النخيل الشامخة وأشجار الزيتون تقطع من "جذورها" في طوزخورماتو.. البلدية تتوعد

صلاح الدين/ 2023/ هدم بستان واقتلاع أشجار مثمرة ومعمرة في حي وسط قضاء طوزخورماتو    تصوير: خاص بـ(كركوك ناو).

ليلى أحمد – صلاح الدين

العشرات من أشجار النخيل والزيتون المعمرة في طوزخورماتو اقتلعت من قبل بعض المواطنين وبلدية القضاء تهدد بمعاقبتهم.

الأشجار التي عمر قسم منها أكثر من 70 سنة، تنمو على مساحة تقترب من سبع دونمات وتقع في نهاية حي رزكاري بقضاء طوزخورماتوو التابع لمحافظة صلاح الدين.

آرام قادر، مزارع في طوزخورماتو عمل في تلك الأرض الزراعية لأكثر من 14 سنة، يقول أن بعض الأشخاص تحت ذريعة ملكيتهم للأرض، "اقتلعوا جميع الأشجار المعمرة من جذورها بالجرافات".

آرام ومزارعان آخران كانا يعملون بعقد على تلك الأرض ويعتنون بأشجار النخيل والزيتون، الى جانب زراعة بعض أصناف الخضروات، "الشخص الذي عرّف نفسه على أنه صاحب الأرض وتعاقد معنا توفي واستولى شخص آخر على الأرض ودمر البستان بأكمله، والذي تبلغ مساحته سبع دونمات، قال بأنه سيقسمها ويبيعها كقطع أراض سكنية".

ادعاءات هؤلاء الأشخاص بشأن ملكية الأرض غير صحيحة، بل أن الأرض ملك للبلدية وهي في الأساس أرض زراعية

ويأتي ذلك في حين يحظر قانون حماية الأراضي الزراعية تحويل جنس الأراضي الزراعية الى وحدات سكنية إلا بموافقة الدولة.

مرعي رشيد البياتي، مدير بلدية طوزخورماتوو، قال لـ(كركوك ناو)، أن"الأشجار التي كانت موجودة في الأرض الزراعية اقتلعت، سجلنا دعوى ضدهم لأنهم اقتلعوا أشجار مثمرة لكي تتم محاسبتهم بموجب القانون".

وبيّن أن متابعاتهم أظهرت "ادعاءات هؤلاء الأشخاص بشأن ملكية الأرض غير صحيحة، بل أن الأرض ملك للبلدية وهي في الأساس أرض زراعية".

(كركوك ناو) لم يتمكن من أخذ تصريحات من الأشخاص المتهمين باقتلاع الأشجار.

وفقاً لقانون حماية الغابات والمشاجر رقم 30 لسنة 2009، لا يجوز قطع الأشجار إلا للضرورة الفنية والتي تشمل حالات معينة مذكورة في القانون، بخلاف ذلك يعاقب بغرامة مالية.

كما نصت المواد 479 و480 من قانون العقوبات العراقي على فرض عقوبة الحبس لفترة تصل الى سنتين وغرامة مالية أو أحدهما بحق كل من يقتلع أو يقطع أو يتلف شجرة.

مستقبلاً سيتم تحويل هذه الأرض الى ملعب ومتنزه للمواطنين، لن نسمح لأي شخص بالتجاوز والاستيلاء عليها

آرام قادر، الذي اعتني بنفسه بأشجار النخيل والزيتون، يقول أن انتاج البستان من التمر والزيتون كان يصل في بعض الأعوام الى عدة أطنان، "كل نخلة كانت تنتج 150 كلغ من التمر، عدد اشجار النخيل كان يقدر بأكثر من 87 شجرة، عمر بعضها أكثر من 70 سنة، ... لكن معظمها اقتلعت".

آرام وثلاث عوائل أخرى فقدوا مصدر عيشهم بعد الاستيلاء على تلك الأرض الزراعية وتدميرها، ويقول آرام بحسرة "لا حول لنا ولا قوة".

اقتلاع أشجار النخيل والزيتون يتزامن مع تحذيرات الأمم المتحدة للعراق، الذي يعد خامس دولة متأثرة بالتغيرات المناخية على نطاق العالم، مشددة على حاجة البلد لاتخاذ سلسلة من الإجراءات من بينها الاهتمام بقطاع الزراعة وزيادة نسبة المساحات الخضراء.

حول خططهم بشأن الأرض الزراعية قال مدير بلدية طوزخورماتوو، "مستقبلاً سيتم تحويل هذه الأرض الى ملعب ومتنزه للمواطنين، لن نسمح لأي شخص بالتجاوز والاستيلاء عليها"، دون أن يكشف المزيد عن مخاطر تغيير جنس الأراضي الزراعية الى مشاريع سكنية. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT