المركز الصحي الذي كان يوفر الخدمات الصحية لسكان خمس قرى واقعة ضمن حدود قضاءي كفري و طوز خورماتوو اغلق منذ ما يقرب 10 سنوات، ما اضطر سكان تلك القرى للتوجه الى مراكز الأقضية والمدن لغض للعلاج.
في عام 2005، افتتحت حكومة اقليم كوردستان مركزاً صحياً في قرية قومبلك التابعة لناحية زنانة بقضاء طوز خورماتوو، والتي تتبع إدارة كرميان الخاضعة لسلطة حكومة اقليم كوردستان، لكن المركز الصحي أُغلِق منذ عام 2013 بقرار من مديرية صحة كرميان.
هلكوت محمد، من سكنة قرية قومبلك، قال لـ(كركوك ناو)، ان "افتتاح المركز الصحي كان ذو أهمية كبيرة بالنسبة لنا، المركز كان يقدم خدماته على مدار الساعة، تخلصنا حينها من عناء السفر لغرض العلاج، المركز الصحي كان ضرورياً بالأخص للحالات الطارئة، لكن للأسف أغلقوا المركز بالرغم من أن سكان أربع قرى أخرى كانوا يتلقون العلاج من هذا المركز الصحي".
افتتح المركز في عام 2005.. قرية قومبلك كانت تضم في حينها 50 عائلة، أما الآن فتقلص عددها الى 15 عائلة فقط. العشرات من العوائل القاطنة في أربع قرى أخرى مجاورة كانت تتلقى الخدمات الصحية من نفس المركز الصحي.
نطالب بإعادة فتح المركز الصحي أمام المواطنين
تقع قرية قومبلك ضمن المناطق المتنازع عليها التي لم تُحسم بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان بموجب الدستور العراقي.
"بتنا الآن مضطرين للذهاب الى مستشفيات المدينة للحصول على حبوب الصداع والانفلونزا"، يقول هلكوت محمد.
حسب سكان المنطقة، كان المركز الصحي مجهزاً بالمستلزمات الطبية، فضلاً عن توفر عدد كاف من الأطباء والكوادر الصحية، وكان المركز يقدم خدماته على مدار الساعة.
وقال هلكوت، "منذ أن أًغلق المركز الصحي، اضطررنا لنقل مرضانا في منتصف الليل الى قضاء طوز خورماتوو بالرغم من أن المنطقة ليست مستقرة أمنياً"، وتابع "مؤخراً، نقلنا مريضاً بحالة طارئة الى خورماتوو، وقال لنا الطبيب أين كان يعيش هذا المريض، كان من المفترض أن يتلقى العلاج مبكراً، تأخرتم في إحضاره الى المستشفى، فأخبرناه بأننا أتينا من منطقة بعيدة".
قضاء طوز خورماتوو التابع لمحافظة صلاح الدين يبعد حوالي نصف ساعة بالمركبة عن القرى.
وقال هلكوت، "نطالب بإعادة فتح المركز الصحي أمام المواطنين".
حول إغلاق المركز الصحي، قال عباس عزيز، نائب مدير عام صحة كرميان، "في الفترة بين عامي 2010 و 2014 أُغلِقت ثلاثة مراكز صحية في القرى ، من بينها مركز قومبلك الصحي... أحد الأسباب وراء إغلاق المركز هو قلة عدد العوائل المقيمة هناك"، بالرغم من إشارته الى تلقي سكان عدة قرى أخرى مجاورة العلاج من نفس المركز.
منذ إغلاق ذلك المركز الصحي، لم يراجعنا سكان تلك القرى ليطالبوا بإعادة فتحه
من ألأسباب الأخرى التي أدت الى إغلاق المركز الصحي، حسب عباس عزيز، "قلة الملاكات في القطاع الصحي، ليس لدينا ما يكفي من منتسبين لإرسالهم الى تلك المراكز".
هاوزين عثمان، رئيس فرع السليمانية لنقابة منتسبي الصحة في كوردستان، قال في حوار مفتوح نظمته مؤسسة (كركوك ناو) و منظمة انترنيوز في السليمانية يوم الأربعاء، 1 حزيران، "أحد أكبر المشاكل التي تواجه قطاع الصحة في محافظة السليمانية يتمثل بقلة الكوادر الصحية"، وشدد على أنه "يوجد 12 ألف متخرج من الأقسام الصحية في السليمانية لكن حكومة الاقليم لم تعيّنهم بالرغم من حاجة كافة الوحدات الصحية الى كوادر".
وقال نائب مدير عام صحة كرميان، "منذ إغلاق ذلك المركز الصحي، لم يراجعنا سكان تلك القرى ليطالبوا بإعادة فتحه".
من جانبه، قال محمد خورشيد، مختار قرية قومبلك، "نحن الآن بحاجة الى مركز صحي أكثر من أي وقت مضى، وباء كورونا موجود والحمى النزفية منتشرة، نناشد الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان بالعمل على إعادة فتح المركز الصحي".
وجود هذا المركز ضروري جداً في هذا الوقت بالذات
أما كامل جميل، مدير مستشفى طوز خورماتوو فيقول، "من الناحية الإدارية، المنطقة تابعة لحكومة الاقليم وهي المسؤولة عن إعادة فتح المركز الصحي".
وحث نائب مدير عام صحة كرميان، عباس عزيز، سكان تلك القرى بتقديم طلب رسمي لإعادة فتح المركز.
"من حق هؤلاء الناس أن يعاد فتح المركز الصحي لهم، وجود هذا المركز ضروري جداً في هذا الوقت بالذات".
