(كركوك ناو) ينشر اعترافات قيادي في داعش
ثأراً لمقتل أخي، ذبحت جميع البيشمركة الأسرى

كركوك/ 2015/ منطقة مكتب خالد، المكان الذي وقع فيه عدد من البيشمركة في الأسر خلال هجوم لمسلحي تنظيم داعش    تصوير: كاروان الصالحي

كركوك ناو

اعترف مسؤول سرية الاعدامات في تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في ولاية كركوك بإقدامه على قطع رؤوس عدد من البيشمركة الأسرى لدى داعش في قضاء الحويجة بعد فترة من عرضهم داخل اقفاص حديدية وقال، "فعلت ذلك ثأراً لمقتل شقيقي."

المسؤول في تنظيم داعش اعتُقل مطلع هذا العام بتهمة تورطه في قتل أحد أبناء عمومته استناداً الى المادة 406 من قانون العقوبات العراقي وذلك في حملة مداهمة للقوات الأمنية جنوبي كركوك، وبعد التحقيق اتضح بأنه تقلد عدة مسؤوليات إبان فترة سيطرة داعش، من بينها آمر سرية الاعدامات.

 كما اعترف بتورطه في عدة جرائم من بينها ذبح البيشمركة الأسرى، قتل ابن عمه، قتل مختار منطقة ومحاولة قتل أحد أعمامه، الى جانب مشاركته في عدة معارك ضد الجيش وقوات البيشمركة في الفترة بين عامي 2014 و 2017.

 

كيف انكشف أمره؟

بعد إلقاء القبض عليه وإيداعه في سجن تسفيرات كركوك، لاحظت القوات الأمنية أن عدد زواره في السجن كان كبيراً وهو ما اثار ريبتها، حسب مصادر لـ(كركوك ناو).

وقال أحد تلك المصادر، "بسبب ذلك، قامت القوات الأمنية بمتابعته ووضعه تحت الرقابة، في نفس الوقت كانت هناك شكاوى ضده من قبل بعض الأشخاص اتهموه بأنه بايع تنظيم داعش وتعاون معهم في قضاء الحويجة."

بعد أن زادت الشبهات، حققت الأجهزة الأمنية معه واعترف بتورطه في بعض الجرائم وأقر بأنه كان يتولى إعادة تنظيم خلايا داعش النائمة في السجن.

الاعترافات

وفقاً للاعترافات التي حصلت عليها (كركوك ناو)، أقر القيادي في داعش بضلوعه في قتل ابن عمه وقال، "لأنه تعاون مع قوات البيشمركة في كركوك وقضاء الدبس."

sarbazgay bagara

كركوك/ 2018/ معسكر البكارة، بالقرب من قضاء الحويجة والذي عثر فيها على مقبرة جماعية يعتقد بأنها تضم رفات أشخاص بعض من البيشمركة الأسرى     تصوير: كاروان الصالحي

وأضاف في اعترافاته، "خططت لقتل عمي أيضاً لكن خطتي لم تفلح". حسب أقوال المسؤول في داعش، فإن عمه كان يملك جرافة واستخدمها لبناء ساتر لقوات البيشمركة إبان المواجهات المسلحة بين البيشمركة ومسلحي داعش.

في عام 2017 تسلل، حسبما جاء في اعترافاته، خلف خطوط البيشمركة مع مفرزة لداعش وقتلوا مختار قرية قوشقايه بقضاء الدبس شمال غربي كركوك، وفي طريق عودتهم قتلوا مهندساً جيولوجياً يعمل في حقل الخبازة النفطي.

 

"ثأراً لمقتل أخي، قررت أن نذبح جميع البيشمركة الأسرى"

فجر يوم 30 كانون الثاني 2015، شن مسلحو داعش هجوماً من أربعة محاور في كركوك (مريم بك، ملا عبدالله، مكتب خالد و تل الورد)، وبعد سيطرتهم على عدة مناطق واقترابهم من مدينة كركوك تم دحر الهجوم.

في ذلك الهجوم وقع 17 من أفراد قوات البيشمركة، معظمهم من كركوك، في أسر داعش. القيادي المعتقل شارك في تلك المعركة وكان في حينها مسؤولاً لكتيبة انتحارية تدعى كتيبة الانغماسين.

