدر لـ(كركوك ناو) أن "مدينة تلعفر تضم نحو 300 موقعاً أثرياً تعود إلى عصور مختلفة سحيقة في القدم، من بينها موقع باش تبه جنوب غرب القضاء حيث يعدّ موقعاً أثرياً كبيراً وهاماً".
وأشار إلى أن "موقع باش تبه يعدّ مستوطنة أشورية يعود تاريخها إلى نحو 500 سنة قبل الميلاد، وهو يضم حتى اليوم قطعاً أثرية وفخار وقبور قديمة ومجهولة".
وأضاف أن "الموقع تعرض إلى عبث من قِبل مسلحي داعش خلال سيطرة التنظيم على المدينة في حزيران 2014 وتسببوا بأضرار كبيرة للموقع".
وقبعَ قضاء تلعفر، زهاء ثلاث سنوات تحت سيطرة (داعش)، الذي قتل العشرات من أهله، فيما مصير 1300 منهم ما زال مجهولاً، بعد أن أقدم على خطفهم منذ الساعات الأولى لسيطرته على القضاء إلى إعادة سيطرة القوات الامنية العراقية عليه، بينهم أطفال ونساء.
وتابع حيدر، أن "بعض المواطنين من أصحاب الشفلات ما زالوا حتى اليوم يتجاوزون على الموقع من خلال القيام بأعمال الحفر فيها"، داعياً إلى "الكف عن التجاوز على هذه المنطقة الأثرية".
وطالبَ مدير أثار تلعفر، الأجهزة الأمنية والسلطات المعنية كافة بـ"التعاون في الحفاظ على هذا الموقع الأثري من عبق بعض المواطنين".
وبعد تحرير تلعفر من سيطرة (داعش)، في أب 2017، عاد نحو 60% من النازحين التركمان إلى مدينتهم بينما ينتشر الاخرون، الذين فضّلوا عدم العودة، في عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى، لا سيما النجف وكربلاء وبابل، إلى جانب إقليم كوردستان، وكركوك وتركيا. وتسعى الادارة المحلية بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في القضاء إلى اعادة اعمار البنى التحتية وتقديم الدعم اللازم للسكان بغية تشجيع النازحين للعودة إلى منازلهم.