تدور الأحاديث الآن حول الرشاقة وإنقاص الوزن، والأمر ليس طوعياً، فالمحارب الجهبذ هو من يسبق غيره في التخلص من الترهل.
القاعات الرياضية في كركوك تعج بالضباط والعسكريين الذين أُلزِموا بقرار من الحكومة الاتحادية العراقية على إنقاص أوزانهم للاستمرار في صفوف الجيش والمؤسسات الأمنية.
الحكومة العراقية الجديدة التي باشرت مهامها نهاية تشرين الأول 2022 برئاسة محمد شياع السوداني، قررت إخضاع ضباط وجنود الجيش والقوات الأمنية التابعة لكل من وزارتي الدفاع والداخلية لفحص الوزن بشكل سنوي مع مراعاة العمر والطول.
على سبيل المثال الوزن المحدد لمن يتراوح طولهم بين 162 سم و 172 سم يكون بين 66 كغم و 85 كغم حسب العمر، فإذا كان طول الشخص ضمن الحد المذكور أعلاه وكان عمره بين 40 و 49 سنة فيجب أن يكون وزنة بين 47 كغم و 81 كغم.
حسب المعايير التي عممتها الحكومة على جميع الوحدات والدوائر العسكرية والأمنية، تم تحديد أوزان أكثر مع تقدم العمر.
كركوك/ كانون الأول 2022/ قاعة رياضية في مدينة كركوك تصوير: كركوك ناو
"كما ترون، أوزاننا كبيرة بحسب المعايير ويجب أن ننقصها"، هذا ما قاله ضابط رتبة ملازم في إحدى القاعات الرياضية بكركوك.
عمر هذ الضابط 37 سنة وطوله 178 سم، وحسب المعايير يجب أن يكون وزنه 83 كيلوغراماً، لكنه وزنه الآن 102 كغم، لذا يجب أن ينقص 19 كغم من وزنه خلال ثلاثة أشهر.
سألنا الضابط هل يمكنك ذلك؟ فأجاب، "أنا مضطر ، ها قد قللت من الأكل الى جانب ممارسة الرياضة، وجبة عشائي غالباً هي السلطة، نادراً ما اتناول الخبز والرز وقللت من بعض الأطعمة، البعض يقولون أن هذه هي الطريقة المثلى لإنقاص الوزن"، وتابع ضاحكاً، "قلت مصاريفنا من جهة وازدادت من جهة أخرى"، مشيراً الى اضطراره لدفع مبلغ الاشتراك الشهري في القاعات الرياضية.
بعد الانتهاء من الضباط سيطبق القرار على الجنود
مصدر أمني مسؤول في القوات الأمنية التابعة لوزارة الدفاع ضمن حدود قضاء داقوق قال أن شغلهم الشاغل أصبح مسألة التخسيس، وزارة الدفاع مصرة على تطبيق القرار، "جميعنا ملتزمون بالمعايير المحددة".
يتم تطبيق القرار حالياً على الضباط، حيث تم في البداية تحديد الوزن المثالي الذي يجب أن يصل اليه جميع الضباط ممن هم برتبة ملازم في جميع الوحدات العسكرية خلال ثلاثة اشهر.
هذا الاسبوع تم تحديد الوزن نسبة الى الطول للضباط برتبة مقدم ومن المقرر أن تشمل جميع الرتب وصولاً الى رتبة آمر فرقة.
وقال المصدر، "بعد الانتهاء من الضباط سيطبق القرار على الجنود".
لكن القاعات الرياضية في كركوك أصبحت تعج منذ الآن بالجنود المترهلين رغم عدم تحديد الأوزان المثالية لهم حتى الآن.
وقال جندي يمارس الرياضة في إحدى القاعات، "أريد أن أنقص وزني منذ الآن قبل أن يشملنا القرار".
قوة تابعة للجيش العراقي في وحدة تدريبية تصوير: إعلام وزارة الدفاع العراقية
حسب المعايير التي وضعتها الحكومة العراقية والتي حصل (كركوك ناو) على نسخة منها، أدنى وزن لمنتسبي وزارتي الدفاع والداخلية يجب أن يكون 57 كغم وأعلى وزن 110 كغم، بحسب الطول والعمر.
مصدر رفيع المستوى في الجيش قال، "حسب القرار إذا لم نصل الى الوزن المحدد بعد ثلاثة اشهر سنحال الى التقاعد"، دون أن يدلي بمعلومات أكثر حول آلية التقاعد.
وفق الإجراءات والضوابط المعمولة بها في العراق، تؤخذ شروط اللياقة البدنية والسلامة الصحية بنظر الاعتبار في قبول المتقدمين للانخراط في السلك الأمني والعسكري.
بموجب المادة 47 من قانون الخدمة والتقاعد العسكري رقم 3 لسنة 2010 المعدل، تجوز إحالة العسكري الى التقاعد في حال ثبت عدم تقيده بآداب وضوابط الخدمة العسكرية.
"أمارس الرياضة هنا أربعة أيام في الأسبوع، إذا سنح لي سآتي الى هنا كل يوم
وتنص المادة 45 من نفس القانون يحال الضباط من رتبة ملازم حتى فرق أول إلى التقاعد عند إكمالهم 50 سنة و 63 سنة، ويحال العسكري للتقاعد عند إكماله سن 50 سنة.
مازن محمد، صاحب قاعة رياضية في محافظة كركوك قال "قاعتنا أصبحت مكتظة كثيراً مقارنة بالأشهر السابقة، أغلب الذين يأتون الينا هم من الجيش والأجهزة الأمنية الراغبين بإنقاص أوزانهم".
"أغلبية الناس تأتي لممارسة الرياضة، لكن المنتسبين في الجيش والقوات الأمنية هدفهم الأول إنقاص الوزن والتخلص من الترهل، يبذلون جهداً كبيراً من أجل ذلك وبعضهم يتّبع الحمية".
ضابط في الجيش يرتاد إحدى القاعات الرياضية قال، "أمارس الرياضة هنا أربعة أيام في الأسبوع، إذا سنح لي سآتي الى هنا كل يوم".
