في وقت متأخر من ليلة الأول من حزيران، تعرض شاب نازح في الثامنة عشرة من العمر، يدعى وجدي زيدان، الى اعتداء من قبل عدة اشخاص بالقرب من مخيم شاريا للنازحين وبعد تخديره وتعذيبه قطعوا أذنيه.
وجدي، طالب في السادس الاعدادي، مقيم في مخيم شاريا الخاص بالنازحين من حرب داعش، يخضع حالياً للعناية الطبية وسجل شكوى دون اتهام أي شخص بالتحديد.
تفاصيل الحادث
حسب زيدان علي، والد وجدي، في الساعة 10 من ليلة 1 حزيران أخبر وجدي أفراد عائلته بأنه سيذهب لمتابعة مباراة كرة قدم مع مجموعة من أصدقائه وذهب الى مجمع شاريا القريب من المخيم.
غادر المخيم لوحده، لأن أصدقائه وفقاً لما قال والده يقيمون في المجمع.
بعد انتهاء المباراة، ودع أصدقاءه، لكن في طريق العودة الى المنزل، تعرض وجدي لاعتداء من قبل عدة اشخاص يقال أنهم كانوا ثلاثة.
وقال زيدان، "اعترضوا طريقه قبل دخول المخيم، في البداية لكموه في بطنه ورأسه حتى أفقدوه الوعي وحين استعاد وعيه كانوا قد قطعوا أذنيه".
أثناء قطع أذنيه، نزف الكثير من الدم وأصيب نتيجة ذلك بنزيف حاد
آفدل علي، عم وجدي، يقول بأن الحادث وقع على بعد بضعة أمتار خارج المخيم، "تحدثت مع وجدي فأخبرني أنم كانوا ثلاثة، أعمارهم أكبر منه وأنهم كانوا ضخام الجثة ويتحدثون باللهجة السنجارية".
وجدي، ايزيدي ومن أهالي قرية سيبا شيخ خدر بقضاء سنجار، نزح مع عائلته بعد هجوم تنظيم داعش في آب 2014 الى مخيم شاريا في قضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك.
وجدي لديه ثلاثة اشقاء وثلاث شقيقات وهو أكبرهم، ووالده جندي في الجيش العراقي.
"أثناء قطع أذنيه، نزف الكثير من الدم وأصيب نتيجة ذلك بنزيف حاد"، يقول آفدل.
حسب هيمن سليمان، المتحدث باسم شرطة دهوك، بعد أن استفاق وجدي، التقط صورة لنفسه بهاتفه الجوال وتبين له بأنهم قطعوا أذنيه.
زيدان علي، والد وجدي، يتحدث لـ(كركوك ناو)
مطالبات بالعثور على المتورطين
زيدان علي، والد وجدي، قال لـ(كركوك ناو)، "ليس لدينا مشاكل مع احد، كان منشغلاً بدراسته فقط، خصصنا له خيمة صغيرة داخل المخيم لكي يدرس فيها... لم يتسبب بأية مشاكل في يوم من الأيام، أصابنا هذا الحادث الشنيع بالذهول، لا يقوم بذلك إلا الارهابيون". وطالب زيدان الحكومة باعتقال المتورطين وإنزال العقاب بهم.
من جانبه، شدد عم وجدي، آفدل علي، على أنه حسب علمه لم تكن لابن أخيه اية مشاكل مع احد وقال، "إذا لم يكشفوا عن هوية المتورطين ستخلق مشاكل كبيرة لنا ولبقية السكان".
وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها (كركوك ناو)، لم يتم إلقاء القبض على أي متهم.
سُجلت شكوى وتتولى لجنة مشتركة من الآسايش وشرطة دهوك التحقيق مع عدة اشخاص متهمين
وقال المتحدث باسم شرطة دهوك، "ما توصلنا إليه يفيد بحدوث مشاجرة بالقرب من المخيم وعلى إثرها تم قطع أذني شاب".
"وجدي قال في إفادته أنه لا يعرف المتهمين ولا يشك بشخص معين، كما أنه قال لا يعرف كيف قطعوا أذنيه"، بحسب ما اوضحه المتحدث باسم الشرطة، هيمن سليمان.
وأضاف، "في البداية دافع عن نفسه لكنه فقد الوعي ولم يعرف ماذا حدث بعد ذلك، الى أن استعاد وعيه".
"سُجلت شكوى وتتولى لجنة مشتركة من الآسايش وشرطة دهوك التحقيق مع عدة اشخاص متهمين، لكن لم يُعتقل أحد حتى الآن"، وأكد هيمن أن المتورطين سيقعون في يد العدالة.
وقال مدير دائرة الهجرة والمهجرين واستجابة الأزمات التابعة لحكومة اقليم كوردستان في محافظة دهوك، ديان جعفر، "ذوو وجدي يقيمون في مخيم شاريا، لكن الحادث وقع خارج المخيم، يًرجح أن يكون المتورطون من النازحين أيضاً، لكن لم يتم التوصل لهوياتهم بعد، نطمئن ذوي وجدي بأن الأجهزة الأمنية ستكشف عن المتورطين في أقرب وقت".
ويقول المحامي بهاء الدين يوسف بأن القضية سيتم التعامل معها وفق المادة 412 من قانون العقوبات العراقي.
وتنص المادة، بحسب ما اوضحه بها بهاء الدين يوسف، على أن من اعتدى عمدا على اخر بالجرح او بالضرب او بالعنف او بإعطاء مادة ضارة او بارتكاب اي فعل اخر مخالف للقانون قاصدا احداث عاهة مستديمة به يعاقب بالسجن مدة تصل الى خمس عشرة سنة.