اختتم عدد من شبان قضاء سنجار لقاءاتهم مع المسؤولين في بغداد دون مكتسبات ونتائج عملية وعادوا الى سنجار بعد ما يقرب 40 يوماً من التجمعات الاحتجاجية.
قبل عدة أيام، زار وفد مؤلف من 19 شخصاً يمثلون شبان سنجار المحتجين العاصمة العراقية بغداد لإيصال مجموعة من المطالب، من ضمنها وضع حد للنزاعات العسكرية وتشكيل إدارة جديدة في القضاء.
سعيد دخيل، عضو وفد شبان سنجار، قال لـ(كركوك ناو) أن "الهدف الرئيسي من الزيارة كان إيصال مطالب المحتجين بشأن الأوضاع في القضاء، لكنهم لم يحصلوا إلا على مجموعة من الوعود، لذا قرروا مواصلة التجمعات والتظاهرات".
تأتي هذه الخطوة بعد الاشتباكات التي وقعت بين قوات الجيش العراقي ووحدات مقاومة سنجار (اليبشة) في أيار الماضي والتي أسفرت عن مقتل وجرح عدة أشخاص من الجانبين فضلاً عن نزوح أكثر من 800 عائلة من سنجار.
"تعهدوا بعدم دخول الجيش في اشتباكات مسلحة الا في حال تعرضهم لهجوم واضطرارهم للدفاع عن أنفسهم"، وشدد دخيل على أنهم لن يسمحوا بنشوء اشتباكات في القضاء من جديد، "لأننا نحتاج الى ضمانات أمنية لكي لا ينزح الأهالي مرة أخرى ويجب تشكيل إدارة جديدة لسنجار بأسرع وقت".
منذ الثاني من شهر أيار الماضي، تدأب مجموعة من الشبان الايزيديين في قضاء سنجار على التجمع وسط سنجار وناحية سنوني من الساعة الخامسة حتى السادسة مساءً والتعبير عن احتجاجاتهم بفعاليات وأنشطة مختلفة.
ماجد شنكالي، النائب عن محافظة نينوى في البرلمان العراقي، قال لـ(كركوك ناو)، ان "رئيس الوزراء العراقي لا يستطيع في ظل هذه الظروف اتخاذ قرار بشأن سنجار، لأنه لا يريد إصدار قرار على حساب أية جهة ويسعى لحفظ التوازن بين بغداد واقليم كوردستان، ولا يستطيع أيضاً أن يخطو باتجاه تنفيذ اتفاق سنجار".
بموجب اتفاق سنجار الذي ابرم بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان في 2020، يجب تشكيل إدارة جديدة في القضاء، وإعادة تنظيم الملف الأمني والخدمي وإخراج القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني، لكن بنود الاتفاق لم تنفذ حتى الآن وتتواجد حالياً في سنجار أكثر من ثمان قوى مسلحة.
"أعتقد بأن الاجتماعات التي تعقدها الوفود في بغداد لن تكون لها نتائج فيما يخص الأوضاع في سنجار، هذه الأوضاع ستبقى على ما هي عليه الى أن يتم تشكيل حكومة محلية جديدة في سنجار"، يقول النائب ماجد شنكالي.
سنعقد سلسلة من اللقاءات الأخرى لاطلاع الجميع على الأوضاع في سنجار، شعارنا هو لن نستسلم وسنستمر حتى تُحل مشاكل سنجار
الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي ليست إلا حكومة تصريف أعمال منذ عدة اشهر ولا يُعرف متى ستُشكل الحكومة الجديدة بسبب استمرار الخلافات بين الكتل البرلمانية.
شبان سنجار عادوا الى نينوى بعد اجتماع واحد مع مستشار رئيس الوزراء لكنهم لم يرموا المنديل بعد، حيث يقول سعيد دخيل، "نخطط لزيارة رئيس الجمهورية واللقاء بالمسؤولين الأمنيين في بغداد ونينوى".
المطالب الأربعة لشبان سنجار هي إنهاء التوتر والاشتباكات، خروج جميع المجاميع المسلحة من القضاء باستثناء الشرطة المحلية، تنصيب إدارة جديدة مستقلة والحصول على وعود قطعية بشأن تنفيذ مطالبهم.
سعيد شمو، عضو تجمع شباب سنجار المستقل، قال لـ(كركوك ناو)، انه "سنعقد سلسلة من اللقاءات الأخرى لاطلاع الجميع على الأوضاع في سنجار، شعارنا هو لن نستسلم وسنستمر حتى تُحل مشاكل سنجار".
قضاء سنجار (120 كم غربي الموصل)، تقطنه غالبية ايزيدية. يمر القضاء بظروف أمنية غير مستقرة بعد إنهاء سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، وأصبح مركزاً لصراع العديد من المجاميع والقوى السياسية والمسلحة التي تسعى لبسط نفوذها في المنطقة.