بينما كانت إيمان أحمد جالسة في الصف خلال الدرس الخامس، جاء والدها ليصطحبها الى المنزل بحجة أن لديهم ضيوف، لكن فور وصولها وقبل أن تغير ملابسها "أصابها برصاصتين في صدرها".
الحادث وقع قبل ظهر يوم الاثنين، 17 تشرين الأول 2022 في حي الشرطة بمركز قضاء كفري، وبحسب ذوي وأقارب الضحية وكما أكدت مديرية مناهضة العنف الأسري، فإن المتهم الرئيسي هو والدها.
إيمان ذات الأربعة عشر ربيعاً كانت طالبة في الصف السابع الأساسي بمدرسة سيروان في قضاء كفري.
"اليوم (الاثنين، 17 تشرين الأول) ذهب والد إيمان ليحضرها من المدرسة قبل انتهاء الدرس الخامس، كان مستعجلاً في إحضارها بحيث لم يفسح لها المجال لتجلب حقيبتها المدرسية معها، وحين وصلا الى البيت أقدم على قتلها"، هذا ما قالته كازيوه عاصي، والدة إيمان، لـ(كركوك ناو).
وأضافت بأنها حين وصلت الى مكان الحادث و شاهدت ابنتها "مصابة بطلقات في صدرها"، أغمي عليها.
قتلها وهي لا تزال مرتدية زيها المدرسي وأطلق رصاصتين على صدرها
والدة إيمان تبلغ من العمر 36 سنة وتعيش في منزل منفصل منذ أكثر من سنة، تطلقت من زوجها رسمياً قبل أكثر من شهر بسبب خلافات ومشاكل عائلية واجتماعية، وبعد انفصالهما تزوج كلاهما مرة أخرى وبقيت إيمان واخوتها في بيت والدها.
الرائد أيوب حسين، الناطق باسم مديرية مناهضة العنف الأسري في كرميان قال لـ(كركوك ناو)، ان " والد إيمان ذهب ليحضرها من المدرسة متحججاً بأن لديهم ضيوف لكنه قتلها وهي لا تزال مرتدية زيها المدرسي وأطلق رصاصتين على صدرها".
وفقاً للتحقيقات الأولية، وأقوال ذوي الفتاة وشهود عيان، أن منزل والد إيمان كان خالياً أثناء وقوع الحادث لأن زوجة والدها كانت قد عادت الى بيت والديها وجميع أشقاء وشقيقات إيمان كانوا في مدارسهم.
كان والدهم سيئاً جداً معهم، يضربهم بخرطوم الماء، يوجه اليهم السباب، عانوا كثيراً بسببه
" عُثر في مكان الحادث على سلاح كلاشينكوف وأظرفة رصاص فارغة، لكن المنزل كان خالياً، لم يكن لا والد إيمان ولا زوجة ابيها ولا اخوتها موجودين"، بحسب الرائد أيوب.
إيمان كانت البنت الكبرى والمولودة الثانية لعائلتها، ولديها ثلاث شقيقات وشقيقان آخران جميعهم من نفس الأم.
" زوجي كان شخصاً سيئاً جداً لذا انفصلت عنه، وصل به الأمر الى أن يخونني، ثم تزوج بامرأة أخرى ولم يكن ينفق علينا حين كان الأطفال في عهدتي، لذا قررت إعادة الأطفال إليه"، بحسب ما قالت والدة إيمان التي تحدث باكية لـ(كركوك ناو) عن طريق الهاتف.
وتقول كازيوه، " كان الأطفال يزورونني ويباتون عندي، كانت ابنتي تقول أن والدهم لا يحبهم... كان والدهم سيئاً جداً معهم، يضربهم بخرطوم الماء، يوجه اليهم السباب، عانوا كثيراً بسببه، كانوا يشتكون ضده كل اسبوع في مكتب حقوق الانسان ومديرية مناهضة لعنف الأسري".
(كركوك ناو) لم يتمكن من الحصول على تصريحات من والد الضحية أو الأشخاص المقربين منه.
حسب تحقيقات الشرطة، والد إيمان مطلوب كمتهم رئيسي في القضية لكن لم يُقبض عليه حتى الآن ولا يعرفون مكانه.
المتحدث باسم شرطة كرميان، علي جمال، قال لـ(كركوك ناو)، " كانت هناك آثار طلقات رصاص على جسد الفتاة... والدها الآن هارب، ونظراً لأنه هرب نرجح أن يكون هو من قتل ابنته، لكنه لم يُعتقل حتى الآن".
وأوضح أن ملف القضية أحيل الى مديرية مناهضة العنف الأسري، لأنه مشكلة عائلية وكان الملف موجوداً عندهم سابقاً، بسبب الخلافات التي وقعت بين والد والدة الفتا المجني عليها.
جاءتني حفيدتي قبل فترة وقالت لي باكية لم أعج أتحمل العيش مع والدي لأنه يضربني كثيراً، يخلق لي المشاكل ولا يصرف علينا
والد إيمان يبلغ من العمر 37 سنة، سجلت ضده سابقاً ثلاث شكاوى، اثنان منها من قبل زوجته السابقة (والدة إيمان)، وواحدة من قبل ابنته، إيمان.
" والدة إيمان سجلت شكاوى على زوجها مرتين بتهمة الخيانة الزوجية، سجن على إثرها لفترة الى أن وصل بهما الأمر للطلاق، وقبل اسبوعين، جاءت إيمان بصحبة جدها (والد والدتها) وسجلت شكوى ضد والدها وزوجة والدها بتهمة العنف والاعتداء عليها بالضرب"، حسبما بين الرائد أيوب حسن.
ويقول المتحدث باسم مديرية مناهضة العنف الأسري أن والد إيمان ألقي القبض عليه بناءً على تلك الشكوى، لكن ابنته إيمان عفت عنه وسحبت الشكوى، لذا أخلي سبيله.
جثمان إيمان نقل يوم الاثنين الى دائرة الطب العدلي قبل دفنها في كفري.
" جاءتني حفيدتي قبل فترة وقالت لي باكية لم أعج أتحمل العيش مع والدي لأنه يضربني كثيراً، يخلق لي المشاكل ولا يصرف علينا، طلبت مني أن أذهب معها لتسجيل شكوى فوافقت وسجلنا شكوى على والدها في مديرية مناهضة العنف الأسري"، يقول عاصي محمد، جد إيمان (والد كازيوه).
وقال عاصي لـ(كركوك ناو)ن "بعد ذلك عفت حفيدتي عن والدها، لذا أطلقوا سراحه وبعد أسبوع أخبرونا اليوم بأنه قتل ابنته في منزلهم".
والدة إيمان مصرة على أن يلقى القبض على زوجها لسابق وستسجل دعوى قضائية ضده.
"ولدي الأكبر أخبرني أنه حين عاد من المدرسة قال له شهود عيان أنهم سمعوا صوت إطلاق نار وأن والدهم شوهد وهو يهرب، بعد ذلك اتضح أن شقيقته قتلت، كما أن كاميرات المراقبة رصدت والدها وهو يهرب من مكان الحادث، أطالب بإعدام والدهم".
في اقليم كوردستان، يتم التعامل مع قضايا قتل النساء بموجب المادة 406 من قانون العقوبات العراقي الذي ينص على عقوبة السجن المؤبد أو الاعدام، كما لا يُشمل مرتكبو تلك الجرائم حسب القانون بأي عفو عام أو خاص.