بدأت منظمة وادي الألمانية خطوات نقل تجربة مكافحة ختان الاناث من اقليم كوردستان الى عدة محافظات عراقية أخرى، وتعتزم في البداية تحديد نسبة الظاهرة عن طريق استبيان للرأي.
منظمة وادي التي لديها تجربة تمتد لـ15 عاماً في مجال مكافحة ختان الاناث في اقليم كوردستان، نظمت مؤتمراً في مدينة السليمانية يستمر لثلاثة أيام بمشاركة الفرق التابعة لها وعدد من منظمات وسط وجنوب العراق، تم خلاله تبادل الآراء حول القضية.
خطوة وادي الأولى هي استبيان للرأي في ثلاث محافظات عراقية (بغداد، البصرة وميسان)، وذلك لمعرفة نسبة ظاهرة ختان الإناث في هذه المحافظات، الخطوة التالية يتكون القضاء على الظاهرة وحظرها عن طريق القانون، بعد نجاح نفس التجربة في اقليم كوردستان، بحسب شوخ محمد، مسؤولة العلاقات في منظمة وادي الألمانية في العراق.
وقالت شوخ، "المناقشات التي تجري هي لتبادل الآراء بين فرق وادي والمنظمات القادمة من وسط وجنوب العراق ومن المقرر أن تشارك هذه المنظمات في الاستبيان كشركاء".
الاستبيان سينظم هذا العام عقب انتهاء أعمال المؤتمر.
فرق وادي أطلعت في اليوم الأول من المؤتمر منظمات وسط وجنوب العراق عن تجربته، وأوضحت المعوقات والعراقيل وكيفية العمل على القضية.
ليلى أحمد، من فريق وادي في كرميان قالت عن تجربتها في العمل على القضية، "أهم شيء هو أن تدخل الفرق بين الناس وتفتح معهم الموضوع، كما يجب أن تكون لهذه الفرق معلومات وافية حول أضرار الختان لكي يتمكنوا من توعية الناس".
وأشارت شوخ ال أن "من الضروري أن تكون للفرق العاملة خبرة في مجال القانون فيما يتعلق بقضية مكافحة ختان الإناث ليوضحوا للأشخاص الذين يختنون الإناث العقوبات المترتبة عن هذا الأمر".
جرو عمر، محامية في فريق وادي ترى أن القانون ورجال الدين واستيعاب الناس لمضار ختان الإناث عوامل مساعدة للقضاء على الظاهرة، وأصافت "حتى اليوم، هناك أناس مستعدون لختان الإناث لولا الخوف من القانون لأنها مهنة يعتاشون عليها وتمثل مصدر دخل لهم"، وأوضحت أن "البعض من رجال الدين لعبوا دوراً جيداً في التصدي للظاهرة"، واستشهدت بأحد رجال الدين في قرية نائية بناحية رزكاري التابعة لإدارة كرميان ضمن حدود محافظة السليمانية وقالت "تبين لنا أن نسبة ختان الإناث في تلك القرية صفر، بعدها اتضح لنا أن رجل الدين أقنع سكان القرية بأن ختان الإناث لا علاقة له بالإسلام".
شوخ محمد، مسؤولة العلاقات بمنظمة وادي الألمانية في العراق توضح الهدف من عقد المؤتمر فيديو: كركوك ناو
بموجب قانون مناهضة العنف الأسري الذي اقرّه برلمان كوردستان في عام 2011، يعتبر ختان الإناث نوعاً من أنواع العنف يعاقب عليه بالحبس لمدة تصل الى ثلاث سنوات وغرامة تصل الى 10 ملايين دينار.
وتقول وادي بأنها لعبت دوراً في إصدار هذا القانون، بالأخص الفقرة التي تعتبر ختان الإناث نوعاً من أنواع العنف.
في عام 2005أطلقت منظمة وادي حملة "أوقفوا ختان الإناث" في اقليم كوردستان ويعد حظر هذه الظاهرة في إطار القانون جزءاً من مكتسبات تلك الحملة.
من المكتسبات الأخرى للتجربة كان القضاء كلياً على ظاهرة ختان الإناث في مناطق كرميان عام 2017 و في حلبجة عام 2022.
وقالت شوخ محمد لـ(كركوك ناو)، "بعد الاستبيان ومعرفة نسبة ختان الإناث، سنبدأ المرحلة التالية في هذه المحافظات العراقية وهي مرحلة التوعية وتوضيح أضرار ختان الإناث، هدفنا هو تجريم ختان الإناث في العراق اسوةً بإقليم كوردستان في إطار مشروع قانون مناهضة العنف الأسري ووضع حد للظاهرة بصورة تدريجية".
هدفنا هو تجريم ختان الإناث في العراق اسوةً بإقليم كوردستان في إطار مشروع قانون مناهضة العنف الأسري ووضع حد للظاهرة بصورة تدريجية
فريق وادي نظم استبياناً للرأي بشأن قضية ختان الإناث في كل من محافظتي كركوك والناصرية خلا الفترة من 2012 حتى 2014، تقول شوخ، "تبين لنا أن الظاهرة موجودة، لكننا نفضل إجراء استبيان جديد في بغداد، البصرة وميسان".
كاني مجيد، عضوة في فريق وادي بمدينة اربيل، قالت "سنكثف من ندواتنا في مناطق أربيل التي نشتبه بوجود ظاهرة ختان الإناث فيها"، وشدد فريق وادي في قضاء رانيه أن ظاهرة الختان لا تزال موجودة في مناطقهم لكنها تراجعت منذ أن بدأوا بالعمل هناك.
وأوضحت هيرو وكیل، مديرة منظمة نوي في حلبجة- أحد شركاء وادي الألمانية والتي عملت سابقاً مع وادي لمكافحة ختان الإناث-، "حين بدأنا هذه الخطوة في حلبجة كانت أحد الأحزاب الاسلامية تتمتع بنفوذ في المنطقة، لذا لم تكن الأمور سهلة، لكنني سعيدة لأننا أعلننا في 2022 خلو حلبجة من ظاهرة ختان الإناث، هذه هي قصتنا".
من جانبها تقول شوخ، "الأمر ليس سهلاً، بل صعب وتواجه فرقنا العديد من العراقيل والمصاعب، سنوضح للمنظمات الأخرى خلال هذه الأيام الثلاثة المعوقات وكيفية العمل وسنتحدث عن جميع أساليب العمل، بعد المؤتمر ستدخل خطواتنا مرحلة جديدة".