أقل من 20 بالمائة من سكان كركوك تلقوا حتى الآن اللقاح المضاد لكورونا، فيما تشير دراسة أجريت على نطاق المحافظة أن نسبة 60 بالمائة من الذين لم يتلقوا اللقاح مرَدّه الى الخوف من أبرة الحقنة ومضاعفات اللقاح.
هذه المعلومات كشف عنها صباح نامق، مدير قسم الصحة العامة في دائرة صحة كركوك خلال برنامج إذاعي في إطار مشروع متجذرة في الثقة (Rooted in Trust) الذي تنفذه منظمة إنترنيوز بالشراكة مع مؤسسة (كركوك ناو).
وقال صباح نامق، أن "نسبة الملقحين في كركوك لم يصل حتى الآن الى 20 بالمائة وهذه نسبة قليلة جداً مقارنةً بالدول الأخرى وليست في مستوى طموحنا، لأن النسبة وصلت في بعض البلدان الى 90 بالمائة".
وبين مدير الصحة العامة بدائرة صحة كركوك أن الوعي الصحي مهم جداً للمواطنين وأن للإشاعات تأثيرات مباشرة، "على سبيل المثال، في البداية لم يكن الناس يؤمنون بمسألة تفشي فيروس كورونا على الإطلاق".
وقال صباح نامق في المقابلة الإذاعية التي بًثت على راديو الرشيد في كركوك، "أجرينا هذه الدراسات في كركوك بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، السبب الأول الذي يجعل مواطني كركوك يعزفون عن تلقي الفاكسين هو الخوف من مضاعفات اللقاح، وبعضهم يثقون باللقاح لكنهم قالوا بأنهم يخشون من الحقنة، لذا يتجنبون أخذ اللقاح"، وأضاف، ان "60 بالمائة من الذين لم يتلقوا اللقاح في كركوك هو لهذين السببين".
المقابلة الإذاعية مع الدكتور صباح نامق، مدير الصحة العامة بدائرة صحة كركوك
مع ذلك طمأن المواطنين أن اللقاح ليست له مضاعفات سيئة وقال، "فعالية وتأثير فيروس كورونا أصبح أقل مقارنة بالسابق، ربما السبب وراء ذلك هو أن المواطنين أصيبوا سابقاً بكورونا أو أنهم تلقوا اللقاح المضاد للفيروس، وهو ما أدى الى نشوء نوع من مناعة القطيع".
نشط وفعالية اللقاح جعل المصابين قلما يلجؤون للمستشفيات، بصورة عامة لم يكن للفيروس ذلك التأثير عليهم
وأوضح أيضاً، انه"نرى بأن الأشخاص الذين يصابون الآن بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض شديدة، بحيث تختلط الإصابة به مع الإصابة بالأمراض الأخرى، على سبيل المثال قسم من الذين يصابون بالزكام والحمى قد يكونوا أصيبوا بكورونا، لكن الناس قلما يلجؤون للفحص لذا لن يتبين نوع المرض".
حول مدى ثقة المواطنين باللقاح في الوقت الحاضر مقارنةً بالبداية، قال الدكتور صباح نامق، "قبل عام ونصف وصل اللقاح الصيني (سينوفارم)، رغم الخوف الكبير من الوباء إلا أن الإقبال لم يكن كبيراً، وحين وصل لقاح فايزر ازداد إقبال المواطنين على أخذ اللقاح".
وتابع، "بعد ذلك اعتاد الناس تدريجياً على المرض وتراجع خوفهم، وبالرغم من كثرة الوفيات وحالات الإصابة، إلا أن الاقبال على تلقي اللقاح تراجع مع الأسف".
وقال "نشط وفعالية اللقاح جعل المصابين قلما يلجؤون للمستشفيات، بصورة عامة لم يكن للفيروس ذلك التأثير عليهم".
فيما يخص الإشاعات التي أثرت بشكل كبير على المواطنين أكد صباح نامق، ان "الإشاعة التي زعمت أن للقاح تأثيرات سيئة على المصابين بالأمراض المزمنة. لكنني أود أن اصحح ذلك، هذ الأمر على العكس تماماً، لأن المصابين بأمراض مزمنة هم أكثر عرضة للإصابة بكورونا، لكن اللقاح يستطيع حمايتهم. اللقاح ليس له أي مضار".
وأضاف، "حتى الآن أعطينا اللقاح للآلاف في كركوك ولم نر أي تأثيرات سيئة للقاح".
مدير الصحة العامة بدائرة صحة كركوك لفت الى أنه "بالرغم من أن اللقاح فعال ضد جميع سلالات كورونا، لكن يظل هناك احتمال الإصابة بالفيروس مجدداً".
وفي ختام المقابلة الإذاعية وجّه الدكتور صباح نامق نصيحة للذين لم يتلقوا اية جرعة من اللقاح حتى الآن وقال، "تلقوا اللقاح، لأنه يحميكم ويحمي عوائلكم، ويحمي المسنين في عائلتك وهو فعال جداً".