ويوقل في اعترافاته "قُتل أخي في تلك المعركة على يد قوات البيشمركة... لذا قررنا إرسال قوة لنجدة أفراد كتيبة الانغماسين لكي لا تقع جثثهم في يد قوات البيشمركة ونجحنا في ذلك."

وتولت تلك القوة ايضاً نقل البيشمركة الأسرى معها الى قضاء الحويجة، 55 كم جنوب غرب مدينة كركوك.

وقال القيادي في داعش، "في الحويجة صنعنا اقفاص حديدية للأسرى وألبسناهم زياً برتقالياً واستعرضناهم داخل سوق الحويجة"، وأضاف، "ثأراً لمقتل أخي، قررت بعد أيام ذبح جميع البيشمركة الأسرى"، نظراً لكونه مسؤول سرية الاعدامات لتنظيم داعش في ولاية كركوك.

فيديو: سوق الحويجة، المكان الذي استعرض فيه مسلحو داعش عدداً من البيشمركة الأسرى داخل أقفاص حديدية في عام 2015 / أرشيف (كركوك ناو)

"كنا نقطع رأس أحد البيشمركة ف يكل مرة، اشرفت بنفسي على العملية."

تنظيم داعش نشر في حينها مقاطع فيديو توثق ذبح عدد من أفراد البيشمركة.

في الفترة من منتصف عام 2014 حتى أواخر 2017 وإعلان الحكومة القضاء على تنظيم داعش في العراق، وقع أكثر من 62 من عناصر البيشمركة في قبضة التنظيم أو فُقِدوا، 21 منهم كانوا من أهالي كركوك، حسب احصائيات حكومة اقليم كوردستان.

القيادي المعتقل شدد على أن جثث قسم من أفراد البيشمركة دفنت في قرية البكارة القريبة من قضاء الحويجة، فيما دفن قسم آخر منها في منزل أحد القضاة في الحويجة.

قضاء الحويجة كان المعقل الأخير لمسلحي داعش في كركوك وتمت استعادته في تشرين الأول 2017.

شاخوان زاهر، شقيق آسو، الذي كان أحد البيشمركة الذين وقعوا في اسر داعش، قال لـ(كركوك ناو)، "مؤخراً، زارنا مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في كركوك، آسو مامند، وطلبنا منه أن يساعدنا الاتحاد الوطني في إعادة رفات أبنائنا."

شاخوان قال في تقرير سابق لـ(كركوك ناو) بأنه وبعد جهود مضنية، التقى بأحد قياديي تنظيم داعش المعتقلين في سجن بكركوك وعلم منه بأن رفات العديد من أفراد البيشمركة موجودة في مقابر جماعية في قضاء الحويجة و معسكر البكارة في كركوك.

"تحدث ذلك القيادي في داعش بالتفصيل عن كيفية استشهاد البيشمركة، حتى أنه ذكر بأن رفات 10 من البيشمركة موجودة في معسكر البكارة، وأن رفات 4 آخرين دفنت داخل حديقة منزل قاضي الحويجة"، حسبما قال شاخوان زاهر.

وقال شاخوان لـ(كركوك ناو) يوم الأربعاء، 9 أيار، "أخبرت آسو مامند بما توصلت اليه مرة اخرى، من جانبه وعدنا بالعمل على القضية مع الجهات المعنية في أقرب وقت وإعادة رفات الضحايا الى مدينة كركوك."

تسعى حكومة اقليم كوردستان منذ عام لتخصيص راتب لذوي البيشمركة الذين أسروا أو فقدوا خلال حرب داعش، لكن ذوي قسم من هؤلاء الأسرى والمفقودين لا زالوا متشبثين بأمل العثور عليهم احياء أو على الأقل العثور على رفاتهم في المقابر الجماعية.

مسؤول سرية الاعدامات في ولاية كركوك اعترف ايضاً بأنه كان يعمل من داخل السجن على إعادة تنظيم خلايا داعش النائمة من بعض المسجونين المنتمين للتنظيم، حسب مصادر (كركوك ناو).  

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT